ارسال السریع للأسئلة
تحدیث: ١٤٤٥/٨/١٥ من نحن منشورات مقالات الصور صوتيات فيديو أسئلة أخبار التواصل معنا
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
  1. صوت الكاظمين _ العدد: 260 - 259. ربيع الأول و ربيع الثاني 1442 هـ
  2. صوت الكاظمين _ العدد: 258 - 257. محرم الحرام و صفر 1442 هـ
  3. صوت الكاظمين _ العدد: 256 - 255. ذي القعدة و ذي الحجة 1441 هـ
  4. صوت الكاظمين _ العدد: 254 - 253. رمضان الکريم وشوال 1441 هـ
  5. صوت الكاظمين _ العدد: 252 - 251. رجب المرجب و شعبان 1441 هـ
  6. صوت الكاظمين _ العدد: 250 - 249. جمادي الأولی و الثانية 1441 هـ
  7. صوت الكاظمين _ العدد: 248 - 247. ربيع الأول و ربيع الثاني 1441 هـ
  8. صوت الكاظمين _ العدد: 246 - 245. محرم الحرام و صفر 1441 هـ
  9. صوت الكاظمين _ العدد: 243 - 242. ذي القعدة وذي الحجة 1440 هـ
  10. صوت الكاظمين _ العدد: 242 - 241. رمضان الکريم وشوال 1440 هـ
  11. صوت الكاظمين _ العدد :239_240
  12. صوت الكاظمين _ العدد :237_238
  13. صوت الكاظمين _ العدد :235_236
  14. صوت الكاظمين _ العدد :233_234
  15. صوت الكاظمين _ العدد :231_232
  16. صوت الكاظمين _ العدد :53 _ 12 شوّال 1417 هجرية
  17. صوت الكاظمين _ العدد :43 _ 12 ذوالحجة 1416 هجرية
  18. صوت الكاظمين _ العدد :37 _ 12 جمادی الثانی 1416 ه.ق
  19. صوت الكاظمين _ العدد :الحادي عشر _ربيع الثاني 1414 ه
  20. صوت الكاظمين _ العدد :العاشر _ربيع الاول 1414 ه
  21. صوت الكاظمين _ العدد :التاسع _صفر 1414 ه
  22. صوت الكاظمين _ العدد :الثامن _محرم 1414 ه
  23. صوت الكاظمين _ العدد :السابع _ذوالحجة 1413 ه
  24. صوت الكاظمين _ العدد :السادس _ذوالقعدة 1413 ه
  25. صوت الكاظمين _ العدد :الخامس _شوال 1413 ه
  26. صوت الكاظمين _ العدد :الرابع _شهر الرمضان 1413 ه
  27. صوت الكاظمين _ العدد :الثالث _شعبان 1413 ه
  28. صوت الكاظمين _ العدد :الثاني _رجب 1413 ه
  29. صوت الكاظمين _ العدد :الاول _جمادي الثاني 1413 ه
  30. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 230-229. رمضان و شوال 1439 هـ
  31. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 228- 227. رجب المرجب و شعبان 1439 هـ
  32. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 226-225. جمادی الأولی والثانية 1439 هـ
  33. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 223-224 ربیع الأول والثاني 1439 هـ
  34. الكوثر العدد الرابع والعشرون - رجب 1432هـ
  35. الكوثر العدد الثالث والعشرون - رجب 1426
  36. الكوثر العدد العشرون محرّم 1425
  37. الكوثر العدد التاسع عشر رجب 1424
  38. الكوثر العدد الثامن عشر محرّم 1424
  39. الكوثر العدد السابع عشر رجب 1423
  40. الكوثر العدد السادس عشر محرّم 1423
  41. الكوثر العدد الخامس عشر رجب 1422
  42. الكوثر العدد الرابع عشر محرّم 1422
  43. الكوثر العدد الثالث عشر رجب 1421
  44. الكوثر العدد الثاني عشر محرم الحرام 1421
  45. صحیفة صوت الکاظمین 222-221 أشهر محرم الحرام و صفر 1439 هـ
  46. صحیفة صوت الکاظمین 219-220 أشهر ذي القعدة وذي الحجة 1438هـ . 2017م
  47. مجلة الکوثر - العدد السادس والثلاثون والسابع وثلاثون 36 - 37 - شهر رجب 1438هـ -2017م
  48. صحیفة صوت الکاظمین 216-218 أشهر رجب - شعبان - رمضان 1438هـ . نيسان / ايّار / حزيران 2017م
  49. مجلة الكوثر - العدد العاشر - محرم الحرام - سنة 1420 هـ
  50. مجلة الكوثر - العدد التاسع - رجب - سنة 1419 هـ
  51. مجلة الكوثر - العدد الثامن - محرم الحرام - سنة 1419 هـ
  52. مجلة الكوثر - العدد السابع - 20 جمادي الثاني - سنة 1418 هـ
  53. مجلة الكوثر - العدد السادس - محرم الحرام - سنة 1418 هـ
  54. مجلة الكوثر - العدد الخامس - 20 جمادي الثاني - سنة 1417 هـ
  55. مجلة الكوثر - العدد الرابع - محرم الحرام - سنة 1417 هـ
  56. مجلة الكوثر - العدد الثالث - 20 جمادي الثاني - سنة 1416 هـ
  57. مجلة الكوثر - العدد الثاني - محرم الحرام - سنة 1416 هـ
  58. مجلة الكوثر - العدد الاول - 20 جمادي الثاني يوم ولادة سيدة فاطمة الزهراء - سنة 1415 هـ
  59. مجلة عشاق اهل بیت 7
  60. مجلة عشاق اهل بیت 6
  61. مجلة عشاق اهل بیت 5
  62. مجلة عشاق اهل بیت 4
  63. مجلة عشاق اهل بیت 3
  64. مجلة عشاق اهل بیت 2
  65. مجلة عشاق اهل بیت 1
  66. صحیفة صوت الکاظمین 215-212 شهور ربیعین وجمادیین 1438هـ . دیسمبر / مارس2017م
  67. صحیفة صوت الکاظمین 210 -211 شهر محرم وصفر 1438هـ . أکتوبر/ نوفمبر 2016م
  68. صحیفة صوت الکاظمین 208 -209 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1437هـ .أغسطس/سبتمبر 2016م
  69. مجلہ عشاق اہل بیت 14و 15 ۔ ربیع الثانی 1437 ھ
  70. مجلہ عشاق اہل بیت 12و 13 ۔ ربیع الثانی 1436 ھ
  71. صحیفة صوت الکاظمین 206 -207 شهر رمضان وشوال 1437هـ .نیسان/أیار2016م
  72. مجلة الکوثر الرابع والثلاثون والخامس وثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م
  73. صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ .نیسان/ أیار 2016م
  74. صحیفة صوت الکاظمین 203-202 شهر جمادي الاول والثاني 1437هـ .فبرایر/مارس 2016م
  75. مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م
  76. صحیفة صوت الکاظمین 201-200 شهر ربیع الاول والثاني 1437هـ .دیسمبر/کانون الاول 2015م
  77. صحیفة صوت الکاظمین 198-199 شهر محرم الحرام وصفر 1436هـ .اکتبر/نوفمبر 2015م
  78. صحیفة صوت الکاظمین 196-197 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1436هـ . اغسطس/سبتمبر 2015م
  79. صحیفة صوت الکاظمین 194-195 شهر رمضان وشوال 1436هـ . حزیران/تموز 2015م
  80. صحیفة صوت الکاظمین 193 شهر شعبان 1436هـ . مایو/آیار 2015م
  81. صحیفة صوت الکاظمین 192 شهر رجب المرجب 1436هـ . ابریل /نیسان 2015م
  82. مجلة الکوثر الثاني والثلاثون - شهر رجب المرجب 1436هـ -2015م
  83. مجلة الکوثر الواحد والثلاثون - شهر محرم الحرام 1436هـ -2014م
  84. صحیفة صوت الکاظمین 190 -191 شهر جمادي الاول والثاني 1436هـ. فبرایر/شباط 2015مـ.
  85. صحیفة صوت الکاظمین 189 شهر ربیع الثاني 1436هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
  86. صحیفة صوت الکاظمین 188 شهر ربیع الاول 1436هـ. کانون الاول/ کانون الثاني 2014مـ.
  87. صحیفة صوت الکاظمین 187 شهر صفر المظفر 1436هـ. دیسمبر/ کانون الاول 2014مـ.
  88. صحیفة صوت الکاظمین 186 شهر محرم الحرام 1436هـ. اکتوبر/ تشرین الاول 2014مـ.
  89. صحیفة صوت الکاظمین 185 شهر ذي الحجة 1435هـ. سبتمبر/ أیلول 2014مـ.
  90. صحیفة صوت الکاظمین 184 شهر ذي القعدة 1435هـ. اغسطس/ اب 2014مـ.
  91. صحیفة صوت الکاظمین 183 شهر شوال المکرم 1435هـ. یولیو/تموز 2014مـ.
  92. صحیفة صوت الکاظمین 182 شهر رمضان 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
  93. مجلة الکوثر الثلاثون - شهر رجب المرجب 1435هـ -2014م
  94. صحیفة صوت الکاظمین 181 شهر شعبان المعظم 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
  95. صحیفة صوت الکاظمین 180 شهر رجب المرجب 1435هـ. مایو/أیار 2014مـ.
  96. صحیفة صوت الکاظمین 179 شهر جمادي الثاني 1435هـ. ابریل/نیسان 2014مـ.
  97. صحیفة صوت الکاظمین 178 شهر جمادي الأول 1435هـ. مارس/آذار 2014مـ.
  98. صحیفة صوت الکاظمین 177 شهر ربیع الثاني 1435هـ.فبرایر/شباط2014مـ.
  99. صحیفة صوت الکاظمین 176 شهر ربیع الأول 1435هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
  100. صحیفة صوت الکاظمین 175 شهرصفر 1435هـ. دیسمبر/کانون2013مـ.
  101. مجلة عشاق اهل بیت 11
  102. مجلة الکوثر التاسع والعشرون -شهر محرم الحرام 1435ه -2013م
  103. صحیفة صوت الکاظمین 174 شهر محرم الحرام1435
  104. صحیفة صوت الکاظمین 173 شهر ذي الحجة 1434
  105. صحیفة صوت الکاظمین 172 شهر ذي القعده
  106. مجلة عشاق اهل بیت شماره 10شوال 1434هـ
  107. صحیفة صوت الکاظمین 171 شهر شوال
  108. مجلة عشاق اهل بیت 8 - شوال 1333هـ
  109. مجلة عشاق اهل بیت 9 - ربیع الثانی 1334
  110. مجله الکوثر 28-رجب المرجب1434 هـ 2012 م
  111. مجله الکوثر 27-محرم الحرام1434 هـ 2012 م
  112. صوت الكاظمین-العدد 170-رمضان 1434 هـ -یولیو/تموز2013 م .
  113. مجلة صوت الکاظمین العدد166
  114. صوت الكاظمین-العدد 169-شعبان المعظم 1434 هـ - یونیو 2012 م .
  115. صوت الكاظمین-العدد 168-رجب المرجب 1434 هـ - مایو 2012 م .
  116. صوت الكاظمین-العدد 167 -جمادی الثانی 1434 هـ - أبریل 2013 م .
  117. صوت الكاظمین-العدد 165-ربیع الثانی 1434 هـ - فیرایر 2012 م .
  118. صوت الكاظمین-العدد 164-ربيع الاول 1434 هـ - يناير 2013 م .
  119. صوت الكاظمین-العدد 149-ذی الحجة 1432هـ - أکتوبر 2011 م .
  120. صوت الكاظمین-العدد 150-محرم الحرام 1433 هـ - نوفمبر 2011 م .
  121. صوت الكاظمین-العدد 151-صفر المظفر 1433 هـ - ینایر 2012 م .
  122. صوت الكاظمین-العدد 152-ربع الأول الخیر 1433 هـ - فبرایر 2012 م .
  123. صوت الكاظمین-العدد 153-ربیع الثانی1433 هـ - مارس 2012 م .
  124. صوت الكاظمین-العدد 154-جمادی الأولی 1433هـ - مایو 2012 م .
  125. صوت الكاظمین-العدد 155-جمادی الثانی 1433 هـ - یونیو 2012 م .
  126. صوت الكاظمین-العدد 157-شعبان المعظم 1433 هـ - اغسطس 2012 م .
  127. صوت الكاظمین-العدد 156-رجب المجرب 1433 هـ - یولیو 2012 م .
  128. صوت الكاظمین-العدد 158-رمضان الکریم 1433هـ - اغسطس 2012 م .
  129. صوت الكاظمین-العدد 159-شوال 1433هـ - سبتمبر 2012 م .
  130. صوت الكاظمین-العدد 160-ذی القعدیة 1433 هـ - سبتمبر 2012 م .
  131. صوت الكاظمین-العدد 161-ذی الحجة 1433 هـ - آکتوبر 2012 م .
  132. صوت الكاظمین-العدد 162-محرم الحرام 1434 هـ - نوفمبر 2012 م .
  133. صوت الكاظمین-العدد 164-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
  134. صوت الكاظمین-العدد 163-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
  135. مجله الکوثر 26-العدد السادس والعشرون رجب المرجب 1433هـ 2012م
  136. مجلة الکوثر 25

القصيدة التائية الخالدة - دعبل الخزاعي

القصيدة التائية الخالدة

دعبل الخزاعي

تجاوبنَ بالإرنانِ وَالزَّفراتِ
نوائحُ عُجْمُ اللَّفظِ والنّطقاتِ

يَخبِّرن بالأنفاس عن سرِّ أنفسٍ
أسارى هوىً ماضٍ وآخرَآتِ

فأسعدنَ أو أَسعفنَ حتى تقوّضت
صُفوفُ الدُّجى بالفَجرِ مُنهزِماتِ

على العرصات اخاليات من المها
سلامُ شبحٍ صبّ على العَرصاتِ

فعهدي بها خُضر المعاهد، مألفاً
من العطرات البيض والخفرات

ليالي يُعدينَ الوصال على القِلى
ويُعدي تدانينا على الغربات

وإذ هُنَّ يلحَظنَ العُيون سوافراً
ويترنَ بالأيدي على الوجنات

وإذ كلُّ يومٍ لي بلحظي نشوة
يَيبتُ لها قلبي على نشواتِ

فكم حراتٍ هاجها بمحسِّرٍ
وقوفي يوم الجمعِ من عرفاتِ

أَلم ترَ للأيامِ ما جَرَّ جَوْرُها
على الناسِ من نقصٍ وطُولِ شَتَاتِ

ومن دولِ المستَهْترينَ، ومَنْ غَدا
بهم طالباً للنورِ في الظلماتِ

فكيف؟ ومن أَنَّى يُطالِبُ زلفةً
إلى الله بَعدَ الصومِ والصلواتِ

سوى حُبِّ أبناء النَّبيَ ورَهطِهِ
وبُغضِ بني الزَّرقاء والعَبَلاتِ

وهِندٍ، وما أدَّتْ سُميَّةُ وابنُها
أُلو الكفرِ في الإسلام، والفَجَراتِ

هُمُ نقضوا عهدَ الكتابِ وفَرضَهُ
وَمُحكَمَهُ بالزُّورِ والشُّبُهاتِ

وَلَم تَكُ إلَّا مِحْنَةٌ كَشَفتهمُ
بدعوى ضلالٍ من هَنٍ وَهَنَاتِ

تُراثٌ بلا قُرْبى، ومِلْكٌ بِلا هُدى
وحكمٌ بلا شُورى، بِغيرِ هُداةِ

رزايا أرتنا خُضرَةَ الافقِ حُمْرَةً
وردَّت أجاجاً طَعمَ كلّ فُراتِ

ومَا سهَّلتُ تلك المذاهبَ فيهمُ
على النَّاسِ إلّا «بيعةُ الفَلَتاتِ»

وما نالَ أصحابُ السقيفةِ إمْرَةً
بِدَعوَى تُراثٍ، بلْ بِأمرِ تِراتِ

ولو قلَّدُوا المُوصى إليه زِمَامَها
لَزُمَّتْ بمأمونٍ من العثَراتِ

أخا خاتمِ الرُّسلِ المصفّى من القَذَى ومُفتَرِسَ الأبطالِ في الغمراتِ

فإنْ جَحدوا كان الغديرُ شهيدَهُ
وبدرٌ وأحدٌ شامخُ الهَضَباتِ

واَيٌ من القرآنِ تُتْلى بِفضلهِ
  وإيثارُهُ بالقُوتِ في اللّزَبَاتِ

وغُرُ خِلَالٍ، أدركتهُ بِسبِقها
مناقبُ كانتْ فيهِ مُؤْتنفاتِ

مناقبُ لم تُدرك بكيدٍ، ولم تُنلْ
بشيءٍ سِوى حَدِّ القَنَا الذَّرِباتِ

نجيّ لجبريلَ الأمين، وأنتمُ
عُكوفٌ على العُزَّى معاً ومَنَاةِ

بكيتُ لرسمِ الدَّارِ من عَرَفاتِ
وأذريتُ دمعَ العينِ بالعبراتِ

وفَكَّ عُرَى صبري وهاجَت صَبابتي
رسومُ ديارٍ أقْفَرَتْ وَعِراتِ

مَدَارسُ آياتٍ خَلَتْ من تلاوةٍ
ومنزلُ وحيٍ مُقفرُ العَرَصاتِ

لآل رسولِ الله بالخيْفِ مِنْ مِنى
وبالرُّكنِ والتَّعريفِ والجَمَراتِ

ديارُ عليٍّ والحَسَينِ وجَعفَرٍ
وحمزَةَ والسجَّادِ ذِي الشَّفناتِ

ديارٌ لعبدِ الله والفضل صنوهِ
نجيِّ رسُولِ الله في الخَلَواتِ

منازِلُ قومٍ يُهتدى بِهُدَاهُمُ
فتُؤْمَنُ مِنهمْ زَلَّةُ العَثَراتِ

مَنازِلُ كانتْ للصلاةِ وللتُّقى
وللصومِ والتطهيرِ والحَسَناتِ

منازِلُ وحي الله مَعدنِ عِلمهِ
سبيل رشادٍ واضح الطُّرقاتِ

ديارٌ عفاها جورُ كلِّ مُنابذٍ
ولم تَعفُ للأيَّامِ والسَّنَواتِ

فيا وارِثي علم النبيِّ، وآله
عليكم سلامٌ دائمُ النَّفحاتِ

قِفا نسأَل الدَّارَ التي خَفَّ أهلُها
متى عهدُها بالصومِ والصلواتِ؟

وأين الأُلَى شطَّتْ بِهِمْ غَرْبَةُ النَّوى
أفانِينَ في الآفاقِ مُفترقاتِ؟

همُ أهلُ ميراثِ النبيِّ إذا اعتَزُّوا
وهمْ خيرُ ساداتٍ وخَيرُ حُمَاةِ

مطاعيمُ في الإعسارِ، في كلِّ مَشهدٍ
لقد شَرُفُوا بالفضلِ والبركاتِ

وما النَّاسُ إلّا حاسدٌ ومُكذَّبٌ
ومُضطَغِنٌ ذُو إحسنَةٍ وَتِراتِ

إذا ذَكَروا قَتلى ببدرٍ وخَيبرٍ
ويومَ حُنينٍ أسيَلُوا العَبَراتِ

وكيف يُحبِّونَ النبيَّ ورَهطَهُ
وهُم تركُوا أحشاءهم وَغَراتِ؟

لقد لاينوهُ في المقالِ وأضمروا
قلوباً على الأحقادِ منطوياتِ

فإن لَم تكن إلّا بقربَى مُحمَّدٍ
فهاشم أولَى من هَنٍ وَهَنَاتِ

سَقَى الله قبراً بالمدينةِ غَيثيَهُ
فقد حَلَّ فيهِ الأمنُ بالبركاتِ

نبيّ الهدَى، صَلَّى عليهِ مليكُهُ
وبلَّغَ عنَّا روحَهُ التُّحفاتِ

وصَلَّى عليه الله ما ذَرَّ شارِقٌ
ولاحَتْ نجومُ اللّيلِ مُبتَدراتِ

أفاطمُ! لوخِلتِ الحُسينَ مُجدَّلاً
وقد ماتَ عَطشاناً بِشطِّ فُراتِ

إذنْ للطَمتِ الخَدَ فاطمُ عِندَهُ
وأجريتِ دَمعَ العيْنِ في الوَجَناتِ

أفاطمُ قُومي يابنة الخيرِ واندبي
نُجُومَ سماواتٍ بأرضِ فَلَاةِ

قُبورٌ بِكوفانٍ، وأُخرى بطيبةٍ
وأُخرى بفخٍ نالَها صَلواتي

وقَبرٌ بأرضِ الجوزجانِ محلُه
وقبرٌ بباخمرا، لدى الغَرَباتِ

وقبرٌ ببغدادٍ لنفسٍ زكيَّةٍ
تَضَمَّنها الرَّحمنُ في الغُرُفاتِ

فأمَّا الممضَّات التي لستُ بالِغاً
مبالغَها منّي بِكنهِ صِفاتِ

نفوسٌ لدى النهرينِ من أرضِ كربلا
معرَّسُهُم فيها بشطِّ فُراتِ

تُوفُوا عِطاشا بالفُراتِ، فَلَيتني
تُوفيتُ فيهِم قبلَ حينَ وفاتِي

إلى الله أشكو لوعَةً عندَ ذِكرِهمْ
سَقَتني بكأسِ الذلِّ والفظَعاتِ

أَخافُ بأن أزدارَهم فيشُقوني 
مُعرَّسُهمْ بالجزعِ فالنخَلَاتِ

تَقسَّمهم ريبُ الزمانِ، فما ترى
لهمْ عقوةً مغشيَّةَ الحجُراتِ

سوى أنَّ منهم بالمدينةِ عُصبةً
ـ مَدى الدَّهرِ ـ أنضاء من الأزماتِ

قليلةُ زُوَّارٍ، سِوى بعضِ زوَّرِ
من الضَّبعِ والعِقبانِ والرَّخَماتِ

لهم كلَّ حينٍ نومَةٌ بمضاجعٍ
ـ لهُم في نوحي الأرضِ ـ مختلفاتِ

وقد كان منهمْ بالحجازِ وأهلها
مغاويرُ، يختارون في السَّرواتِ

تنكَّبُ لأواءُ السنينَ جِوارَهم
فلا تصطليهم جمرةُ الجمراتِ

حَمِى لم تَزرهُ المذنباتُ، وأوجهٌ
تُضيءُ لدى الأستارِ في الظُّلماتِ

إذا أوردوا خَيلاً تَسّعرُ بالقَنا
مساعرُ جمرِ الموتِ والغَمَراتِ

وإن فخروا يوماً أتوا بمحمَّدٍ
وجبريلَ والفُرقانِ ذي السُوراتِ

وعدّوا علياً ذا المناقبِ والعُلا
وفاطمة الزهراءَ خيرَ بَناتِ

وحمزةَ والعباسَ ذا الهَدي والتُقى
وجعفراً الطّيارَ في الحِجَباتِ

أولئكَ، لا أشياخُ هِندٍ وتَربِها
سُمّيةَ، مِن نَوكى ومن قذراتِ

ستُسألُ تَيمٌ عنهمُ وعَديُّها
وبيعتُهم من أفجرِ الفجراتِ

هم منَعُوا الآباءَ عن أخذِ حقِهم
وبيعتُهم من أفجرِ الفجراتِ

هم منَعُوا الآباءَ عن أخذِ حقِهم
وهم تركوا الأبناءَ رهنَ شَتَاتِ

وهُم عدَلوها عن وصيِّ مُحمَّدٍ
فيعتُهم جاءت على الغَدراتِ

ملامَكَ في أهل النّبيِّ، فإنّهم
أحبّايَ، ما عاشوا وأهلُ ثِقاتي

تَخيرتُهم رُشداً لأمري، فإنّهم
على كلِّ حالٍ خِيرةُ الخيراتِ

نبذتُ إليهم بالمودَّةِ صادِقاً
وسلَّمتُ نفسي طائِعاً لِولاتي

فياربِّ زِدني من يقيني بصيرة
وزِد حبَّهم يا ربِّ! في حَسناتي

سأبكيهم ما حَجَّ لِلهِ راكبٌ
وما ناحَ قمريٌّ على الشَجَراتِ

بنفسي أنتم من كُهُولٍ وفِتيةٍ
لِفكِّ عُناةٍ، أو لِحَملِ دياتِ

وللخيلِ لمّا قيَّدَ الموتُ خَطوَها
فأطلقتُمُ مِنهُنَّ بالذَّرياتِ

أحِبُّ قَصِيَّ الرَّحمِ من أجلِ حُبِّكُم
وأهجرُ فيكم أسرَتي وبَناتي

وأكتُم حُبِّيكم مخافةَ كاشِحٍ
عنيدٍ لأهل الحقِّ غير مُواتِ

فيا عِينُ بكِّيهم، وجودي بِعبرةٍ
فقد أن لِلتَّسكابِ والهَمَلاتِ

لقد حَفَّت الأيّام حَولي بشرِّها
وغني لأرجو الأمن بعدَ وفاتي

ألَم ترَ أنّي من ثلاثين حِجَّةً
أروحُ وأغدُو دائِمَ الحسَراتِ

أرَى فيئَهمْ في غَيرهِم مُتَقَسّماً
وايديَهُم من فيئِهم صَفِراتِ

فكيف أداوي من جوىً؟ لي والجوى
أميةُ أهلُ الفِسقِ والتّبعاتِ؟

بناتُ زيادٍ في القُصور مَصونَةٌ
وآلُ رسولِ الله في الفلواتِ

سأبكيهمُ ما ذَرَّ في الأرض شَارِقٌ
ونادى مُنادي الخَيرِ بالصّلواتِ

وما طلَعت شمسٌ وحانَ غُروبُها
وباللّيل أبكيهم، وبالغَدَواتِ

ديارُ رسول الله أصبَحنَ بَلقعا
وآلُ زيادٍ تَسكُنُ الحُجَراتِ

وآلُ رَسولِ الله تَدْمَى نُحُورهُم
وآلُ زيادٍ آمنوا السَّرباتِ

وآل رسولِ الله تُسبى حَرِيمهُم
وآلُ زيادٍ رَبَّةُ الحَجَلَاتِ

 وآلُ رسولِ الله نُحفٌ جُسُومُهم
وآل زيادٍ غُلَّظُ القَصَراتِ

إذا وُتِروا مَدُّوا إلى واتِريهم
أكفاً عن الأوتارِ مُنْقَبِضَاتِ

فَلَولا الّذي أرجُوه في اليومِ أو غدٍ
تقطَّعَ قلبي إثرَهم حَسَراتِ

خُروجُ إمامٍ لا مَحالةَ خارجٌ
يقُومُ على اسمِ اللهِ والبَرَكاتِ

يُميّزُ فينا كُلَّ حَقَّ وباطلٍ
ويُجزِي على النّعمَاء والنقِماتِ

فيا نفسُ طيبي، ثُمّ يا نفسُ أبشري
فغيرُ بعيدٍ كلُّ ما هُو آتِ

ولا تَجزعي من مُدّةِ الجورِ، إنني
أرى قُوّتي قد آذَنت بِشَتاتِ

فإن قَرَّبَ الرحمنُ مِن تلكَ مُدتي
وأخَّرَ من عُمري بطولِ حياتي

شَفيتُ، وَلم أترك لنفسي رَزيّةً
وَرَوّيتُ منهم مُنصلي وقَنَاتي

فإنّي من الرحمن أرجو بِحّبهم
حياةً لدى الفردوس غيرَ بَتاتِ

عسى الله أن يأوِي لذا الخلقِ إنّهُ
إلى كُلِّ قومٍ دائمُ اللّحظاتِ

فإن قلت عُرفاً أنكروهُ بِمُنكرٍ
وغَطَّوا على التحقيقِ بالشًّبهاتِ

سأقصرُ نفسي جاهِداً عن جِدَالِهم
كفاني ما ألقى من العبرَاتِ

أُحاوِلُ نقل الشمسِ من مُستقرَّها
وإسماع أحجارٍ من الصّلدَاتِ

فمن عارفٍ لم ينتفع، ومُعانِدٍ
يميل مع الأهواء والشهواتِ

قُصاراي منهم أن أءوب بِغُصّةٍ
تردّدُ بين الصدرِ واللهَواتِ

كأنك بالأضلاع قد ضاقَ رُحبها
لِما ضُمِّنت من شدَّةِ الزّفرَاتِ
القصيدة التائية الخالدة

دعبل الخزاعي

تجاوبنَ بالإرنانِ وَالزَّفراتِ
نوائحُ عُجْمُ اللَّفظِ والنّطقاتِ

يَخبِّرن بالأنفاس عن سرِّ أنفسٍ
أسارى هوىً ماضٍ وآخرَآتِ

فأسعدنَ أو أَسعفنَ حتى تقوّضت
صُفوفُ الدُّجى بالفَجرِ مُنهزِماتِ

على العرصات اخاليات من المها
سلامُ شبحٍ صبّ على العَرصاتِ

فعهدي بها خُضر المعاهد، مألفاً
من العطرات البيض والخفرات

ليالي يُعدينَ الوصال على القِلى
ويُعدي تدانينا على الغربات

وإذ هُنَّ يلحَظنَ العُيون سوافراً
ويترنَ بالأيدي على الوجنات

وإذ كلُّ يومٍ لي بلحظي نشوة
يَيبتُ لها قلبي على نشواتِ

فكم حراتٍ هاجها بمحسِّرٍ
وقوفي يوم الجمعِ من عرفاتِ

أَلم ترَ للأيامِ ما جَرَّ جَوْرُها
على الناسِ من نقصٍ وطُولِ شَتَاتِ

ومن دولِ المستَهْترينَ، ومَنْ غَدا
بهم طالباً للنورِ في الظلماتِ

فكيف؟ ومن أَنَّى يُطالِبُ زلفةً
إلى الله بَعدَ الصومِ والصلواتِ

سوى حُبِّ أبناء النَّبيَ ورَهطِهِ
وبُغضِ بني الزَّرقاء والعَبَلاتِ

وهِندٍ، وما أدَّتْ سُميَّةُ وابنُها
أُلو الكفرِ في الإسلام، والفَجَراتِ

هُمُ نقضوا عهدَ الكتابِ وفَرضَهُ
وَمُحكَمَهُ بالزُّورِ والشُّبُهاتِ

وَلَم تَكُ إلَّا مِحْنَةٌ كَشَفتهمُ
بدعوى ضلالٍ من هَنٍ وَهَنَاتِ

تُراثٌ بلا قُرْبى، ومِلْكٌ بِلا هُدى
وحكمٌ بلا شُورى، بِغيرِ هُداةِ

رزايا أرتنا خُضرَةَ الافقِ حُمْرَةً
وردَّت أجاجاً طَعمَ كلّ فُراتِ

ومَا سهَّلتُ تلك المذاهبَ فيهمُ
على النَّاسِ إلّا «بيعةُ الفَلَتاتِ»

وما نالَ أصحابُ السقيفةِ إمْرَةً
بِدَعوَى تُراثٍ، بلْ بِأمرِ تِراتِ

ولو قلَّدُوا المُوصى إليه زِمَامَها
لَزُمَّتْ بمأمونٍ من العثَراتِ

أخا خاتمِ الرُّسلِ المصفّى من القَذَى ومُفتَرِسَ الأبطالِ في الغمراتِ

فإنْ جَحدوا كان الغديرُ شهيدَهُ
وبدرٌ وأحدٌ شامخُ الهَضَباتِ

واَيٌ من القرآنِ تُتْلى بِفضلهِ
  وإيثارُهُ بالقُوتِ في اللّزَبَاتِ

وغُرُ خِلَالٍ، أدركتهُ بِسبِقها
مناقبُ كانتْ فيهِ مُؤْتنفاتِ

مناقبُ لم تُدرك بكيدٍ، ولم تُنلْ
بشيءٍ سِوى حَدِّ القَنَا الذَّرِباتِ

نجيّ لجبريلَ الأمين، وأنتمُ
عُكوفٌ على العُزَّى معاً ومَنَاةِ

بكيتُ لرسمِ الدَّارِ من عَرَفاتِ
وأذريتُ دمعَ العينِ بالعبراتِ

وفَكَّ عُرَى صبري وهاجَت صَبابتي
رسومُ ديارٍ أقْفَرَتْ وَعِراتِ

مَدَارسُ آياتٍ خَلَتْ من تلاوةٍ
ومنزلُ وحيٍ مُقفرُ العَرَصاتِ

لآل رسولِ الله بالخيْفِ مِنْ مِنى
وبالرُّكنِ والتَّعريفِ والجَمَراتِ

ديارُ عليٍّ والحَسَينِ وجَعفَرٍ
وحمزَةَ والسجَّادِ ذِي الشَّفناتِ

ديارٌ لعبدِ الله والفضل صنوهِ
نجيِّ رسُولِ الله في الخَلَواتِ

منازِلُ قومٍ يُهتدى بِهُدَاهُمُ
فتُؤْمَنُ مِنهمْ زَلَّةُ العَثَراتِ

مَنازِلُ كانتْ للصلاةِ وللتُّقى
وللصومِ والتطهيرِ والحَسَناتِ

منازِلُ وحي الله مَعدنِ عِلمهِ
سبيل رشادٍ واضح الطُّرقاتِ

ديارٌ عفاها جورُ كلِّ مُنابذٍ
ولم تَعفُ للأيَّامِ والسَّنَواتِ

فيا وارِثي علم النبيِّ، وآله
عليكم سلامٌ دائمُ النَّفحاتِ

قِفا نسأَل الدَّارَ التي خَفَّ أهلُها
متى عهدُها بالصومِ والصلواتِ؟

وأين الأُلَى شطَّتْ بِهِمْ غَرْبَةُ النَّوى
أفانِينَ في الآفاقِ مُفترقاتِ؟

همُ أهلُ ميراثِ النبيِّ إذا اعتَزُّوا
وهمْ خيرُ ساداتٍ وخَيرُ حُمَاةِ

مطاعيمُ في الإعسارِ، في كلِّ مَشهدٍ
لقد شَرُفُوا بالفضلِ والبركاتِ

وما النَّاسُ إلّا حاسدٌ ومُكذَّبٌ
ومُضطَغِنٌ ذُو إحسنَةٍ وَتِراتِ

إذا ذَكَروا قَتلى ببدرٍ وخَيبرٍ
ويومَ حُنينٍ أسيَلُوا العَبَراتِ

وكيف يُحبِّونَ النبيَّ ورَهطَهُ
وهُم تركُوا أحشاءهم وَغَراتِ؟

لقد لاينوهُ في المقالِ وأضمروا
قلوباً على الأحقادِ منطوياتِ

فإن لَم تكن إلّا بقربَى مُحمَّدٍ
فهاشم أولَى من هَنٍ وَهَنَاتِ

سَقَى الله قبراً بالمدينةِ غَيثيَهُ
فقد حَلَّ فيهِ الأمنُ بالبركاتِ

نبيّ الهدَى، صَلَّى عليهِ مليكُهُ
وبلَّغَ عنَّا روحَهُ التُّحفاتِ

وصَلَّى عليه الله ما ذَرَّ شارِقٌ
ولاحَتْ نجومُ اللّيلِ مُبتَدراتِ

أفاطمُ! لوخِلتِ الحُسينَ مُجدَّلاً
وقد ماتَ عَطشاناً بِشطِّ فُراتِ

إذنْ للطَمتِ الخَدَ فاطمُ عِندَهُ
وأجريتِ دَمعَ العيْنِ في الوَجَناتِ

أفاطمُ قُومي يابنة الخيرِ واندبي
نُجُومَ سماواتٍ بأرضِ فَلَاةِ

قُبورٌ بِكوفانٍ، وأُخرى بطيبةٍ
وأُخرى بفخٍ نالَها صَلواتي

وقَبرٌ بأرضِ الجوزجانِ محلُه
وقبرٌ بباخمرا، لدى الغَرَباتِ

وقبرٌ ببغدادٍ لنفسٍ زكيَّةٍ
تَضَمَّنها الرَّحمنُ في الغُرُفاتِ

فأمَّا الممضَّات التي لستُ بالِغاً
مبالغَها منّي بِكنهِ صِفاتِ

نفوسٌ لدى النهرينِ من أرضِ كربلا
معرَّسُهُم فيها بشطِّ فُراتِ

تُوفُوا عِطاشا بالفُراتِ، فَلَيتني
تُوفيتُ فيهِم قبلَ حينَ وفاتِي

إلى الله أشكو لوعَةً عندَ ذِكرِهمْ
سَقَتني بكأسِ الذلِّ والفظَعاتِ

أَخافُ بأن أزدارَهم فيشُقوني 
مُعرَّسُهمْ بالجزعِ فالنخَلَاتِ

تَقسَّمهم ريبُ الزمانِ، فما ترى
لهمْ عقوةً مغشيَّةَ الحجُراتِ

سوى أنَّ منهم بالمدينةِ عُصبةً
ـ مَدى الدَّهرِ ـ أنضاء من الأزماتِ

قليلةُ زُوَّارٍ، سِوى بعضِ زوَّرِ
من الضَّبعِ والعِقبانِ والرَّخَماتِ

لهم كلَّ حينٍ نومَةٌ بمضاجعٍ
ـ لهُم في نوحي الأرضِ ـ مختلفاتِ

وقد كان منهمْ بالحجازِ وأهلها
مغاويرُ، يختارون في السَّرواتِ

تنكَّبُ لأواءُ السنينَ جِوارَهم
فلا تصطليهم جمرةُ الجمراتِ

حَمِى لم تَزرهُ المذنباتُ، وأوجهٌ
تُضيءُ لدى الأستارِ في الظُّلماتِ

إذا أوردوا خَيلاً تَسّعرُ بالقَنا
مساعرُ جمرِ الموتِ والغَمَراتِ

وإن فخروا يوماً أتوا بمحمَّدٍ
وجبريلَ والفُرقانِ ذي السُوراتِ

وعدّوا علياً ذا المناقبِ والعُلا
وفاطمة الزهراءَ خيرَ بَناتِ

وحمزةَ والعباسَ ذا الهَدي والتُقى
وجعفراً الطّيارَ في الحِجَباتِ

أولئكَ، لا أشياخُ هِندٍ وتَربِها
سُمّيةَ، مِن نَوكى ومن قذراتِ

ستُسألُ تَيمٌ عنهمُ وعَديُّها
وبيعتُهم من أفجرِ الفجراتِ

هم منَعُوا الآباءَ عن أخذِ حقِهم
وبيعتُهم من أفجرِ الفجراتِ

هم منَعُوا الآباءَ عن أخذِ حقِهم
وهم تركوا الأبناءَ رهنَ شَتَاتِ

وهُم عدَلوها عن وصيِّ مُحمَّدٍ
فيعتُهم جاءت على الغَدراتِ

ملامَكَ في أهل النّبيِّ، فإنّهم
أحبّايَ، ما عاشوا وأهلُ ثِقاتي

تَخيرتُهم رُشداً لأمري، فإنّهم
على كلِّ حالٍ خِيرةُ الخيراتِ

نبذتُ إليهم بالمودَّةِ صادِقاً
وسلَّمتُ نفسي طائِعاً لِولاتي

فياربِّ زِدني من يقيني بصيرة
وزِد حبَّهم يا ربِّ! في حَسناتي

سأبكيهم ما حَجَّ لِلهِ راكبٌ
وما ناحَ قمريٌّ على الشَجَراتِ

بنفسي أنتم من كُهُولٍ وفِتيةٍ
لِفكِّ عُناةٍ، أو لِحَملِ دياتِ

وللخيلِ لمّا قيَّدَ الموتُ خَطوَها
فأطلقتُمُ مِنهُنَّ بالذَّرياتِ

أحِبُّ قَصِيَّ الرَّحمِ من أجلِ حُبِّكُم
وأهجرُ فيكم أسرَتي وبَناتي

وأكتُم حُبِّيكم مخافةَ كاشِحٍ
عنيدٍ لأهل الحقِّ غير مُواتِ

فيا عِينُ بكِّيهم، وجودي بِعبرةٍ
فقد أن لِلتَّسكابِ والهَمَلاتِ

لقد حَفَّت الأيّام حَولي بشرِّها
وغني لأرجو الأمن بعدَ وفاتي

ألَم ترَ أنّي من ثلاثين حِجَّةً
أروحُ وأغدُو دائِمَ الحسَراتِ

أرَى فيئَهمْ في غَيرهِم مُتَقَسّماً
وايديَهُم من فيئِهم صَفِراتِ

فكيف أداوي من جوىً؟ لي والجوى
أميةُ أهلُ الفِسقِ والتّبعاتِ؟

بناتُ زيادٍ في القُصور مَصونَةٌ
وآلُ رسولِ الله في الفلواتِ

سأبكيهمُ ما ذَرَّ في الأرض شَارِقٌ
ونادى مُنادي الخَيرِ بالصّلواتِ

وما طلَعت شمسٌ وحانَ غُروبُها
وباللّيل أبكيهم، وبالغَدَواتِ

ديارُ رسول الله أصبَحنَ بَلقعا
وآلُ زيادٍ تَسكُنُ الحُجَراتِ

وآلُ رَسولِ الله تَدْمَى نُحُورهُم
وآلُ زيادٍ آمنوا السَّرباتِ

وآل رسولِ الله تُسبى حَرِيمهُم
وآلُ زيادٍ رَبَّةُ الحَجَلَاتِ

 وآلُ رسولِ الله نُحفٌ جُسُومُهم
وآل زيادٍ غُلَّظُ القَصَراتِ

إذا وُتِروا مَدُّوا إلى واتِريهم
أكفاً عن الأوتارِ مُنْقَبِضَاتِ

فَلَولا الّذي أرجُوه في اليومِ أو غدٍ
تقطَّعَ قلبي إثرَهم حَسَراتِ

خُروجُ إمامٍ لا مَحالةَ خارجٌ
يقُومُ على اسمِ اللهِ والبَرَكاتِ

يُميّزُ فينا كُلَّ حَقَّ وباطلٍ
ويُجزِي على النّعمَاء والنقِماتِ

فيا نفسُ طيبي، ثُمّ يا نفسُ أبشري
فغيرُ بعيدٍ كلُّ ما هُو آتِ

ولا تَجزعي من مُدّةِ الجورِ، إنني
أرى قُوّتي قد آذَنت بِشَتاتِ

فإن قَرَّبَ الرحمنُ مِن تلكَ مُدتي
وأخَّرَ من عُمري بطولِ حياتي

شَفيتُ، وَلم أترك لنفسي رَزيّةً
وَرَوّيتُ منهم مُنصلي وقَنَاتي

فإنّي من الرحمن أرجو بِحّبهم
حياةً لدى الفردوس غيرَ بَتاتِ

عسى الله أن يأوِي لذا الخلقِ إنّهُ
إلى كُلِّ قومٍ دائمُ اللّحظاتِ

فإن قلت عُرفاً أنكروهُ بِمُنكرٍ
وغَطَّوا على التحقيقِ بالشًّبهاتِ

سأقصرُ نفسي جاهِداً عن جِدَالِهم
كفاني ما ألقى من العبرَاتِ

أُحاوِلُ نقل الشمسِ من مُستقرَّها
وإسماع أحجارٍ من الصّلدَاتِ

فمن عارفٍ لم ينتفع، ومُعانِدٍ
يميل مع الأهواء والشهواتِ

قُصاراي منهم أن أءوب بِغُصّةٍ
تردّدُ بين الصدرِ واللهَواتِ

كأنك بالأضلاع قد ضاقَ رُحبها
لِما ضُمِّنت من شدَّةِ الزّفرَاتِ