فهرست کتاب
لیست کتابها
■ كلمتنا
■ لماذا ولد علي× في الكعبه؟
■ في رحاب موسی والخضر
■ الضرب بالسيف اسهل من كسب الحلال
■ العلماء ورثة الأنبياء_ آية الله العظمي السيد محمد تقي الخونساري
■ الإحتمالات من الذنب في الآية المبارکة (ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر)
■ تأملات وعبر من حياة أنبينا آدم
■ الشفاعة يوم القيامة
■ ادعو الله أن يرزقني مالا
■ النبي سيد الأحياء عند ربه وهو ينفع حياً وميتاً
■ فوائد التعرّف على سيرة الإمام _سماحة الإمام السيد علي الخامنئي
■ دور الدعاء في حياة الانسان (الحلقة الأولی)
■ السيجار أو الإنتحار!
■ كلام المقدس الأردبيلي مع أمير المؤمنين
■ لماذا ولد علي× في الكعبه؟
■ في رحاب موسی والخضر
■ الضرب بالسيف اسهل من كسب الحلال
■ العلماء ورثة الأنبياء_ آية الله العظمي السيد محمد تقي الخونساري
■ الإحتمالات من الذنب في الآية المبارکة (ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر)
■ تأملات وعبر من حياة أنبينا آدم
■ الشفاعة يوم القيامة
■ ادعو الله أن يرزقني مالا
■ النبي سيد الأحياء عند ربه وهو ينفع حياً وميتاً
■ فوائد التعرّف على سيرة الإمام _سماحة الإمام السيد علي الخامنئي
■ دور الدعاء في حياة الانسان (الحلقة الأولی)
■ السيجار أو الإنتحار!
■ كلام المقدس الأردبيلي مع أمير المؤمنين
- صوت الكاظمين _ العدد: 260 - 259. ربيع الأول و ربيع الثاني 1442 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 258 - 257. محرم الحرام و صفر 1442 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 256 - 255. ذي القعدة و ذي الحجة 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 254 - 253. رمضان الکريم وشوال 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 252 - 251. رجب المرجب و شعبان 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 250 - 249. جمادي الأولی و الثانية 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 248 - 247. ربيع الأول و ربيع الثاني 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 246 - 245. محرم الحرام و صفر 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 243 - 242. ذي القعدة وذي الحجة 1440 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 242 - 241. رمضان الکريم وشوال 1440 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد :239_240
- صوت الكاظمين _ العدد :237_238
- صوت الكاظمين _ العدد :235_236
- صوت الكاظمين _ العدد :233_234
- صوت الكاظمين _ العدد :231_232
- صوت الكاظمين _ العدد :53 _ 12 شوّال 1417 هجرية
- صوت الكاظمين _ العدد :43 _ 12 ذوالحجة 1416 هجرية
- صوت الكاظمين _ العدد :37 _ 12 جمادی الثانی 1416 ه.ق
- صوت الكاظمين _ العدد :الحادي عشر _ربيع الثاني 1414 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :العاشر _ربيع الاول 1414 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :التاسع _صفر 1414 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الثامن _محرم 1414 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :السابع _ذوالحجة 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :السادس _ذوالقعدة 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الخامس _شوال 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الرابع _شهر الرمضان 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الثالث _شعبان 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الثاني _رجب 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الاول _جمادي الثاني 1413 ه
- صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 230-229. رمضان و شوال 1439 هـ
- صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 228- 227. رجب المرجب و شعبان 1439 هـ
- صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 226-225. جمادی الأولی والثانية 1439 هـ
- صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 223-224 ربیع الأول والثاني 1439 هـ
- الكوثر العدد الرابع والعشرون - رجب 1432هـ
- الكوثر العدد الثالث والعشرون - رجب 1426
- الكوثر العدد العشرون محرّم 1425
- الكوثر العدد التاسع عشر رجب 1424
- الكوثر العدد الثامن عشر محرّم 1424
- الكوثر العدد السابع عشر رجب 1423
- الكوثر العدد السادس عشر محرّم 1423
- الكوثر العدد الخامس عشر رجب 1422
- الكوثر العدد الرابع عشر محرّم 1422
- الكوثر العدد الثالث عشر رجب 1421
- الكوثر العدد الثاني عشر محرم الحرام 1421
- صحیفة صوت الکاظمین 222-221 أشهر محرم الحرام و صفر 1439 هـ
- صحیفة صوت الکاظمین 219-220 أشهر ذي القعدة وذي الحجة 1438هـ . 2017م
- مجلة الکوثر - العدد السادس والثلاثون والسابع وثلاثون 36 - 37 - شهر رجب 1438هـ -2017م
- صحیفة صوت الکاظمین 216-218 أشهر رجب - شعبان - رمضان 1438هـ . نيسان / ايّار / حزيران 2017م
- مجلة الكوثر - العدد العاشر - محرم الحرام - سنة 1420 هـ
- مجلة الكوثر - العدد التاسع - رجب - سنة 1419 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الثامن - محرم الحرام - سنة 1419 هـ
- مجلة الكوثر - العدد السابع - 20 جمادي الثاني - سنة 1418 هـ
- مجلة الكوثر - العدد السادس - محرم الحرام - سنة 1418 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الخامس - 20 جمادي الثاني - سنة 1417 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الرابع - محرم الحرام - سنة 1417 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الثالث - 20 جمادي الثاني - سنة 1416 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الثاني - محرم الحرام - سنة 1416 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الاول - 20 جمادي الثاني يوم ولادة سيدة فاطمة الزهراء - سنة 1415 هـ
- مجلة عشاق اهل بیت 7
- مجلة عشاق اهل بیت 6
- مجلة عشاق اهل بیت 5
- مجلة عشاق اهل بیت 4
- مجلة عشاق اهل بیت 3
- مجلة عشاق اهل بیت 2
- مجلة عشاق اهل بیت 1
- صحیفة صوت الکاظمین 215-212 شهور ربیعین وجمادیین 1438هـ . دیسمبر / مارس2017م
- صحیفة صوت الکاظمین 210 -211 شهر محرم وصفر 1438هـ . أکتوبر/ نوفمبر 2016م
- صحیفة صوت الکاظمین 208 -209 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1437هـ .أغسطس/سبتمبر 2016م
- مجلہ عشاق اہل بیت 14و 15 ۔ ربیع الثانی 1437 ھ
- مجلہ عشاق اہل بیت 12و 13 ۔ ربیع الثانی 1436 ھ
- صحیفة صوت الکاظمین 206 -207 شهر رمضان وشوال 1437هـ .نیسان/أیار2016م
- مجلة الکوثر الرابع والثلاثون والخامس وثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م
- صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ .نیسان/ أیار 2016م
- صحیفة صوت الکاظمین 203-202 شهر جمادي الاول والثاني 1437هـ .فبرایر/مارس 2016م
- مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 201-200 شهر ربیع الاول والثاني 1437هـ .دیسمبر/کانون الاول 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 198-199 شهر محرم الحرام وصفر 1436هـ .اکتبر/نوفمبر 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 196-197 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1436هـ . اغسطس/سبتمبر 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 194-195 شهر رمضان وشوال 1436هـ . حزیران/تموز 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 193 شهر شعبان 1436هـ . مایو/آیار 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 192 شهر رجب المرجب 1436هـ . ابریل /نیسان 2015م
- مجلة الکوثر الثاني والثلاثون - شهر رجب المرجب 1436هـ -2015م
- مجلة الکوثر الواحد والثلاثون - شهر محرم الحرام 1436هـ -2014م
- صحیفة صوت الکاظمین 190 -191 شهر جمادي الاول والثاني 1436هـ. فبرایر/شباط 2015مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 189 شهر ربیع الثاني 1436هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 188 شهر ربیع الاول 1436هـ. کانون الاول/ کانون الثاني 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 187 شهر صفر المظفر 1436هـ. دیسمبر/ کانون الاول 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 186 شهر محرم الحرام 1436هـ. اکتوبر/ تشرین الاول 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 185 شهر ذي الحجة 1435هـ. سبتمبر/ أیلول 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 184 شهر ذي القعدة 1435هـ. اغسطس/ اب 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 183 شهر شوال المکرم 1435هـ. یولیو/تموز 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 182 شهر رمضان 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
- مجلة الکوثر الثلاثون - شهر رجب المرجب 1435هـ -2014م
- صحیفة صوت الکاظمین 181 شهر شعبان المعظم 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 180 شهر رجب المرجب 1435هـ. مایو/أیار 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 179 شهر جمادي الثاني 1435هـ. ابریل/نیسان 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 178 شهر جمادي الأول 1435هـ. مارس/آذار 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 177 شهر ربیع الثاني 1435هـ.فبرایر/شباط2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 176 شهر ربیع الأول 1435هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 175 شهرصفر 1435هـ. دیسمبر/کانون2013مـ.
- مجلة عشاق اهل بیت 11
- مجلة الکوثر التاسع والعشرون -شهر محرم الحرام 1435ه -2013م
- صحیفة صوت الکاظمین 174 شهر محرم الحرام1435
- صحیفة صوت الکاظمین 173 شهر ذي الحجة 1434
- صحیفة صوت الکاظمین 172 شهر ذي القعده
- مجلة عشاق اهل بیت شماره 10شوال 1434هـ
- صحیفة صوت الکاظمین 171 شهر شوال
- مجلة عشاق اهل بیت 8 - شوال 1333هـ
- مجلة عشاق اهل بیت 9 - ربیع الثانی 1334
- مجله الکوثر 28-رجب المرجب1434 هـ 2012 م
- مجله الکوثر 27-محرم الحرام1434 هـ 2012 م
- صوت الكاظمین-العدد 170-رمضان 1434 هـ -یولیو/تموز2013 م .
- مجلة صوت الکاظمین العدد166
- صوت الكاظمین-العدد 169-شعبان المعظم 1434 هـ - یونیو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 168-رجب المرجب 1434 هـ - مایو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 167 -جمادی الثانی 1434 هـ - أبریل 2013 م .
- صوت الكاظمین-العدد 165-ربیع الثانی 1434 هـ - فیرایر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 164-ربيع الاول 1434 هـ - يناير 2013 م .
- صوت الكاظمین-العدد 149-ذی الحجة 1432هـ - أکتوبر 2011 م .
- صوت الكاظمین-العدد 150-محرم الحرام 1433 هـ - نوفمبر 2011 م .
- صوت الكاظمین-العدد 151-صفر المظفر 1433 هـ - ینایر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 152-ربع الأول الخیر 1433 هـ - فبرایر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 153-ربیع الثانی1433 هـ - مارس 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 154-جمادی الأولی 1433هـ - مایو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 155-جمادی الثانی 1433 هـ - یونیو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 157-شعبان المعظم 1433 هـ - اغسطس 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 156-رجب المجرب 1433 هـ - یولیو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 158-رمضان الکریم 1433هـ - اغسطس 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 159-شوال 1433هـ - سبتمبر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 160-ذی القعدیة 1433 هـ - سبتمبر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 161-ذی الحجة 1433 هـ - آکتوبر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 162-محرم الحرام 1434 هـ - نوفمبر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 164-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 163-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
- مجله الکوثر 26-العدد السادس والعشرون رجب المرجب 1433هـ 2012م
- مجلة الکوثر 25
بسم الله الرحمن الرحيم
إعلم لمّا أخبر رسول الله| قريشاً بخبر أصحاب الكهف وما جرى لهم في لبثهم في الكهف سنين قالوا: أخبرنا عن العالم الذي أمر الله موسى أن يتبعه وما قصّتُه، فأنزل الله عز وجل ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾، وقال: وكان سبب ذلك أنه لمّا كلّم الله موسى تكليماً، وأنزل الله عليه الألواح وفيها كما قال الله ﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ﴾، ورجع موسى إلى بني إسرائيل فصعد المنبر فأخبرهم أن الله قد أنزل عليه التوراة وكلّمه.
قال في نفسه ـ وهذا أمر خطير يبتلى به كثير من العلماء أصحاب العلم العقلي ـ ما خلق الله خلقاً أعلم منّي. وقيل: بعد هلاك القبط دخل موسى مصر وخطب خطبة بليغة وطويلة فأعجب بها فقيل له: هل تعلم أحداً أعلم منك؟ فقال: لا، فأوحى الله إلى جبرئيل الأمين: أدرك موسى فقد هلك، وأعلمه أن عند ملتقى البحرين عند الصخرة رجل وهو عبدنا الخضر×. قيل: إسمه يليا أو تاليا بن ملكان، من أحفاد سام بن نوح وقيل: اليسع، وقيل: الياس وإنما سمى بالخضر لأنه كان لا يجلس على خشبة يابسة ولا أرض بيضاء إلّا اهتزت خضراء فآتاه الله رحمة من عنده وهي الوحي والنبوة وعلّمه من لدنه علماً وهو العلم اللدّني ممّا يختص بالله سبحانه ولا يعلم ذلك إلّا بتوفيق وإلهام منه وهو من علم الغيوب، أي ما يغيب عن غيره، ولا يعلم إلا بواسطة الوحي أو الإلهام وهذا من العلم الرشدي (مما علّمت رشداً) فهو رشدا إرشاد ففيه الإرشادية الذاتية والعرض فهو كافر ظاهر بنفسه وغير بذاته، ومنثير وكاشف وظاهر لغيره (شبهة وجوابها إذا قيل كيف يكون الخضر أعلم من موسى وهو من أنبياء أولي العزم ومن المرسلين ؟والجواب: لا ينافي ذلك بنبوته وكونه صاحب شريعة أن يتعلّم من غيره ما لم يكن شرطاً في أبواب الدين، فإن الرسول ينبغي أن يكون أعلم فمن أرسل إليه فيما بعث به من أصول الدين وفروعه لا مطلقاً حتى العلم الباطني، ومن ثم قال الخضر ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾ فإن اخبارك أنما هو في الشريعة فكيف تصبر وأنت نبي على ما اتولّى من أمور ظواهرها مناكير وبواطنها لم يحط بها خبرك.. فتدبّر. أعلم منك، فصر إليه وتعلّم من علمه ـ يعني وإن كان لك علم لكن هذا لا يعني أنك جمعت العلم كلّه، فإذا كان لك علم الشريعة فهناك علم الحقيقة فان الأول من الظاهر والعلم الظاهري، والثاني من الباطن والعلم الباطني، والأول يفسّر في كشف القناع عن ظاهره، والثاني يأوّل في كشف القناع عن باطنه، فالأول من التفسير والثاني من التأويل.
فنزل جبرئيل على موسى× وأخبره، فذّل موسى من نفسه ـ أي أحسّ بالذّل والضّعة في نفسه، وعلم أنّه أخطأ ودخله الرعب والخوف من الله سبحانه ـ وقال للوصيه يوشع بن نون فتاه فإنه ضحية ولازيد سفراً وخضراً للتعليم منه وكان يخدمه إذ كان وصيه هارون قد توفي من قبل ـ إن الله قد أمرّني أن أتبع رجلاً عند ملتقى البحرين وأتعلم منه، فإنّ أعلم النّاس من جمع علم النّاس إلى علمه، ومهما بلغ العالم في العلم فإنه لا يزال ما أوتي من العلم إلّا قليلاً، وفوق كل ذي علم عليم، ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً ﴾ فلا أمشي ولا أسلك طريقاً آخر حتى أبلغ مجمع البحرين ـ بحر فارس وبحر الروم قيل: وهو طنجة بدل على ساحل بحر المغرب مقابل الجزيرة الخضراء، وهو من البر الأعظم وبلاد البربر، وقيل البحران: موسى والخضر، فكان موسى بحر العلم الظاهر والخضر كان بحر العلم الباطن، فقصد موسى أن يمشي حتى يصل إلى مجمع البحرين أو يمضي حقباً، وزماناً طويلاً حتى يتقين أنه جاز الجمع، فتزوّد يوشع حوتاً سمكةً مملوحاً وخرجا، فلمّا خرجا وبلغا ذلك المكان وجد ار جلاً مستلقياً على قفاه فلم يعرفاه، فأخرج وصي موسى الحوت ـ السّمكة ـ وغسله بالماء ـ ليترفع عنه الملح ـ ووضعه على الصخرة ومضيا ونسيا الحوت، وكان ذلك الماء ماء الحيوان، ماء الحياة الذي شرب منه الخضر وبقي حياً إلى يومنا هذا وإلى ظهور مولانا صاحب الزمان×، فلما أصاب من ذلك الماء الحوت ـ فحيي الحوت ودخل في الماء، فمض موسى× ويوشع حتى يبل ـ أي تعبا من المسير، فقال لوصيه ﴿ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً﴾أي عناءً ـ ومشقة ـ فذكر وصيّه السمكة فقال لموسى: إني نسيت الحوت على الصخرة، فقال موسى: ذلك الرجل الذي رأيناه عند الصخرة هو الذي نريده، فرجعا على آثارهما قصصاً إلى عند الرجل وهو في الصلاة ـ ان كان يصلّي ـ فقعد موسى حتى فرغ عن الصلاة فسلّم عليهما ـ فلابد من التلميذ أن ينتظر استاذه ولا يزاحمه في عباداته وفي قول الإمام الرضا× انه كان الخضر جالساً وإما متكأً، فسلّم عليه موسى× فأنكر الخضر السلام أي تعجب من سلامه إذ كان بأرض ليس بها سلام وعرف أنه من بلاد آخر فقال: من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران، قال: أنت موسى بن عمران الذي كلّمه الله تكليماً؟ قال: نعم، قال: فما حاجتك؟ قال: جئتك لتعلّمني ممّا علّمت رشداً، قال: إنّي وكلت بأمر لا تطيقه ـ أي عندي علم ما لا تطيقه وقد وكلّني الله في ذلك، ووكلّك بأمر لا أطيقه ـ أي عندك كذلك علم لا أطيقه وهو علم النبوة ـ ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمد من البلاء حتى اشتد بكاؤهما ـ وأعظم مصائب آل النبي قصة كربلاء، وشهادة الإمام الحسين× وما نبي إلّا وبكى لمصيبة سيد الشهداء× وربّما الموقف هذا منه ـ ثم حدّثه عن فضل آل محمد حتى جعل موسى يقول: يا ليتني كنت من آل محمد، وحتى ذكر فلاناً وفلاناً ـ ربما اشارة إلى أعداء آل محمد كالجبت والطاغوت ثم ذكر ـ مبعث رسول الله| غلى قومه، وما يلقي منهم ومن تكذيبهم إياه، وذكر له تأويل هذه الىية: ﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ حين أخذ الميثاق عليه، فقال موسى: ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾؟
فقال الخضر: ﴿ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً. وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً﴾؟
فقال موسى: ﴿ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْراً ﴾. قال الخضر: ﴿ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً ﴾ يقول: لا تسألن عن شيء أفعله ولا تنكره عليّ ـ أنه لماذا فعلت كذا وكذا ـ حتى أُخبرك أنا بخبره.
قال: نعم
فمرّوا ثلاثتهم أو موسى والخضر حتى انتهوا إلى ساحل البحر، وقد شحنت وملئت سفينة ـ بالناس والمتاع وهي تريد أن تعبر، فقال أرباب السفينة: نحمل هؤلاء الثلاثة نفر فإنهم قوم صالحون، فحملوهم فلّما جنحت السفينة في البحر ـ وبلغت ماءً رقيقاً فلصقت بالأرض ـ قام الخضر إلى جوانب السفينة فكسّرها وحشاها بالخرق والطين.
فغضب موسى× غضباً شديداً ـ لأنه رأى في ظاهر الأمر شيئاً خلاف العقلانية فأنكر عليه ذلك وقال للخضر: ﴿ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً﴾ أي شيئاً عجيباً ومنكراً ـ وفي ظاهر الأمر خلاف الشريعة لأنك تصرّفت في أموال الآخرين بغير إذنهم أضف إلى أن تريد غرق الآخرين وهذا من المنكرات القضية ولا يجوز لك ذلك من فعل يعدّ مفسداً في الأرض ـ، فقال له الخضر: ﴿أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾، وقد وعدتني إنك تكون صابراً ولا تتحدث ولا تسأل حتى أنا الذي أحدثك وأقول لك الحقيقة وما في الواقع والباطن.
قال موسى: ﴿ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً ﴾ ـ فلا تغشني عسراً من أمري بالمضايقة والمؤاخذة على المنسيّ والتّارك، فإنّ ذلك يعسّر عليّ متابعتك، فحكم على نفسه بالمفارقة عند المخالفة.
فخرجا من السفينة، وانطلقا فنظر الخضر إلى غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه كأنه قطعة قمر، وفي أُذنيه دُرّتان، فتأمله الخضر ثم أخذه وقتله، قيل: قتل ولوّي عنقه، أو ضرب رأسه بالحائط، أو أضجعه فذبحه، وبمجرد ما لقيه قلته من دون تردّد وإستفسار حال فعطف بالفاء. وثب موسى إلى الخضر وجلد به الأرض ،أي صرعه وطرحه على الأرض غضوباً ـ فقال: ﴿ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً﴾، فهذا خلاف الشريعة ولا يحق لك أن تقتل النفس الطاهرة التي لم يفعل شيئاً عدواناً فإنه من قتل نفس بغير حق كأنما قتل الناس جميعاً فما هذا الفعل الشنيع المنافي للعقل وللشرع المقدّس؟ فقد جئت شيئاً منكراً ـ وإنّما فعل موسى ذلك أخذاً بالقياس والأمر الظاهري ولا يقاس في حكم الله وأمره ودينه، ومن ثم ورد النهي عن القياس في الدين.
فقال الخضر له: ﴿ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً﴾. قال موسى: ﴿ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً﴾، أي سوف لا أسئلك بعد هذا وإذا نسيت وسألتك فلا تصاحبني وإنك من قبلي ستكون معذوراً. قال رسول الله|، رحم الله أخي موسى استحيا فقال ذلك، لو ثبت ـ وسكت وثبت ـ مع صاحبه لأبصر أعجب الأعاجيب وفي خبر: آراء سبعين أعجوبة.
فإنطلق حتى إذا أتيا بالعشي ـ أي في وقت العشاء كناية من الليل ـ قرية تسمّى النّاصرة، وإليها تُنسب النصارى، وقيل: أنطاكية وقيل أبلّة بصرة وقيل باجروات، ولم يضيفوا أحداً قط ولم يطعموا غريباً، فاستطعموهم ـ أي طلبوا منهم العشاء والطعام فلم يطعموهم ولم يضيوفهم، فنظر الخضر× إلى حائط قد زال لينهدم، فوضع الخضر يده عليه، وقال: قم بإذن الله فقام، وقيل أقامه بعمارته أو بعمود عمده به.
فقال موسى×: لم ينبغ أن تقيم الجدار حتى يطعمونا ويؤونا، وهو قوله تعالى: ﴿ لَوْ شِئْتَلاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً﴾وجعالة حتى نعثا بها وهذه هي المرة الثالثة التي يعترض وقد حكم على نفسه من قبل أنه لو سأله ثالثة كان الفراق.
فقال الخضر×: ﴿ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً﴾ ومن الصعب من لم يكن عنده العلم والخبرة بالشيء ان يصبر عليه كما قال له الخضر من قبل كيف تصبر على ما تحط به خَبراً ولم تعلم به من كل الجوانب كالدائرة المحيطة بالشيءن ثم أخذ يذكر حكمة وسبب ما فعله وانه كلّه بأمر من الله سبحانه، إلّا أنه تارة ينسبه إلى نفسه كان فيه العيب وأخرى ينسبه إلى ربه لحسنه وثالثه ينسبه إلى نفسه وربّه حتى يعلم أن ما فعله لم يكن من عند نفسه مستقلاً، إنما هو مأمور في ذلك بأمر من الله تعالى.
فقال له: أما السفينة التي فعلت بها ما فعلت، فإنّها كانت لقوم مساكين يعملون في البحر وقيل لعشرة أُخوة خمسة زمتى وخمسة يعلمون في البحر، أي اجعلها ذات عيب وكان من وراء السفينة ملك ظالم يأخذ كل سفينة صالحة غصباً، وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئاً.
﴿ وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ﴾ وطبع كافراً بإختياره الكفر في المستقبل فكان يعق والديه طغياناً وكفراً لنعمتهما و ان الله يعلم أنه إن بقي كفر أبواه وافتتنا به وضلّا بإضلاله إياهما ـ كما حدث ذلك لزبير ابن العوام فإنه كان مع أمير المؤمنين علي ومع أهل البيت إلّا ان ولده المشؤوم عبد الله أضله وأخرجه لمحاربة علي× في حرب الجمل ـ فلما علم ذلك الخضر بأمر من الله قتله وأراد بذلك نقلهم إلى محل كرامته في العاقبة أو خشى الخضر والرب سبحانه إن أدرك الغلام أن يدعو أبويه إلى الكفر فيجيبانه من فرط حبّهما له، فقال الخضر×: ـ فنظرت إلى جبينه وعليه مكتوب: طبع كافراً﴿فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً. فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً﴾ فأبدل الله والديه بنتاً ولدت سبعين نبيّاً، أي كان منها ومن نسلها سبعون نبياً من أنبياء بني إسرائيل، فكان ذلك خيراً من الله زكاة وطهارة من الذنوب والأخلاق الرديئة وأقرب رحماً ورحمة وعطفاً على والديه.
و﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ ﴾ الذي أقمته ﴿فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا﴾قيل اسمهما أصرم وصريم والكنز من ذهب أو فضة ، وقيل من كتب العلم وقيل: لوح من ذهب مكتوب فيه: عجب لمن يؤمن بالقدر يحزن؟! وعجب لمن يؤمن بالرزق كيف يتعب؟! وعجب لمن يؤمن بالموت كيف يفرح؟! وعجب لمن يؤمن بالحساب كيف يغفل؟! وعجب لمن يعرف الدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟! لا إله إلّا الله محمد رسول الله ‘.
من مواعظ وحكايات الخضر مع موسى×:
1 ـ في الحديث الشريف عن الإمام الصادق× قال: إنّ موسى بن عمران× حين أراد أن يفارق الخضر× قال له: أوصني: فكان ممّا أوصاه أن قال له: إيّاك واللّجاجة، أو أن تمشي في غير حاجة، أو أن تضحك من غير عجب، وأذكر خطيئتك، وإيّاك وخطايا الناس .
2ـ وعن الإمام زين العابدين× قال: كان آخر ما أوصي به الخضر موسى بن عمران× أن قال له: لا تعيّرن أحداً بذنب، وإن أحبّ الأُمور إلى الله عزّ وجلّ ثلاثة: القصد في الجدة ـ أي رعاية الإقتصاد وان كنت واجداً وغنياً وثرياً ـ والعفو في المقدرة، والرفق بعباد الله، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلّا رفق الله عز وجل به يوم القيامة، ورأس الحكمة مخافة الله تبارك وتعالى.
3 ـ عن الإمام الصادق× قال: لمّا أقام العالم (الخضر) الجدار أوصى الله تبارك وتعالى إلى موسى×: إني مجازي الأبناء بسعي الآباء، إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشرّ، لا تزنوا فتزني نساؤكم، ومن وطئ فراش أمرء مسلم وُطيء فراشه، كما تُدين تدان.
4 ـ الكافي بسنده عن أبي عبد الله× قال: قال الخضر لموسى×: يا موسى إن أصلح يومك ـ الدنيا والآخرة ـ الذي هو أمامك، فالاخرى أولى بالإصلاح لإن منافعها أبدية فاعدّ ليوم القيامة الزاد وخير الزاد التقوى ـ فانظر أي يوم هو، وأعدّ له الجواب، فإنك موقوف ومسؤول، وخُذ موعظتك من الدهر، فإن الدهر طويل قصير، فاعمل كأنك ترى ثواب عملك، ليكون أطمع لك في الأجر، فإن ما هو آت من الدنيا كما قد ولى منها.
5 ـ الكافي بسنده عن سيف التمار قال: كنّا مع أبي عبد الله× جماعة من الشيعة في الحِجر ـ حِجر إسماعيل ـ فقال: علينا عين ـ أي جاسوس من قبل الحكام الطغاة انذاك، فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نَر أحداً، فقلنا ليس علينا عين، فقال: وربّ الكعبة وربّ البيت ـ قالها ثلاث مرات ـ لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما، ولا نبأتهما بما ليس في أيديهما، لأن موسى والخضر أُعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله| وراثة.
الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بالقرآن المبين ولمحمدالأمين و الأئمة الطاهرين وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

