ارسال السریع للأسئلة
تحدیث: ١٤٤٥/٨/١٥ من نحن منشورات مقالات الصور صوتيات فيديو أسئلة أخبار التواصل معنا
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف المقالات احدث المقالات المقالات العشوائية المقالات الاکثرُ مشاهدة
■ السید عادل العلوي (٤٨)
■ منير الخباز (١)
■ السید احمد البهشتي (٢)
■ حسن الخباز (١)
■ كلمتنا (٢٨)
■ الحاج حسين الشاكري (١١)
■ الاستاذ جعفر البياتي (٤)
■ صالح السلطاني (١)
■ الشيخ محمد رضا آل صادق (١)
■ لبيب بيضون (٧)
■ الدكتور الشيخ عبد الرسول غفّاري (١)
■ السيد حسين الحسني (١)
■ مكي البغدادي (٢)
■ الدكتور حميد النجدي (٣)
■ السيد رامي اليوزبكي (١)
■ سعيد إبراهيم النجفي (١)
■ الدکتور طارق الحسیني (٢)
■ السيّد جعفر الحلّي (١)
■ الاُستاذ ناصر الباقري (١)
■ السيّد محمّد علي الحلو (١)
■ السيّد شهاب الدين الحسيني (١)
■ شريف إبراهيم (١)
■ غدير الأسدي (١)
■ هادي نبوي (١)
■ لطفي عبد الصمد (١)
■ بنت الإمام كاشف الغطاء (١)
■ محمد محسن العید (٢)
■ عبدالله مصطفی دیم (١)
■ المرحوم السید عامر العلوي (٢)
■ میرنو بوبکر بارو (١)
■ الشیخ ریاض الاسدي (٢)
■ السید علي الهاشمي (١)
■ السيّد سمير المسكي (١)
■ الاُستاذ غازي نايف الأسعد (١)
■ السيّد فخر الدين الحيدري (١)
■ الشيخ عبد الله الأسعد (٢)
■ علي خزاعي (١)
■ محمّد مهدي الشامي (١)
■ محمّد محسن العيد (٢)
■ الشيخ خضر الأسدي (٢)
■ أبو فراس الحمداني (١)
■ فرزدق (١)
■ هيئة التحرير (٤٣)
■ دعبل الخزاعي (١)
■ الجواهري (٣)
■ الشيخ إبراهيم الكعبي (١)
■ حامدة جاودان (٣)
■ داخل خضر الرویمي (١)
■ الشيخ إبراهيم الباوي (١)
■ محمدکاظم الشیخ عبدالمحسن الشھابی (١)
■ میثم ھادی (١)
■ سید لیث الحیدري (١)
■ الشیخ حسن الخالدی (٢)
■ الشیخ وھاب الدراجي (١)
■ الحاج عباس الكعبي (٢)
■ ابراھیم جاسم الحسین (١)
■ علي محمد البحّار (١)
■ بلیغ عبدالله محمد البحراني (١)
■ الدكتورحسين علي محفوظ (١٠)
■ حافظ محمد سعيد - نيجيريا (١)
■ الأستاذ العلامة الشيخ علي الکوراني (٤)
■ عزالدین الکاشانی (١)
■ أبو زينب السلطاني - العراق (١)
■ فاطمة خوزي مبارک (١)
■ شیخ جواد آل راضي (١)
■ الشهید الشیخ مرتضی المطهري (١)
■ شيخ ماهر الحجاج - العراق (١)
■ آية الله المرحوم السيد علي بن الحسين العلوي (١٣)
■ رعد الساعدي (١)
■ الشیخ رضا المختاري (١)
■ الشیخ محمد رضا النائیني (٢)
■ الشيخ علي حسن الكعبي (٥)
■ العلامةالسيد محسن الأمين (١)
■ السید علي رضا الموسوي (٢)
■ رحیم أمید (٦)
■ غازي عبد الحسن إبراهيم (١)
■ عبد الرسول محي الدین (١)
■ الشیخ فیصل العلیاوي (١)
■ أبو حوراء الهنداوي (٢)
■ عبد الحمید (١)
■ السيدمصطفیٰ ماجدالحسیني (١)
■ السيد محمد الکاظمي (٣)
■ حسن عجة الکندي (٥)
■ أبو نعمت فخري الباکستاني (١)
■ ابن الوردي (١)
■ محمدبن سلیمان التنکابني (١)
■ عبد المجید (١)
■ الشيخ علي حسین جاسم البھادلي (١)
■ مائدۃ عبدالحمید (٧)
■ كریم بلال ـ الكاظمین (١)
■ عبد الرزاق عبدالواحد (١)
■ أبو بكر الرازي
■ الشيخ غالب الكعبي (٨)
■ ماھر الجراح (٤)
■ الدکتور محمد الجمعة (١)
■ الحاج کمال علوان (٣)
■ السید سعد الذبحاوي (١)
■ فارس علي العامر (٩)
■ رحيم اميد (١)
■ الشيخ محسن القرائتي (١)
■ الشيخ احمد الوائلي (١)
■ الشیخ علي حسن الکعبي (١)
■ عبد الهادي چیوان (٥)
■ الشیخ طالب الخزاعي (٥)
■ عباس توبج (١)
■ السید صباح البهبهاني (١)
■ شیخ محمد عیسی البحراني (١)
■ السید محمد رضا الجلالي (٦)
■ المرحوم سید علي العلوي (١)
■ یاسر الشجاعي (٤)
■ الشیخ علي الشجاعي (١)
■ میمون البراك (١)
■ مفید حمیدیان (٢)
■ مفید حمیدیان
■ السید محمد لاجوردي (١)
■ السید محمد حسن الموسوي (٣)
■ محمد محسن العمید (١)
■ علي یحیی تیمسوقي (١)
■ الدکتور طه السلامي (٣)
■ السید أحمد المددي (٦)
■ رقیة الکعبي (١)
■ عبدالله الشبراوي (١)
■ السید عبد الصاحب الهاشمي (٣)
■ السید فخر الدین الحیدري (١)
■ عبد الاله النعماني (٥)
■ بنت العلي الحیدري (١)
■ السید حمزة ابونمي (١)
■ الشیخ محمد جواد البستاني (٢)
■ نبیهة علي مدن (٢)
■ جبرئیل سیسي (٣)
■ السید محمد علي العلوي (٣)
■ علي الأعظمي البغدادي (١)
■ السید علي الخامنئي (١)
■ حسن بن فرحان المالکي (١)
■ ملا عزیز ابومنتظر (١)
■ السید ب.ج (٢)
■ الشیخ محمد السند
■ الشیخ محمد السند (١)
■ الشیخ حبیب الکاظمي (١)
■ الشیخ حسین عبید القرشي (١)
■ محمد حسین حکمت (١)
■ المأمون العباسي (١)
■ احمد السعیدي (١)
■ سعد هادي السلامي (١)
■ عبد الرحمن صالح العشماوي (١)
■ حسن الشافعي (١)
■ فالح عبد الرضا الموسوي (١)
■ عبد الجلیل المکراني (١)
■ الشريف المرتضی علم الهدی (١)
■ السيد أحمد الحسيني الإشكوري (١)
■ سید حسین الشاهرودي (١)
■ السيد حسن نصر الله (١)
■ ميثم الديري (١)
■ الدكتور علي رمضان الأوسي (٢)
■ حسين عبيد القريشي (١)
■ حسين شرعيات (١)
■ فاضل الفراتي (١)
■ السيد مهدي الغريفي (١)

احدث المقالات

المقالات العشوائية

المقالات الاکثرُ مشاهدة

نظرة خاطفة في تکامل الإنسان وکماله _ الکوثرالعدد السابع والعشرون محرم الحرام1434 هـ 2012 م

ن الملاحظ انّ المجتمعات الإنسانیة لایمكنها الحفاظ علی حیاة أفرادها وإستمرار وإدامة وجودها إلّا من خلال قوانین تكون موضوعة ویعتمد علیها لإعتبارها بین كافة أفراد تلك المجتماعات، حیث تكون هذه القوانین هي الرقیب لتصرفات الأفراد ومراعات ومداراة أحاولهم الحیاتیة والمعیشیة، ونشأة هذه القوانین إنّما تكون فطریة في المجتمعات وغریزیة عند الأفراد لإجتماعهم وفق ضوابط موجودة، ومن خلال العمل والتمسك بتلك الضوابط بمختلف الطبقات الإجتماعیة لأجل استمرار المسیرة، وانّما یكون ذلك من خلال تآلف جمیع الأطراف وتفاعلهم بمختلف طوائفهم وفرقهم. 
والملاحظ أیضاً أنّ هذه القوانین إنّما یبتني في وضعها علی المصالح والمنافع المادیة، ومن أجل الوصول بهذه القوانین والرَّقي بها لیسنی للمجتمعات من خلالها الوصول الی الكمالات المعنویة كحُسن الخلق والفضلیة مما یكون مدّعاة لصلاح هذه المجتمعات مع أساسیات التعامل والعیش الإجتماعي كالصدق والوفاء والإیثار والنصح والمحبّة والتسامح والتساوي في الحقوق والواجبات.
وممّا لاشك فیه أنّ إتمام مثل هذه الأمور لأجل أن تكون مؤثرة في المجتمعات لابد لها من وجود أحكام مقررة أخری فتكون هذه الأفراد، فالإلتزام بمثل هذه الأمور یكون مدّعاة إلی إتمام المسیرة في المجتمعات وعدم التوقف ویكون السیر وفق طریق معبد وقصد صحیح ومسیر ناجح ونافع نحو التقدم والرّقي لذا نجد أنّ الدین الإسلامي الحنیف قد أسس ووضع منذ اللحظة الأولی قوانین اجتماعیة معتبرة سواء كانت مادّیة أو معنویة وبطریقة سهلة سَلِسَه یمكن من خلالها استیعاب جمیع الحركات والسكنات الفردیه والإجتماعیة. وهذا في باديء الأمر ثمّ إنتقل إلی إعتبار وإقرار لكل مادة في المواد مایناسبها من التبعة والجزاء وكما هو موضح في مسائل الحلال والحرام (الأحكام الشرعیة) وفي الحدود والعقوبات من تعزیرٍ وحدٍ ودیةٍ. 
ثُمّ إستثمر الدین الإسلامي الحنیف فكرة اعتبار تحكیم حكومة أولیاء الأمر، وذلك من خلال تسلیط الكل علی الكل وذلك بنشر ثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حیث عَمَدَ إلی بث روح الدعوة إلی الدین تارة بالترغیب والتبشیر وأُخری بالنصح والإنذار حیث أشار إلی ذلك تبارك إسمه بقوله تعالی ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً﴾1. 
ومن خلال ذلك تمكن من وضع أساس التربیة الصحیحة للنواة الأولی التي تتكون منها المجتمعات (وهو الفرد) فبصلاحه وسلامته تصلح المجتمعات وتسلم من بدایتها وحتی معادها. 
فإذا أردنا أن نصل بهذا الفرد إلی أسمی وأرقی مراتب الكمالات الإنسانیة حتی یكون مؤهلاً وقابلاً للفیوض الإلهیة، كونه قد كُرِّمَ من قبل الله سبحانه وتعالی بما خصّه عن جمیع ما في الكون من الوجودات ومیّزه علیها بما أودعه خالقه فیه من جوهرةٍ كریمةٍ ثمنیة وهي مصدر الثواب والعقاب وذلك من خلال (العقل) والقوة العاقلة والتي من خلالها إستطاع هذا الإنسان أن یعرف ویمیّز بین ما هو حق و ما هو باطل وكذلك بین الخیر والشر وماینفعه ومجتمعه ومایظره ویظر المجتمع. 
ومن الملاحظ وجود استعدادات و قدرات كبیرة وكثیرة في هذا المخلوق الحیواني الروحي (الإنسان، كونه ذات روح حیوانیة). فإن هذه الملاكات المودوعة فیه تمكنه وتؤهله لشق طریقه نحو مسیرته التكاملیة التي یصبوا إلیها ألا وهي السموّ والرّقي لأجل الوصول إلی المحبوب والمعشوق الأكمل فلابد من الذي یرید الوصول إلی المعشوق الأكمل أن یكون هو أیضاً متكاملاً وكلٌ بحسبه لأنّ خالقه لم یخلقه عبثاً ولم یتركه حیراناً بل أضاء له الطریق وحدد له المسار فقال عزّ من قال: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً﴾2. لأنّ الله سبحانه وتعالی قد هيّء جمیع السبل والوسائل للإنسان في بلوغ مقصده (في طریق السیر والسلوك طبعاً ولیست كل مقصد)، حین نجد أنّه بعث إلیه الرُسل والأنبیاء والأئمة، وكل ذلك لأجل إكمال مسیره نحو التكامل الأسمّی والأرقّی، فقال جلّ شأنه في كتابه الكریم:﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ﴾3. وقوله تعالی ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى﴾4. فمن خلال ذلك كله نجده جلّ جلاله قد عَبّد الطریق له إلی أعلی مراتب الكمال حیث یمكنه بعد ذلك الوصول إلی الساحة القدسیة الإلهیة الربانیة وكل ذلك انّما یكون بلطف الله ومنّه وبركاته علینا بني البشر. 
وهذا المخلوق المختار والمنتخب والمفضّل عندالله سبحانه وتعالی والمسمّی إنسان، من أین جاءت تسمیته في لغة العرب. 
فالإنسان أصله إنسیان، لأن قاطبة العرب قالوا في تصغیره (أو نیسیان) فدلّت الیاء الأخیرة علی الیاء في تكبیره إلّا أنّهم حذفوها لمـّا كثر الناس في كلامهم، وروی ابن عباس أنّه قال: (إنّما سمّي الإنسان إنساناً لأنّه عهدالله إلیه فنسی) وجعل أبو منصور ذلك حجّة قویة لابن عباس حیث قال: إذا كان الإنسان في الأصل إنسیان فهو إفعِلان من النّسیان وقول ابن عباس حجّة قوّیة له5. وقد وقع الخلاف بین البصریّن وبین الكوفیّن من حیث اشتقاقه ولكنهم إتفقوا علی زیادة النون الأخیرة كون الإنسان من الناس فهو إسم جنس یقع علی الذكر والإنثی والواحد والواحده والجمع فقال البصریون: من الأُنس فالهمزة أصلٌ ووزنه فعلان وقال الكوفیون: مشتق من الإنس فالهمزة زائدة ووزنه إفعال النقص والأصل إنسیان علم فعلان6. وهذا القدر كافي ومن أراد الزیادة فالیرجع إلی كتب اللغة.
أمّا كمال الشيء (باعتبار ورود كلمة الكمال فیما تقدم). فهو حصول ما فیه من الغرض، فإذا قیل كَمُل ذلك فمعناه حصل ماهو الغرض منه، فالكمال یتحقّق بعد تمامیة الأجزاء باضافت خصوصیات ومحسنات أخری، فیكون مرتبة بعد التمامیة، واستفادة ذلك كله من قوله تعالی:﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾7. 
ومن الملاحظ أنّ الكمال تارة یكون في المواضیع المادیة كالأبدان وقواها، وأخری یكون فی المواضیع الروحانیة كنفس الإنسان وروحه، فالأول: إنّما تكون مقویته من جهة العضلات والجوارح والحواس الظاهریة والقوی البدنیة الأخری. وأمّا الثاني: إنّما یكون تحقّقه من خلال تزكیة النفس وتهذیبها وترفعها عن الرذائل والخبائث والصفات البذئیة الأخری... حیث قال تعالی: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾8. وبعد أن مررنا بعجالة علی معرفة كلمة الإنسان فلاحظ أنّه قد خُلق بشكل متوازن ومناسب بكل صفاته وأوصافه الجسمانیة والروحانیة والعقلیة، لما فیها من قابلیات تمكنه من الإستفادة من الكفاءات والقدرات القادر علی ایجادها واستعمالها في كثیر من المجالات الحیاتیة بأسلوب وإعداد راقي وعظیم لأجل الوصول لمقصده ونیل شرف الحریة والكمال والتكریم ولبلوغ الهدف الأسمی في عرصات الله تعالی إسمه. وذلك من خلال الكرامة الإلهیة للإنسان حیث قال تعالی: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾9.
وهذا التكریم الإلهي إذا استثمر بشكله الصحیح والمراد منه، فإنّه یصل بصاحبه إلی أسمی وأرقّی رتبة یمكن الإنسان أن یصل إلیها إلا وهي مرتبة ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾10. وهذا إنّما یكون في مكان مقرب كما في قوله تعالی: ﴿ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ﴾11. 
وفي قبال ذلك من الطرف الآخر نجد هناك من یسلك طریق التسافل ویتغافل عمّا كرّمه الله وفضلّه فیه وأنعم علیه به، حیث لایترك فعلاً بذیئاً وردیئاً وقبیحاً إلّا وأتی به، حتی فاق الانعام وكان في أسفل السافلین ومن أخسر الأخسرین وهذا كله خلاف المراد من خلقه، كون الحكمة الإلهیة إقتضت من وراء خلق الإنسان أن یكون هو الخلیفة للخالق في الأرض، ولذا كان لأجل ذلك تهیئة الوسائل والطرق ومایستلزم من الحیثیات والكیفیات الكفلیة بذلك كله، ومن أهم هذه الأمور كلها هو أمر الله سبحانه وتعالی إلی أشرف وأنزه مخلوقاته الملكوتیة بالسجود له حیث قال تبارك وتعالی: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ﴾12 وقوله تعالی: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ‏وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾13. 
والمراد بالخلافة هنا، هو خلافة الباري عزّوجلّ لا خلافة شيء آخر من الموجودات سواء كانت في الأرض أو السماء أو في مكان آخر، أو كانوا قبل آدم× فقط، بل من بعده ذریته الذین یشاركون فیها من غیر اختصاص، وإلا یكون تعلیم آدم× الاسماء للملائكة شیئاً عبثاً لاطائل منه. 
وبعد ما تقدم نجد أنّ الإنسان في نشأته وحاجته أنّه قد وجد في هذه الدنیا وفي هذا الكون المحسوس عریقاً ولصیقاً بثلاث صفات هنّ أُمهات الشقاء ومنبع الخسة، وأسبق شيء إلیه، وصفاتهن ألصق الصفات به. 
وأقدمها عهداً بوجوده وهي كائنة معه في كیانه وكونه، ومما لاشك فیه أن كل إنسان یعلم أنّه وُجِد جاهلاً بكل شيء، فقیراً ومحتاجاً وعاجزاً عن كل شيء، كما أنّه یكون جاهلاً حتی بجهله، فضلاً عن أنه أین كان ومن أي شيء كان، وتجده علی مرور الأیام والأزمان یعاني ویجهد نفسه في البحث والتفتیش عن معرفة نفسه، فلا یزداد إلّا حیرة ودهشة ولكن علی الرغم من ذلك كلّه فإنّه لایجدر بالإنسان بل لاینبغي له أن یجهل أو ینسی أنّه صفوة الأكوان وخلاصة العوالم وبذرة الكمالات وثمرة الوجود فهو بالرحمة أنشيء وإلی الرحمة سوف یصیر، وللسعادة خلق وإلیها یمكنه المسیر، وبالعنایة كان وبها دبّره اللطیف الخبیر. 
لذا فالإنسان بحاجة إلی التربیة والتهذیب كونهما ضروریتان له، فهو من دون التربیة الصحیحة یتحول إلی وحش من الوحوش أو دابة من الأنعام ولعلّه یكون أضل منها كما أشار إلی ذلك القرآن الكریم في قوله تعالی: ﴿إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾14. 
فالتربیة لابد منها وكذلك سنّ القوانین الإصلاحیة لكافة المجتمعات ولعامة البشر وعلی اختلاف الدهور العصور...
ولكن هل بوسع العقول وملكوتها أن تسنّ الشرایع والقوانین التي تكون متكلفة بشؤون الإنسان في حاضره واُخراه. 
فإذا أراد الإنسان أن یحظی بهذه التربیة الصحیحة فلابد له من مربي كامل لحاجته إلیه، ویكون هذا المربي جامعاً للصفات الحمیدة والمخصوصة وكذلك عنده علامات معلومة كون هذا العالم المادّي المشاهد، والإنسان جزء منه لابدّ وإن یكون من ورائه قوة مجرّدة مدبّرة حكیمة أزلیة قدیمة مختارة مریدة، وهي الصانعة لعالم الوجود والإمكان بكل كائناته ومحتویاته، فتكون هذه القوة هي القائدة لهذا الإنسان إلی مراتب الرّقي والكمال. 
وبما أن المُلك لصاحب المُلك، فهو خالق الخلق أجمعین ربِّ العالمین، كونه غنيٌ بذاته ولیس بفقیر ولامحتاج فهو الكمال المطلق وجمیع الموجودات محتاجه إلیه لأنّه واجدها لقوله تعالی: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى الله وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد﴾15.
وإن من بین ما وجد في عالم الإمكان من الموجودات والمخلوقات لله سبحانه وتعالی هذا الإنسان الذي لایستطیع لنفسه نفعاً ولاضرّاً، بل أنّه لایمكنه مقاومة ما يشعر أو يحس من الجوع والعطش وحرارة الجو وبرودته، ونجده في بعض الأحیان یفرّ هارباً ویختبيء من الوحوش المفترسة أو بعض الحشرات المؤذیة. فعلیه أن یعرف حدّه وقدره وحقیقته ولایتجاوزها لكي لایصاب بالغرور والتكبّر، لأنّهما خلاف ما خُلِق لأجله. 
ومن المُسَلَم أن هناك اختلاف وتفاوت فیما بین الأفراد الإنسانیة فیمكن أن نجعلهم علی ثلاث طوائف: 
الاولی: الخاصة وأفرادها لایحتاجون في معرفة دینهم سوی النظر إلی سیرة الأنبیاء وأحوالهم، وبفضل ما في غریزتهم من قوّة النّفس وصحّة الحدس، یعرفون الصحیح من السّقیم والطیب من الخبیث والصادق من الكاذب والرحمانیة من الشیطانیة. وهذه الطبقة وإن كانت قلیلة العدد عند نسبتها إلی غیرها ولكنّها كثیرة وكبیرة في ذاتها، ولعلّ منها جمیع النقباء والنجباء من حواري المرسلین والأنبیاء. 
الثانیة: العامة وهم السواد الأكبر علی سطح هذه البسیطة وهؤلاء یعجزون حتّی عن طلب الدلیل والبرهان: فهم لایحتاجون في عاداتهم وعباداتهم إلی أكثر من اتباع رؤسائهم وتقلید امهاتهم وآبائهم وما نشأوا وشبّوا علیه من الصبا إلی الشباب فلایحتاجون أكثر من النظر إلی من یتبعونه فیمیلون حیثما مال. 
الثالثة: من ترفّع عن الطائفة الثانیة وتنزّل عن الطائفة الأولی، فلیس له قوّة ذلك التمییز ولاتلك الفطنة ولاذلك الفكر، فهو لایقع في عنقه غیر التقلید ولایرضی لنفسه دون أن یكون كمن یری الحقیقة بعینه، وهي أوسط الطوائف، ولكنّها تكون أكبر من الطائفة الاولی، وهم لایسیرون في سبیل وطریق إلّا علی عكازة البرهان والدلیل ولایخضعون لمقالة إلا بعد النّظر فیها وطلب الدلیل علیها. 
وبعد أن عرفنا طوائف الخلق الثلاثة المتقدمة نعرّج علی معرفة الطریق الذي یسلكه الإنسان في مسیرته نحو الكمال والتكامل، فإن من أهم الطرق المؤدیة به لبلوغ الفلاح والنجاح هو طریق تزكیة النفس، فإنّها (النفس) إن تحلّت بحلیة التقوی وتطهّرت من الخبائث والفجور والعادات البذیئة، حینها ترفع صاحبها إلی أعلی مراتب الكمال، وإن كان العكس فإنّها تنزل به إلی أسفل السافلین حیث قال تعالی في كتابه الكریم: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾16.
ولكن تزكیة النفس وتنمیتها بالتقوی وإصلاحها والرّقي بها إلی مراتب السمو إنّما یكون مسئولیة ذلك علی عاتق الشخص الذي اُدعت فیه، لأنّه إذا كانت النفس أمارة بالسوء والفحشاء والفجور فإنّها تكون علی خلاف ما هُیّئت له من التقوی والإستقامة كما في قوله تعالی: ﴿‏وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ﴾17. 
وبعد اكتمال خلقة الإنسان وتحقق وجوده، وأخذ حظه من التعلیم بما علّمه الله سبحانه وتعالی من واجبات ألقیت علی عاتقه ومحرمات یجب علیه إجتنابها، فمن هذا الخلیط نجده أصبح كائناً ممزوجاً في خلقته من شيئین هما (الحمأ المسنون) و(نفخة من روح الله). وأشار إلی ذلك خالقة الرحیم في كتابه الكریم بقوله تعالی»: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ﴾18. 
وقوله تعالی:﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي﴾19. 
ویتحصل من ذلك إنّ الله سبحانه وتعالی علّم هذا المخلوق (الإنسان) هاتین الحقیقتین وألهمه إیاهما، ومن ثمّ وضع وعبدَ طریق السلامة أمامه وكذلك حذّر من طریق الشر والندامة بعد أن أوضحه إلیه أیضاً. 
ومن اللطف الإلهي بهذا المخلوق أنّه منحه قدرة التشخیص والعقل، وجعل فیه الضمیر الیقظ حتی یتمكن من أن یمیّز بین طریق الخیر وطریق الشر، وذلك بالفطرة والعقل المودعان فیه لِتطهّر نفسه وتتزكی حتی تنجو وتكون مباركة إذن مسألة تزكیة النفس هي المسألة الأساسیة لمن رام بلوغ الكمال الذي بها یكون الإنسان سعیداً في الدارین وبخلافها یشقی ویهوی، وذلك واضح في القرآن الكریم حيث دلّت الآیات الكریمة علیه والأحادیث الشریفة التي تظافرت في المقام لأنّ الدین الإسلامي دین الأخلاق والمكارم وهما عاملان أساسیان في بلوغ الكمال، حیث ورد عن الإمام الصادق× أنّه قال: «لاتدع النّفس وهواها، فإن هواها في رداها، وترك النفس وما تهوی آذاها، وكف النّفس عمّا تهوی دواها»20.
والمراد من وراء خلق الإنسان في هذا الوجود هو حمل الأمانة الإلهیة ولكي یكون مؤهلاً وقادراً لمثل هذه المسئولیة علیه أن یستمر في الترقّي والتكامل وفق المفاهیم والقیم الإلهیة، لأنّ رحلة التكامل فیها عمل دؤوب وحركة متواصلة حتی یُستطاع الوصول نحو الأفضل والأحسن والأصلح في الفكر والعاطفة والإرادة والسلوك إلی غیر ذلك من مراتب التكامل، فهو (أي التكامل) لایتحقق في وثبة واحده، بل كما قلنا عمل متسلسل بحاجة إلی حركة مستمرة ومتتابعة تبدأ بالخطوة تلو الأخری للوصول إلی القمة. 
ومن اُولی خطوات مراحل التكامل هو محاسبة النفس ومجاهدتها والتغلب علی أهوائها، وتغذیتها بالعلم والمعرفة والعمل حتی تكمل ویكمل معها الإنسان. 
وممّا لاشك فیه أنّ حقیقة خلق الإنسان قد إجتمعت فیه جمیع ما في الوجود من العجائب، فهو خلاصة الموجودات الاخری حیث أنّه بمثابة العالم الصغیر إندرج فیه العالم الأكبر كما قال أمیرالمؤمنین علي بن أبي طالب× ولایمكن فهم كنه هذا المخلوق سوی خالقه، فهو نعمة منقطعة النظیر في كل بعد من أبعاد وجوده المختلفة. 
ولو لاحظنا الإنسان كیف یخلق في بطن أمه، فهو عبارة عن نطفة لاقیمة لها، وهي عبارة عن موجود مجهري یسبح في هذه النطفة التي لاوزن لها، إلّا أنّ الرعایة الإلهیة محیطة به، فهو یسیر عبر مراحل التكامل من صورة إلی أخری حتی یصل في نهایة المطاف إلی أشرف مخلوق في عالم الخلق والوجود نعم كانت ذرّات هذا الإنسان متناثرة في كل حدّبٍ وصوب، بین الأتربة وأمواج وقطرات ماء البحر وفي الهواء، وهذه هي المواد الأصلیة لوجوده.
وبعد التي واللتیا نراه یصل إلی البلوغ وهو مرحلة التكلیف والتعهّد وتحمل المسؤولیة والإختیار والإختبار والإمتحان، وهذه هي إحدی المواهب الإلهیة العظمیة التي كرم الله بها الإنسان، ومن خلال هذه النعمة الإلهیة كان الإنسان أهلاً للتكلیف وتحمل المسؤولیات الجسام التي أرادها الله سبحانه وتعالی منه وله وبطبیعة الحال هذا لایكون إلا بعد إتمام وحصول العلم والمعرفة بالتكالیف. 
ربما أنّ الإنسان خُلق لمثل هذه الابتلاءات والإختبارات من أجل تكامله، فإنّ الباري جلّ في علاه هیأ له المقدمات التي من خلالها یمكنه أن یصل إلی هدفه المرسوم له ومبتغاه.
ونجد أیضاً أن هناك في أعماق كل إنسان وبفطرته المودعة فیه حباً وعشقاً واضحاً لطي هذا الطریق بما لدیه من وضوح بواسطة الإلهام الفطري. بالإضافة إلی ذلك ومن جهة أُخری نجد أن خالقه جلّ شأنه لم یتركه سُداً حیث بعث إلیه القادة السّماویین والأنبیاء والمرسلین لأجل إنارة وإرائة الطریق له بواسطة التعلیمات والقوانین السّماویة النیّرة. 
وممّا لاریب ولاشك فیه أن كل إنسان عاقل وحكیم عندما یشرع في عمل فإنه یبغي من ورائه الوصول إلی هدف معین وبنفس هذا المنظار ولكن بقیاس مع الفارق نجد أنّ الله سبحانه وتعالی وإن كان لاینبغي قیاسه مع شيء كونه كامل من كل الجهات وهو مطلق الكمال ولیس محدود في اللامحدود وهو غني بالذات كما أنّه أعلم من جمیع المخلوقات وإن اجتمعت كلها وكان بعضها لبعضٍ ظهیراً فالله أعرف بالحكمة من جمیع ذلك.
فله سبحانه وتعالی أیضاً أهداف من وراء خلقه للإنسان، وهذا الهدف إنّما يعود بالمنفعة للإنسان نفسه لا إلی خالقه لما تقدم من الایضاح كونه سبحانه وتعالی غني عن كل شيء. 
یقول الباري جلّ شأنه في كتابه الكریم:﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾21. 
إذن فالغایة القصوی من وراء خلق الإنسان هي العبودیة وهي الهدف الذي یأتي من وراءه أهداف سامیة تنطوي في ظمنه كالإمتحان وغیرها. والمراد من تلك العبودیة لیست المراسیم الیومیة كالركوع والسجود والقیام في الصلاة والصوم، وإنّما المبتغی من ذلك كله هو حقیقة العبودیة المتعلقة بالمولی بحیث تكون إرادته تابعةً لإرادة مولاه، أي یكون كله لمولاه فلا يملك في قباله شيء ولیس له أن یقصّر في إطاعته. 
ومعنی ذلك أنّه إذا أراد أن یكون عبداً مطیعاً فعلیه إظهار منتهی الخضوع للمعبود وحده ولیس معه أحد فهو معبوده الوحید ویخلص له في حقّ العبادة فهو الذي أنعم وأكرم، ولیس كمثله شيء. 
فالعبودیة بهذا المنظار لمن یستحقها تصل بالإنسان إلی قیمة التكامل والكمال، فیكون الإنسان من خلالها مظهراً لتجلیات خالقه سبحانه وتعالی، وكما جاء في الحدیث (عبدي أطعني تكن مِثلي أو (مَثَلي) تقول للشيء كن فیكون).
ومن أراد أن یكون إنساناً كاملاً علیه بالفضائل التي یجب علی العبد أن یتحلّ بها ومنها مآثر العلم والعمل، حیث ورد عن أمیر المؤمنین× أنّه قال: «كونوا ینابیع العلم، مصابیح اللیل، خلق الثیاب، جدد القلوب، تعرفوا به في السّماء، وتذكروا فیه في الأرض، بل هو مصداقه الأتمّ ومرآته الأجلی»22. 
وكمال الإنسان یكون من خلال كمال علمه ودینه وآرائه الناضجة وأفكاره العمیقة وفي نفسیاته الكریمة وملكاته الفاضلة وفي دعوته الإلهیة وعبودیته اللا متناهیة وعرفانه الصحیح وحكمته البالغة ویجمع من الفضائل ويخبئها للمآثر. وأن یكون عارفاً بنفسه ودنیاه، وخالقه، وأن یكون ذات بصیرة وقّادة.. یقول الخواجه نصیر الدین الطوسي&: (والعارف إذا إنقطع عن نفسه وإتّصل بالحق رأی كلّ قدرة مستغرقة من قدرته المتعلّقة بجیمع المقدورات، وكل علم مستغرق في علمه الذي لایعزب عنه شيء من الموجودات وكلّ إرادة مستغرقة في إرادته التي یمتنع أن یأتي علیها شيء من الممكنات، بل كل وجود فهو صادر عنه فائض من لدنه فصار الحق حینئذٍ بصره الذي یبصر به وسمعه الذي به یسمع وقدرته التي بها یفعل وعلمه الذي به یعلم ووجوده الذي به یوجد، فصار العارف حینئذٍ متخلّقاً بأخلاق الله سبحانه وتعالی في الحقیقة)23.
ومنه یتبین أن كمال الإنسان أن یكون عالماً بجمیع ما یحتاج إلیه النّاس في تعیین مصالحهم ومضارهم، الأمین علی أحكام الله سبحانه وتعالی وأسراره المعصوم من الذنوب والخطایا المرتبط بالمبدأ الأعلی، ومعروف من هم الذین تنطبق علیهم هذه الصفات...
وآخر دعوانا أن الحمدلله ربّ العالمین. 
(الهوامش)
1 - سورة الأسراء، الآیة 105. 
2 - سورة الإنسان، الآیة 3. 
3 - سورة الأنبیاء، الآیة 73. 
4 - سورة القیامه، الآیة 36. 
5-  لسان العرب: ج 8 ص 231 236 ابن منظور.
6 - المصباح المنییر: ج 1 ص 34. 
7 - سورة المائدة، الآیة 3. 
8-  سورة الشمس، الآیة (9 10). 
9-  سورة الاسراء، الآیة 70. 
10-  سورة النجم، الآیة (8 9). 
11-  سورة القمر، الآیة 55. 
12-  سورة ص، الآیة 72.
13-  سورة البقرة، الآیة 30. 
14-  سورة الفرقان، الآیة 44. 
15-  سورة فاطر، الآیة 15. 
16-  سورة الشمس، الآیة 7 10. 
17-  سورة البقرة، الآیة 197. 
18-  سورة الحجر، الآیة 28.
19-  سورة الحجر، الآیة 29. 
20-  بحارالأنوار ج 67، ص 89. 
21-  سورة الذاریات، الآیة 56. 
22-  الامالي: ص 7 الشیخ المفید. 
23-  مشارق أنوار الیقین: ص 225.

ارسال الأسئلة