ارسال السریع للأسئلة
تحدیث: ١٤٤٥/٨/١٥ من نحن منشورات مقالات الصور صوتيات فيديو أسئلة أخبار التواصل معنا
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف المقالات احدث المقالات المقالات العشوائية المقالات الاکثرُ مشاهدة
■ السید عادل العلوي (٤٨)
■ منير الخباز (١)
■ السید احمد البهشتي (٢)
■ حسن الخباز (١)
■ كلمتنا (٢٨)
■ الحاج حسين الشاكري (١١)
■ الاستاذ جعفر البياتي (٤)
■ صالح السلطاني (١)
■ الشيخ محمد رضا آل صادق (١)
■ لبيب بيضون (٧)
■ الدكتور الشيخ عبد الرسول غفّاري (١)
■ السيد حسين الحسني (١)
■ مكي البغدادي (٢)
■ الدكتور حميد النجدي (٣)
■ السيد رامي اليوزبكي (١)
■ سعيد إبراهيم النجفي (١)
■ الدکتور طارق الحسیني (٢)
■ السيّد جعفر الحلّي (١)
■ الاُستاذ ناصر الباقري (١)
■ السيّد محمّد علي الحلو (١)
■ السيّد شهاب الدين الحسيني (١)
■ شريف إبراهيم (١)
■ غدير الأسدي (١)
■ هادي نبوي (١)
■ لطفي عبد الصمد (١)
■ بنت الإمام كاشف الغطاء (١)
■ محمد محسن العید (٢)
■ عبدالله مصطفی دیم (١)
■ المرحوم السید عامر العلوي (٢)
■ میرنو بوبکر بارو (١)
■ الشیخ ریاض الاسدي (٢)
■ السید علي الهاشمي (١)
■ السيّد سمير المسكي (١)
■ الاُستاذ غازي نايف الأسعد (١)
■ السيّد فخر الدين الحيدري (١)
■ الشيخ عبد الله الأسعد (٢)
■ علي خزاعي (١)
■ محمّد مهدي الشامي (١)
■ محمّد محسن العيد (٢)
■ الشيخ خضر الأسدي (٢)
■ أبو فراس الحمداني (١)
■ فرزدق (١)
■ هيئة التحرير (٤٣)
■ دعبل الخزاعي (١)
■ الجواهري (٣)
■ الشيخ إبراهيم الكعبي (١)
■ حامدة جاودان (٣)
■ داخل خضر الرویمي (١)
■ الشيخ إبراهيم الباوي (١)
■ محمدکاظم الشیخ عبدالمحسن الشھابی (١)
■ میثم ھادی (١)
■ سید لیث الحیدري (١)
■ الشیخ حسن الخالدی (٢)
■ الشیخ وھاب الدراجي (١)
■ الحاج عباس الكعبي (٢)
■ ابراھیم جاسم الحسین (١)
■ علي محمد البحّار (١)
■ بلیغ عبدالله محمد البحراني (١)
■ الدكتورحسين علي محفوظ (١٠)
■ حافظ محمد سعيد - نيجيريا (١)
■ الأستاذ العلامة الشيخ علي الکوراني (٤)
■ عزالدین الکاشانی (١)
■ أبو زينب السلطاني - العراق (١)
■ فاطمة خوزي مبارک (١)
■ شیخ جواد آل راضي (١)
■ الشهید الشیخ مرتضی المطهري (١)
■ شيخ ماهر الحجاج - العراق (١)
■ آية الله المرحوم السيد علي بن الحسين العلوي (١٣)
■ رعد الساعدي (١)
■ الشیخ رضا المختاري (١)
■ الشیخ محمد رضا النائیني (٢)
■ الشيخ علي حسن الكعبي (٥)
■ العلامةالسيد محسن الأمين (١)
■ السید علي رضا الموسوي (٢)
■ رحیم أمید (٦)
■ غازي عبد الحسن إبراهيم (١)
■ عبد الرسول محي الدین (١)
■ الشیخ فیصل العلیاوي (١)
■ أبو حوراء الهنداوي (٢)
■ عبد الحمید (١)
■ السيدمصطفیٰ ماجدالحسیني (١)
■ السيد محمد الکاظمي (٣)
■ حسن عجة الکندي (٥)
■ أبو نعمت فخري الباکستاني (١)
■ ابن الوردي (١)
■ محمدبن سلیمان التنکابني (١)
■ عبد المجید (١)
■ الشيخ علي حسین جاسم البھادلي (١)
■ مائدۃ عبدالحمید (٧)
■ كریم بلال ـ الكاظمین (١)
■ عبد الرزاق عبدالواحد (١)
■ أبو بكر الرازي
■ الشيخ غالب الكعبي (٨)
■ ماھر الجراح (٤)
■ الدکتور محمد الجمعة (١)
■ الحاج کمال علوان (٣)
■ السید سعد الذبحاوي (١)
■ فارس علي العامر (٩)
■ رحيم اميد (١)
■ الشيخ محسن القرائتي (١)
■ الشيخ احمد الوائلي (١)
■ الشیخ علي حسن الکعبي (١)
■ عبد الهادي چیوان (٥)
■ الشیخ طالب الخزاعي (٥)
■ عباس توبج (١)
■ السید صباح البهبهاني (١)
■ شیخ محمد عیسی البحراني (١)
■ السید محمد رضا الجلالي (٦)
■ المرحوم سید علي العلوي (١)
■ یاسر الشجاعي (٤)
■ الشیخ علي الشجاعي (١)
■ میمون البراك (١)
■ مفید حمیدیان (٢)
■ مفید حمیدیان
■ السید محمد لاجوردي (١)
■ السید محمد حسن الموسوي (٣)
■ محمد محسن العمید (١)
■ علي یحیی تیمسوقي (١)
■ الدکتور طه السلامي (٣)
■ السید أحمد المددي (٦)
■ رقیة الکعبي (١)
■ عبدالله الشبراوي (١)
■ السید عبد الصاحب الهاشمي (٣)
■ السید فخر الدین الحیدري (١)
■ عبد الاله النعماني (٥)
■ بنت العلي الحیدري (١)
■ السید حمزة ابونمي (١)
■ الشیخ محمد جواد البستاني (٢)
■ نبیهة علي مدن (٢)
■ جبرئیل سیسي (٣)
■ السید محمد علي العلوي (٣)
■ علي الأعظمي البغدادي (١)
■ السید علي الخامنئي (١)
■ حسن بن فرحان المالکي (١)
■ ملا عزیز ابومنتظر (١)
■ السید ب.ج (٢)
■ الشیخ محمد السند
■ الشیخ محمد السند (١)
■ الشیخ حبیب الکاظمي (١)
■ الشیخ حسین عبید القرشي (١)
■ محمد حسین حکمت (١)
■ المأمون العباسي (١)
■ احمد السعیدي (١)
■ سعد هادي السلامي (١)
■ عبد الرحمن صالح العشماوي (١)
■ حسن الشافعي (١)
■ فالح عبد الرضا الموسوي (١)
■ عبد الجلیل المکراني (١)
■ الشريف المرتضی علم الهدی (١)
■ السيد أحمد الحسيني الإشكوري (١)
■ سید حسین الشاهرودي (١)
■ السيد حسن نصر الله (١)
■ ميثم الديري (١)
■ الدكتور علي رمضان الأوسي (٢)
■ حسين عبيد القريشي (١)
■ حسين شرعيات (١)
■ فاضل الفراتي (١)
■ السيد مهدي الغريفي (١)

احدث المقالات

المقالات العشوائية

المقالات الاکثرُ مشاهدة

الإمامة سنّة كونية والإمام الحقّ علّة الوجود - مجلة الكوثر العدد الثالث عشر - رجب 1421

الإمامة سنّة كونية والإمام الحقّ علّة الوجود
 
محمّد  محسن العيد

الإمامة : سنّة كونية بها برز حسن الخلق في كلّ صنف من أصناف المخلوقات فلا تجد هيئة خلقية ، ابتداءً من الذرّة إلى المجموعات الكونية في الفضاء، ولا تجد حتّى أيّ مجموعة حيّة في الأرض ؛ إلّا ولها نموذج من ذات خلقها يبرز بها معنى الحسن في تلک الهيئة أو حسن تلک المجموعة .
وقد جاء المعنى ذلک واضحآ في تسمية الله تعالى لإبراهيم إمامآ للناس بعد أن ابتلاه وبعد أن أتمّ  7 بالأداء الحسن ما ابتلاه الله تعالى به .
(وَإذِ ابْتَلَى إبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأتَمَّهُنَّ قَالَ إنِّي جَاعِلُکَ لِلنَّاسِ إمَامآ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )  .
إنّ كلمات الله تعالى هي الوحي بما يعنيه من رفع القصور عن عقل النبيّ  6، يجعله بتمام الكمال اختيارآ، فلا يأتي منه السوء، فالإنسان إنّما يسوء ويفسد لعجزه وقصوره وحاجته ... وكذا فإنّما هو يحسن عند كماله وغناه بالزهد الذي  تأتي به  المعرفة من الوحي .
فالإمام ؛ هو العادل الذي لا يظلم نفسه بالمعصية ولا يظلم غيره بالبغي أصالةً ودوامآ. والإمام هو أحسن البشر، والإمامة في البشر هي معنى الحسن في خلق الناس .
والإمامة علّة الرحمة في خلق الإنسان ... قال تعالى  :(إنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً )  .
وكلّ جعلٍ من الله تعالى هو محض رحمة ...
والخليفة يتضمّن معنى الإمامة .. وكلّ نبيّ إمام فهو اُسوة حسنة ... وما يرسله الله تعالى إلّا رحمة للعالمين ... بما هو الإمام النموذج الأحسن في خلق الآدميين الذي جعله الله تعالى حجّة على الناس في كلّ زمان ومكان بنصوص كثيرة من كلام الله تعالى ؛ فلا يعذّب الله تعالى اُمّة دون أن يرسل لها إمام ، ولا يحشر الله تعالى اُمّة إلّا بإمامها يقدمها... قال تعالى  :(وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا)  .
(وَإنْ مِنْ اُمَّةٍ إلاَّ خلا فِيهَا نَذِيرٌ)  .
وبما أنّ الكائنات كلّها اُمم أمثالنا قال تعالى  :(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلاَّ اُمَمٌ أمْثَالُكُمْ )  .
وقال تعالى يصف الجنّ من الاُمم  : (قَالَ آدْخُلُوا فِي اُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الجِنِّ وَالإنسِ )  .
لذا فإنّ سنّة الإمامة تبدو بارزة في كلّ خلق ، فلا تجد خلقآ إلّا وله إمام من ذات صنفه ... وهو القدوة الحسنة والنموذج الأحسن في كلّ خلق . في المادّة المجرّدة النواة وبها تحتوى البروتونات ، وبعدد هذه البروتونات تتصنّف العناصر التي تبني عالمنا المادّي ... يبرز العنصر ويمتاز بكلّ صفاته عند توحّد نواة ذرّاته ... وبدون النواة وبيانها؛ فلا عنصر يعرف مطلقآ. بل ولا كون مادي يبرز كما نراه اليوم على الإطلاق .
وفي وحدة بناء المادة الحيّة هو الحامض النووي (DNA)؛ الذي يحتوي شفرة الحياة .. فهذا المركّب العملاق هو إمام الحياة ولا معنى للحياة مطلقآ بدون الـ(DNA) الإمام .
ففي نهاية شهر حزيران سنة (2000) قامت ضجّة علمية كبرى تناقلتها كلّ وسائل الإعلام ، حيث اكتشف العلماء 97 % من خريطة البناء الذرّي لجزيئة الـ(DNA)، حيث تكمن معاني الحياة بكاملها.
فلا تجد خلقآ إلّا وله إمام من ذات صنفه يتضمّن كلّ معاني ذلک الخلق الحسن في النمل الملكة ، وفي النحل الملكة أيضآ، وفي الأرضة الملكة ، وفي الطير الفحل القوي القائد الذي نجده على رأس الزاوية في هجرة الطير... وفي الأسماک رائد نلاحظه في قمّة المثلّث أثناء هجرتها... وفي مجاميع الظباء الوعل الذي يتجفّل لرعاية القطيع وحتى لو نامت فإنّه لا ينام ، وهي جميعآ في طاعته وطوع إشارته ... وفي مجاميع الوحوش والسباع على مختلفها يؤمّها فحل قوي من كلّ صنف من أصنافها يقودها ويوجّهها ويوزّع اعمالها في بعض المجاميع .
 ولكلّ صنف من أصناف المخلوقات الاُخرى إمام ... وفي الناس نجد ابتداءً للعائلة ربّ وللاُسرة عميد وللعشيرة أو القبيلة شيخ وللشعب زعيم وللجيش قائد وللاُمّة إمام .
بل وفي كلّ ذات خلق إمام  :
فالشجرة منطقة اتصال الساق بالجذر (البادرة )... ولقد استخدمت هذه المنطقة حديثآ في تكثير الأنواع الحسنة من النخيل يزرع قطع في المختبر من تلک المنطقة لتنتج النوع المطلوب قبله نقله إلى الحقل .
وقد ابتدعت هذه الطريقة وطبّقت بنجاح في النخيل في الولايات المتحدة الأمريكية بتقطيع (الجمّار) إلى قطع وزرعها ثمّ غرسها.
أمّا الإمام في ذات الحيوان فإنّه الدماغ ، حيث هو مركز السيطرة والتوجيه ... فلا معنى لخلق الحيوان بلا دماغ . كما لا معنى لخلق الشجر دون خلق منطقة اتصال الساق بالجذر... بل لا يمكن مطلقآ تصوّر حيوان بلا دماغ أو شجرة بلا منطقة اتصال الساق بالجذر.
أمّا الإمام في ذات النفس الإنسانية فهو العقل ، حيث به تتوجّه جوارحه وجوانحه وبه يتمّ التوازن والسيطرة ، ولا يمكن أن نتصوّر معنى للانسانية في خلق الآدمي بدون عقل .
الإمام ؛ هو غايه كلّ خلق في بلوغ الأحسن في ذات خلقه ، سنّةً تكوينية في أصل كلّ خلقة مثلما أنّ الإمامة سنّة كونية جعلها الله تعالى أثرآ لوجوده أحسن الخالقين تحكم كلّ أجزاء الكون .
لذا فإنّ السعي للإمامة بارزة في الأفضل من كلّ خلق ، وهذا السعي ظاهر في كلّ نفس إنسانية في نمط التفاضل التعلّمي الذي جعله الله تعالى عند كلّ إنسان  فطرة في تعلّمهم ... فالتفاضل اُسلوب في المعرفة يعتمد على المقادير والمعايير... وبمقدار إدراک النفس للفاضل في صنف خلقه يكون محسنآ وتستقرّ النفس عند هذا الإدراک بالتفاضل وبالمطابقة بين سنّة العقل التكوينية وسنّة الإمامة الكونية .
وهذا الجعل واضح في قوله تعالى  :(وَجَعَلْنَاهُمْ أئِمَّةً يَهْدُونَ بِأمْرِنَا)  .
وأمر الله تعالى الذي يهدي به الأئمة ؛ محض حسن ، فهو مضمون الحسن بما في الحسن من مسرّة وجاذبية للنفوس الساعية للمطابقة ، وهي الهداية التكوينية في الإمام لمجرّد وجوده .
وفي قوله تعالى  :(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا)  .
وفيه إشارة واضحة للهداية التكوينية لوجود الإمام بالصبر والثبات على المضمون الحسن المسرّ المبهج الجذّاب الذي تسعى إليه النفوس بالتفاضل للمطابقة والاستقرار عنده ثمّ الاعتقاد به .
فالإمام المجعول من قبل المحسن بذاته جزء من سنّة تكوينية في هداية النفوس كونه معيارآ للتفاضل في نمط النفس التعليمي لبلوغ الأحسن ... وبمقدار المطابقة للنفس في فعلها لكمال الإمام يحصل الاستقرار... ولذا فالنفس تبقى ساعية لتمام المطابقة من أجل تمام الاطمئنان .
إنّ كلّ ما خلق الله تعالى حسن  : (الَّذِي أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَـقَهُ )  .
ولكن معنى الحسن هذا ينحصر في جزء من ذلک الخلق ... ومعنى الحسن هذا في كلّ ذات من خلق الله تعالى هو الإمام .
فيمكن أن ينقص المخلوق أيّ جزء دون ان يؤثّر على معنى الحسن في خلقه إلّا الإمامة ، فإنّ نقصها أو فقدانها يُفقد الخلق معناه . ذلک لأنّنا لا نستطيع أن نتصوّر الخلق بلا معناه !
مثلا: يمكن أن ينقص خلق الإنسان العين أو الاذن أو الأنف أو الرجل أو اليد، بل كلّ الأجزاء الاُخرى إلّا العقل ، فإنّ فقده يعني فقدانه لصفة خلقه الحسن كإنسان .
وإذا كان الحسن هدف لذاته في هذا الكون فلا نجد للكون معنى بلا حسن ، أي لا معنى لخلق الكون بلا وجود للإمام .
مثال  :
العقل إمام في ذات كلّ إنسان لأنّه معنى الحسن في خلق الإنسان ، ولذا مهما كان الإنسان حسنآ في شكله ومظهره ، فلا معنى حسن لوجوده إذا كان بلا عقل ، كأن يكون مجنونآ أو فاقدآ للوعي أو متخلّفآ عقليآ ـوالعياذ بالله‌ـ.
وكذلک مثلا: الدماغ في ذات الحيوان ، فإنّه معنى الحسن في خلق الحيوان الدابّ ؛ ولذا فلا معنى لخلق الحيوان بلا دماغ .
ومثله ؛ منطقة اتصال الجذر بالساق في كلّ شجرة من النبات ، هي إمام ذات النبات ، لأنّها معنى الحسن في خلق الشجرة ، ولذا فلا معنى لوجود الشجر من  النبات بدون وجود هذه المنطقة .
والنواة في الخلية الحيّة أو في نبات أو في حيوان ، هي إمام كلّ كائن حيّ مجهري ، نباتي كان أو حيواني ، بل حتّى في ذات الخلية الحية ... ولذا فلا معنى لوجود الحياة بلا وجود النواة بل بلا وجود الـ(DNA) الذي يضمّ شفرة الحياة .
فالإمامة علّة لمعنى كلّ خلق ... وبدونها لا معنى لكلّ خلق ... ولو سألنا لماذا تكون الإمامة معنى الحسن في كلّ خلق ؟! أو لماذا تكون الإمامة علّة وجود كلّ خلق ؟!
فالجواب : إنّها مشيئة الله تعالى في خلقه ، والله تعالى لا يُسأل عمّا يفعل وهم يسألون ... وهي سنّة الله تعالى الحسنة ولن تجد لسنّة الله تحويلا ولا تبديلا... فقد كان منه سبحانه وتعالى الحسن هدف لذاته في الكون ... وكانت منه الإمامة غاية في بلوغ الحسن في كلّ خلق ولا شيء غير هذا.
وإنّ قول الإمامية بكون الأئمة المعصومين  : من عترة النبيّ  6 علّة الوجود، إنّما هو حقيقة علمية منقولة عن الواقع ينبئ بها الكون في كلّ أجزائه .
إنّ الإمامة ، سنّة كونية حسنة تحكم كلّ المخلوقات في ذاتها وفي كلّ أصنافها كلياتها وجزئياتها... وهي تبدو واضحة جدّآ في خلق الإنسان في مجتمعاته وأفراده ، فهي سنّة تكوينية في خلقه ، ولكن اختيار الإمام قد يقع مطابقآ لمعاني الحسن الرباني ، فيكون الإمام حقّآ... وقد يقع خارج معاني الحسن في خلق الناس فيكون الإمام باطلا.
ولذا نجد في القرآن الكريم قوله تعالى في هذين الاختيارين جعلا :
أ ـ (وَجَعَلْنَاهُمْ أئِمَّةً يَدْعُونَ إلَى النَّارِ)  .
ب ـ (وَجَعَلْنَاهُمْ أئِمَّةً يَهْدُونَ بِأمْرِنَا)  .
فالذي تحكمه السنّة الحسنة جعلا للحسن ... والذي يخالف السنّة الحسنة جعلا للسوء فالنار.
ذلک لأنّ النفوس تسعى وبدافع سنّة الإمامة التكوينية فيها تسعى وبنمط التفاضل لاختيار الإمام ... والتفاضل يستلزم المعايير لتجنّب الخطل والخطأ في اختيار الإمام الحقّ .
فاُناس يجعلونه في الغنى معيارآ للاختيار... وآخرون يرونه في النسب والعرق والدم ... وآخرون يرونه في القوّة والسياسة ... ونحن نراه في معناه الحقّ والحسن في اختيار المحسن جلّ وعلا وبمعايير سننه الحسنة التي تحكم كلّ الكون وتتحكّم فيه متداخلة ... وهذا معيار لا ريب فيه .
فالإمام في موقعه من الناس كموقع العقل من كلّ نفس ... والإنسان إنّما يتميّز بصفته الإنسانية من خلال وجود عقل فاعل بيّن في توازنه وحكمته ... وكذا فالإمام يبرز بحسن الطاعة لله تعالى بتجنّب الخطأ والخطل في القول والفعل في جانب ، وحسن العبادة لله تعالى في الجانب الآخر... ويكون الإمام كيانآ للرحمة وتجسيدآ للعدل في الواقع ، ويصيب الحقّ دون تجريب ، ويمتلک العزيمة في الصبر على البلاء العظيم ... وكلّ عمل أو قول يصدر عنه إنّما تحت رقابة الاستعداد للموت في نفسه ومن أجل اللقاء الحتمي لخالقه سبحانه وتعالى ... فهو يجسّد المعاني الحسنة للوحدانية لله تعالى وهو يدعو بكلّ ذلک إلى الأحسن والأفضل لكلّ الناس بعلم من الله تعالى في وحيه ومعرفة تأويله وبما يتجسّد من ذلک من فائدة .
 فالإمام هو الإنسان الوحيد على وجه الأرض الذي يستطيع أن يصف نفسه بكلّ معاني الحسن الرباني ويدعو الناس إليه بهذا، دون أن يستقبحه أحد، كما لو أنّ أحدآ غيره مدح نفسه .
فالإمام في مدح نفسه يكون في موقع واثق من ربّه الذي لا يخذله أبدآ... في حين لا يستطيع أن يفعل هذا أحد غيره دون أن يستقبحه الناس أو ان يخذله الله تعالى .
«نحن أهل بيت النبوّة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومبهط الوحي ومعدن الرحمة وخزّان العلم ومنتهى الحلم واُصول الكرم وقادة الاُمم وأولياء النعم وعناصر الأبرار ودعائم الأخيار وساسة العباد وأركان البلاد وأبواب الإيمان واُمناء الرحمن وسلالة النبيين وصفوة المرسلين وعترة خيرة ربّ العالمين ... أئمة الهدى ومصابيح الدجى وأعلام التقى وذوي النهى واُولي الحجى وكهف الورى وورثة الأنبياء والمثل الأعلى والدعوة الحسنى وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والاُولى ... نحن محالّ معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سرّ الله وحملة كتاب الله وأوصياء نبيّ الله وذرّية رسول الله  6... الدعاة إلى الله والأدلّاء على مرضاة الله والمستقرين في أمر الله والتامّين في محبّة الله والمخلصين في توحيد الله والمظهرين لأمر الله ونهيه وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ... الأئمة الدعاة والقادة الهداة والسادة الولاة والذادة الحماة وأهل الذكر واُولي الأمر وبقيّة الله وخيرته وحزبته وعيبة علمه وحجّته وصراطه ونوره وبرهانه ...»  .
إلى غير ذلک من الوصف المظهر للفضل ، ذلک لأنّهم  : يعلمون أنّ  النفوس مجبولة على التفاضل كنمط للتعلّم فيها لإدراک النموذج الأحسن في كلّ خلق .
وإذا كان الآدمي وبكلّ المعايير هو أفضل المخلوقات في هذا الكون وأحسنها؛ فغاية المعرفة بالتفاضل بإزاء إظهار الفضل ، هو أن تبلغ النفس الإنسانية اُصول معرفة أحسن الآدميين ، وهو الإمام الحقّ ، حيث عند ذلک يحصل التطابق الذي تسعى النفوس إليه بين السنّة التكوينية للنفس والسنّة الكونية للإمامة ، لتستقرّ النفس في معرفة الإمام وتنعقد عليه ... وغاية هذا الاستقرار هو إمّا أن تكون النفس هي بذاتها الإمام فهي مطمئنّة أو أنّها تملک المعرفة المعيارية التي أوقفتها على حقيقة الإمام فاستقرّت عندها.
فالإمامة سنّة الله تعالى الكامل في خلقه ، وهي سنّة حسن الحسن ، فالإمامة علّة في ذاتها، فلا تجد خلقآ إلّا وفي صنفه نموذجآ أحسنآ من ذلک الصنف يؤمّه . وإن لم يوجد فيه الإمام فإنّ ذلک الصنف يسعى لإيجاده وفق مواصفات خاصّة بكلّ أصناف الخلق وضمن قوانين وجوده . فالإمامة أصل في كلّ قوانين الكون ، ابتداءً من النواة في الذرّة إلى الشمس في المجموعة الشمسية إلى المجرّة في المجاميع الكونية إلى قوّة الله تعالى وحكمته وحسن تدبيره في الكون كلّه ... فكلّ من النواة والشمس والمجرّة وعرش الله تعالى إمام في قيامه .
بل هذه السنّة الحسنة (الإمامة ) تمضي في كلّ كيان قائم بذاته من الوجود؛ فإمام من ذاته لا بدّ لذاته ، ففي كيان الآدمي مثلا إمام يوجّه حواسّه ويقود جوارحه : هو العقل والآدمي هو أحسن المخلوقات والعقل هو أحسن ما فيه ... والإمام في الناس هو موجّه العقول . فالإمام هو الأحسن في حسن الحسن .
ولو تساءلنا لماذا لا بدّ من إمام في كلّ خلق ؟
 والجواب هو: إنّ الإمامة بديهية كونية وسنّة حسنة في كلّ خلق أمضاها الله تعالى في مخلوقاته ، فهي مشيئة الله تعالى ، فهي غاية في ذاتها.
والإمام في الناس هو الأحسن في حسن الحسن ، إذ تكتمل الصفات الإنسانية التي يُعتبر وجود الروح في كيانه مصدرآ لها... والروح من أمر الله تعالى ؛ وأمر الله تعالى محض الحسن ... والحسن الربّاني يعني كلّ الصفات التي يكتمل بها الخلق فيكون مسرّآ جذّابآ مبهجآ... ومن تلک الصفات المكملة للحسن في الإنسان هي العلم ... في الإمام يبلغ العلم غايته ... وإليه يتوجّه الجميع للتعلّم منه في سلوكه في أقواله وتوجيهاته وفي الإجابة الصادقة على أيّ تساؤل ... إلّا أنّ الذي حدث هو أنّنا اعتبرنا الأعلمية دليلا على الإمامة مع شروط اُخرى ... والحقيقة هي أنّ الأعلمية تكون حيث الإمامة ، لأنّ الإمامة سنّة جوهرية والعلم عرض لها.
كما أنّ البلاء الذي يتعرّض له الإمام ويجتازه يؤهّله للحصول على ما يكون به إمامآ كامل الحسن المتجلّي ، فالبلاء هو الذي يجلّي الحسن .
والمؤمن ليس مثله كمثل غير المؤمن ، لأنّ المؤمن لا يلدغ من جحر مرّتين ذلک بسبب شفّافيته وفطنته ... فكيف بالمؤمن الطاهر، والذي هو موضع إرادة الله تعالى فأذهب عنه الرجس وطهّره تطهيرآ!
والخبير الماهر إذا اختار شيئآ فإنّه يحسن الاختبار؛ فكيف بالذين اختارهم العليم الخبير سبحانه وتعالى !
والذي يكون معلّمه بارع يكون أفضل من الذي يكون معلّمه أقلّ براعة ، فكيف بالذين كان معلّمهم الله ورسوله !
والذي يعيش في بيت كريم يتأثّر به فيكون كريمآ إن لم يكن له من أصله رادعآ عن اللؤم ، قطعآ يكون أفضل من الذي يعيش في بيت لئيم ... فكيف بالذي يعيش في بيت النبوّة ومنزل الوحي ومهبط التنزيل !
إنّ الأئمة المعصومين  : من العترة الهادية ، هم كلّ معاني الحسن في الكيان الإنساني بهم تعرف الإمامة ، وبمعاني الإمامة نعرفهم ، فهم علل الوجود وإليهم ينتهي العلم وعنهم يصدر.
أفلا ترى أنّ لا أحد من البشر يستطيع أن يفعل فعلهم مع أنّهم من البشر، ولا أحد يستطيع أن يقول مقالتهم مع أنّهم من البشر.
قال الإمام علي  7: «إسألوني قبل أن تفقدوني ...» ترى هل يستطيع أحد أن يقولها غيره !!
قال تعالى  :(وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إمَامٍ مُبِينٍ )  .
عن ابن عباس عن الإمام علي  7 قال : أنا ذلک الإمام المبين .
وقد مرّ معنا في تفصيل معاني الإمامة ذكرنا إمام الحياة الذي هو مركّب الـ(DNA) في الخلايا الحيّة ، حيث يضمّ من خلال تصميمه التركيبي الرباني (خريطة ) كلّ معاني وتوجيهات وتوقيتات وصفات الحياة ... فهو شفرة الحياة كلّها... هذا مثال مادي واضح للإمام المبين الذي يحصي كلّ شيء عن معاني الحياة فقط ... وفي الإنسان فإنّ كلّ كيانه يحصيه عقله وفي أكمل العقول الذي هو الإمام علي والذي هو بنصّ الكتاب والسنّة كنفس النبيّ  9 الإنسان الكامل ، فإنّه الإمام المبين  7 الذي أحصاه الله فيه كلّ شيء.
 خلاصة البحث  :
الإمامة : هي معنى الحسن في كلّ خلق ... فمثلا العقل في كلّ نفس إنسانية هو إمامها يوجّه حواسّها وجوارحها بالاتجاهات الحسنة والفاضلة . ولذا فلا معنى حسن لخلق الإنسان بلا عقل . وكذا الإمام في الناس ؛ هو أرجح العقول وأحسنها بمعايير الحسن الرباني ... ولذا فلا معنى حسن لخلق الناس إذا كانوا بلا إمام ، أو كانوا كلّهم مجانين .
ولا تبلغ الإمامة تمام معناها الحسن في النفس إلّا مع تمام الطاعة لله تعالى ... فالأئمة  :(لا يَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وَهُمْ بِأمْرِهِ يَعْمَلُونَ )  .
وكذا لا تبلغ الإمامة تمام معناه الحسن في النفس إلّا مع تمام معاني الرحمة  :(وَمَا أرْسَلْنَاکَ إلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )  .
وكذا لا تبلغ الإمامة تمام معناها الحسن في النفس إلّا مع تمام معاني الحقّ والعدل  :(لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )  .
فلا إمامة مع الظلم والباطل .
وكذا لا تبلغ الإمامة تمام معناها الحسن في النفس إلّا مع تمام الصبر :(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا)  .
وكذا لا تبلغ الإمامة تمام معناها الحسن في النفس إلّا مع تمام معنى التوحيد لله تعالى  :(وَإذِ ابْتَلَى إبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأتَمَّهُنَّ قَالَ إنِّي جَاعِلُکَ لِلنَّاسِ إمَامآ)  .
فلا إمامة مع الشرک ، بل لا بدّ من إخلاص الأداء لله تعالى .
وكذا لا تبلغ الإمامة تمام معناها الحسن في النفس إلّا مع تمام معنى الإيمان بالحياة الاُخرى ، فلا إمامة مع عدم الإيمان بالآخرة  :(وَإنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَـنَاكِبُونَ )  .
وكذا لا تبلغ الإمامة تمام معناها الحسن في النفس إلّا مع تمام معنى الدعوة للأحسن فيما يقوّم به الكتاب والمعصومون معاني الحسن في النفس  :(رَبَّـنَا آمَنَّا بِمَا أنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )  .
وهكذا فإنّ التمام في هذا معنى الإمامة يبرز من تداخل غايات الروح وإراداتها للحسن الرباني كسنّة تكوينية في النفس إزاء كون الإمامة سنّة كونيّة ، وهو المعنى لتمام الدين . وقد قال الله تعالى عن معنى كمال الدين في معنى إعلان النبيّ  9 لولاية عليّ  7 في الناس من بعده في منصب الإمامة  :(اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ...)  .
إنّ واقع الوجود ينبئنا أنّ الإمامة هي معنى الحسن في كلّ صنف من أصناف  المخلوقات في الكون ... وأنّ الإمام هو النموذج من كلّ صنف من المخلوقات بما امتلک من كمال في معاني الحسن في تكوين ذلک الصنف من الخلق ، وبما له أهمية في وجود ذلک الصنف أو ذلک الخلق في إبراز مميّزاته الوجودية الحسنة ... وإنّ وجود الإمام في بعض الأصناف على سبيل المثال لا الحصر النمل والنحل لازم لتمام نظام حياتها... وإن فقدت هذه الأصناف ملكتها عملت على إيجادها.
والحقيقة التي يعكسها الواقع أيضآ في معنى الإمامة أنّها سنّة حسنة في الكون ويتجلّى ذلک في قول الشاعر :
أنا لا أقول مخالفآ لما         قامت به الألوان والنِحلُ
هي الإمامةُ سنّةٌ في أصلها         حكمٌ تدورُ بهِ الأفلاکُ والعِللُ
هي معنى الحسنِ في كلِّ خلقةٍ         نهجٌ بها صدقُ الهدايةِ يُوصَلُ
فلا معنى لخلقٍ لا إمامَ لهُ         ولا حُسنَ في خَلقِ امرئٍ لا يَعقِلُ
فأحسنُ الخلقِ مجبولٌ بفِطرَتِهِ         إمامُُ لَهُم فازتْ بهِ المِلَلُ
فهذا النَبتُ في رَوضاته         يَنِعٌ ببادِرَةِ الأشجارِ يحتفِلُ
وهذا النملُ في أحجارِهِ         ذئبٌ لمالكةِ الأنفاقِ يَقتَتِلُ
وهذا النحلُ في أعراشِهِ         نَبِهٌ لِيعسوبهِ الولهانِ يَعتَمِلُ
وهذهِ الحوتُ في تِرحالِها         لَزِمَتْ فَطِينآ بها يَتكفَلُ
وهذا الطيرُ في هِجراتِهِ         خَبيرٌ بها على الأجواء يَنتَقِلُ
وهذي الظبا في جَمعِها         حَفَزٌ وَعلٌ يقودُها مُتجفلُ
وهذا الوحشُ في قِطعانِها         تَبِعٌ لِفحلٍ لها تَتَجَحفَلُ
والناسُ في أصنافِهِم تَبِعوا         نَهجَ الإمامةِ لازمٌ متكاملُ
ربٌّ لعائلةٍ وشيخُ عشيرةٍ         وللجيشِ مِقدامٌ هو البَطَلُ
 وصنفٌ إلى النيرانِ قائدهم         وصنفٌ بأمرِ الله مُنشَغِلُ
فالخيرُ معقودٌ بحسنِ اُسوتِهم         عليمٌ بهم فلا غرٌّ ولا خِطِلُ
والحسنُ في عترةِ المختارِ منبعُه         وفي المصطفى الهادي لهم مَثلُ
مددٌ يجسّدُ حسنَ سيرتِهم         همُ البيانُ لأصل الأرضِ والأملُ
والحسنُ وصفُ اللهِ خالقِنا         والعهدُ عهدُ اللهِ مُتّصلُ
لا يبلغُ العهدَ إلّا عادلٌ         والعصمةَ البيضاءَ إلّا كاملُ
إن عاصر المعصومُ فينا دهره         فهو الإمام الحجّةُ الأملُ
العدلُ موصولٌ واللطفُ متّصلٌ         والذكرُ محفوظٌ كما هو مُنزلُ
والختمُ متبوعٌ له مسدّدٌ         تترى تباعآ كما هم الرسلُ
متى يا سيّدي نرى فرجآ         والعينُ بنورِ اللهِ تكتحلُ
الجورُ والظلمُ صار لازمنا         والخوفُ والجوعُ والقَتْلُ محتملُ
والناسُ في عَنتٍ للعيشِ في         كدح مضى والكلّ منشغلُ
يا رحمة الله التي ما بارحت         عن داعيٍّ غيثآ ولا تَتَأجّلُ
بالغوثِ ملهوفٌ أنا داعيٌّ         لظهورِکَ صارخٌ مستصرخٌ متعجّلُ

ارسال الأسئلة