ارسال السریع للأسئلة
تحدیث: ١٤٤٥/٨/١٥ من نحن منشورات مقالات الصور صوتيات فيديو أسئلة أخبار التواصل معنا
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
■ کلمتنا:التوحید هو المقصد الأعلی والغایة القصوی
■ نظریات صاحب الکفایة:الشیخ غالب الکعبي
■ شرح حدیث عنوان البصري٣:الاستاذ السید عادل العلوي
■ الإمامة والخلافة:آیت الله السید محمد حسن الموسوي
■ الخصائص القرآن الکریم:شیخ طالب الخزاعي
■ سیدات نساء العالمین:ماهر الجراح
■ الإمامة سنة کونیة:محمد محسن العمید
■ التفسیر السلبي للأمر بالمعروف:الدکتور فارس عامر
■ الغدیر في کلام أخي الأمیر:رحیم امید
■ الملائکة:الشیخ علي الکعبي
■ أوصاف المسیح:مائدة عبد الحمید
■ في رحاب الخیر:السید علي العلوي
■ الأخلاق و أهمیته:علي یحیی تیمسوقي
■ نسیم الربیع:الدکتور طه السلامي
■ معاجز المعصومین(ع):مفید حمیدیان
■ من الشعر الشعبي العراقي:یاسر الشجاعي
■ بناء الکعبة المشرفة:هیئة التحریر
■ کل شي یطیعهم:هیئة التحریر
■ إقرءها ثلاث مرآت:هیئة التحریر
■ تحریم الغناء في القرآن الکریم:هیئة التحریر
■ واحة السؤال والجواب:السید عادل العلوي
■ صورة العدد المختارة:محمد لاجوردي
■ واحة الصور:صدقة جاریة:محمد لاجوردي
  1. صوت الكاظمين _ العدد: 260 - 259. ربيع الأول و ربيع الثاني 1442 هـ
  2. صوت الكاظمين _ العدد: 258 - 257. محرم الحرام و صفر 1442 هـ
  3. صوت الكاظمين _ العدد: 256 - 255. ذي القعدة و ذي الحجة 1441 هـ
  4. صوت الكاظمين _ العدد: 254 - 253. رمضان الکريم وشوال 1441 هـ
  5. صوت الكاظمين _ العدد: 252 - 251. رجب المرجب و شعبان 1441 هـ
  6. صوت الكاظمين _ العدد: 250 - 249. جمادي الأولی و الثانية 1441 هـ
  7. صوت الكاظمين _ العدد: 248 - 247. ربيع الأول و ربيع الثاني 1441 هـ
  8. صوت الكاظمين _ العدد: 246 - 245. محرم الحرام و صفر 1441 هـ
  9. صوت الكاظمين _ العدد: 243 - 242. ذي القعدة وذي الحجة 1440 هـ
  10. صوت الكاظمين _ العدد: 242 - 241. رمضان الکريم وشوال 1440 هـ
  11. صوت الكاظمين _ العدد :239_240
  12. صوت الكاظمين _ العدد :237_238
  13. صوت الكاظمين _ العدد :235_236
  14. صوت الكاظمين _ العدد :233_234
  15. صوت الكاظمين _ العدد :231_232
  16. صوت الكاظمين _ العدد :53 _ 12 شوّال 1417 هجرية
  17. صوت الكاظمين _ العدد :43 _ 12 ذوالحجة 1416 هجرية
  18. صوت الكاظمين _ العدد :37 _ 12 جمادی الثانی 1416 ه.ق
  19. صوت الكاظمين _ العدد :الحادي عشر _ربيع الثاني 1414 ه
  20. صوت الكاظمين _ العدد :العاشر _ربيع الاول 1414 ه
  21. صوت الكاظمين _ العدد :التاسع _صفر 1414 ه
  22. صوت الكاظمين _ العدد :الثامن _محرم 1414 ه
  23. صوت الكاظمين _ العدد :السابع _ذوالحجة 1413 ه
  24. صوت الكاظمين _ العدد :السادس _ذوالقعدة 1413 ه
  25. صوت الكاظمين _ العدد :الخامس _شوال 1413 ه
  26. صوت الكاظمين _ العدد :الرابع _شهر الرمضان 1413 ه
  27. صوت الكاظمين _ العدد :الثالث _شعبان 1413 ه
  28. صوت الكاظمين _ العدد :الثاني _رجب 1413 ه
  29. صوت الكاظمين _ العدد :الاول _جمادي الثاني 1413 ه
  30. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 230-229. رمضان و شوال 1439 هـ
  31. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 228- 227. رجب المرجب و شعبان 1439 هـ
  32. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 226-225. جمادی الأولی والثانية 1439 هـ
  33. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 223-224 ربیع الأول والثاني 1439 هـ
  34. الكوثر العدد الرابع والعشرون - رجب 1432هـ
  35. الكوثر العدد الثالث والعشرون - رجب 1426
  36. الكوثر العدد العشرون محرّم 1425
  37. الكوثر العدد التاسع عشر رجب 1424
  38. الكوثر العدد الثامن عشر محرّم 1424
  39. الكوثر العدد السابع عشر رجب 1423
  40. الكوثر العدد السادس عشر محرّم 1423
  41. الكوثر العدد الخامس عشر رجب 1422
  42. الكوثر العدد الرابع عشر محرّم 1422
  43. الكوثر العدد الثالث عشر رجب 1421
  44. الكوثر العدد الثاني عشر محرم الحرام 1421
  45. صحیفة صوت الکاظمین 222-221 أشهر محرم الحرام و صفر 1439 هـ
  46. صحیفة صوت الکاظمین 219-220 أشهر ذي القعدة وذي الحجة 1438هـ . 2017م
  47. مجلة الکوثر - العدد السادس والثلاثون والسابع وثلاثون 36 - 37 - شهر رجب 1438هـ -2017م
  48. صحیفة صوت الکاظمین 216-218 أشهر رجب - شعبان - رمضان 1438هـ . نيسان / ايّار / حزيران 2017م
  49. مجلة الكوثر - العدد العاشر - محرم الحرام - سنة 1420 هـ
  50. مجلة الكوثر - العدد التاسع - رجب - سنة 1419 هـ
  51. مجلة الكوثر - العدد الثامن - محرم الحرام - سنة 1419 هـ
  52. مجلة الكوثر - العدد السابع - 20 جمادي الثاني - سنة 1418 هـ
  53. مجلة الكوثر - العدد السادس - محرم الحرام - سنة 1418 هـ
  54. مجلة الكوثر - العدد الخامس - 20 جمادي الثاني - سنة 1417 هـ
  55. مجلة الكوثر - العدد الرابع - محرم الحرام - سنة 1417 هـ
  56. مجلة الكوثر - العدد الثالث - 20 جمادي الثاني - سنة 1416 هـ
  57. مجلة الكوثر - العدد الثاني - محرم الحرام - سنة 1416 هـ
  58. مجلة الكوثر - العدد الاول - 20 جمادي الثاني يوم ولادة سيدة فاطمة الزهراء - سنة 1415 هـ
  59. مجلة عشاق اهل بیت 7
  60. مجلة عشاق اهل بیت 6
  61. مجلة عشاق اهل بیت 5
  62. مجلة عشاق اهل بیت 4
  63. مجلة عشاق اهل بیت 3
  64. مجلة عشاق اهل بیت 2
  65. مجلة عشاق اهل بیت 1
  66. صحیفة صوت الکاظمین 215-212 شهور ربیعین وجمادیین 1438هـ . دیسمبر / مارس2017م
  67. صحیفة صوت الکاظمین 210 -211 شهر محرم وصفر 1438هـ . أکتوبر/ نوفمبر 2016م
  68. صحیفة صوت الکاظمین 208 -209 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1437هـ .أغسطس/سبتمبر 2016م
  69. مجلہ عشاق اہل بیت 14و 15 ۔ ربیع الثانی 1437 ھ
  70. مجلہ عشاق اہل بیت 12و 13 ۔ ربیع الثانی 1436 ھ
  71. صحیفة صوت الکاظمین 206 -207 شهر رمضان وشوال 1437هـ .نیسان/أیار2016م
  72. مجلة الکوثر الرابع والثلاثون والخامس وثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م
  73. صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ .نیسان/ أیار 2016م
  74. صحیفة صوت الکاظمین 203-202 شهر جمادي الاول والثاني 1437هـ .فبرایر/مارس 2016م
  75. مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م
  76. صحیفة صوت الکاظمین 201-200 شهر ربیع الاول والثاني 1437هـ .دیسمبر/کانون الاول 2015م
  77. صحیفة صوت الکاظمین 198-199 شهر محرم الحرام وصفر 1436هـ .اکتبر/نوفمبر 2015م
  78. صحیفة صوت الکاظمین 196-197 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1436هـ . اغسطس/سبتمبر 2015م
  79. صحیفة صوت الکاظمین 194-195 شهر رمضان وشوال 1436هـ . حزیران/تموز 2015م
  80. صحیفة صوت الکاظمین 193 شهر شعبان 1436هـ . مایو/آیار 2015م
  81. صحیفة صوت الکاظمین 192 شهر رجب المرجب 1436هـ . ابریل /نیسان 2015م
  82. مجلة الکوثر الثاني والثلاثون - شهر رجب المرجب 1436هـ -2015م
  83. مجلة الکوثر الواحد والثلاثون - شهر محرم الحرام 1436هـ -2014م
  84. صحیفة صوت الکاظمین 190 -191 شهر جمادي الاول والثاني 1436هـ. فبرایر/شباط 2015مـ.
  85. صحیفة صوت الکاظمین 189 شهر ربیع الثاني 1436هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
  86. صحیفة صوت الکاظمین 188 شهر ربیع الاول 1436هـ. کانون الاول/ کانون الثاني 2014مـ.
  87. صحیفة صوت الکاظمین 187 شهر صفر المظفر 1436هـ. دیسمبر/ کانون الاول 2014مـ.
  88. صحیفة صوت الکاظمین 186 شهر محرم الحرام 1436هـ. اکتوبر/ تشرین الاول 2014مـ.
  89. صحیفة صوت الکاظمین 185 شهر ذي الحجة 1435هـ. سبتمبر/ أیلول 2014مـ.
  90. صحیفة صوت الکاظمین 184 شهر ذي القعدة 1435هـ. اغسطس/ اب 2014مـ.
  91. صحیفة صوت الکاظمین 183 شهر شوال المکرم 1435هـ. یولیو/تموز 2014مـ.
  92. صحیفة صوت الکاظمین 182 شهر رمضان 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
  93. مجلة الکوثر الثلاثون - شهر رجب المرجب 1435هـ -2014م
  94. صحیفة صوت الکاظمین 181 شهر شعبان المعظم 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
  95. صحیفة صوت الکاظمین 180 شهر رجب المرجب 1435هـ. مایو/أیار 2014مـ.
  96. صحیفة صوت الکاظمین 179 شهر جمادي الثاني 1435هـ. ابریل/نیسان 2014مـ.
  97. صحیفة صوت الکاظمین 178 شهر جمادي الأول 1435هـ. مارس/آذار 2014مـ.
  98. صحیفة صوت الکاظمین 177 شهر ربیع الثاني 1435هـ.فبرایر/شباط2014مـ.
  99. صحیفة صوت الکاظمین 176 شهر ربیع الأول 1435هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
  100. صحیفة صوت الکاظمین 175 شهرصفر 1435هـ. دیسمبر/کانون2013مـ.
  101. مجلة عشاق اهل بیت 11
  102. مجلة الکوثر التاسع والعشرون -شهر محرم الحرام 1435ه -2013م
  103. صحیفة صوت الکاظمین 174 شهر محرم الحرام1435
  104. صحیفة صوت الکاظمین 173 شهر ذي الحجة 1434
  105. صحیفة صوت الکاظمین 172 شهر ذي القعده
  106. مجلة عشاق اهل بیت شماره 10شوال 1434هـ
  107. صحیفة صوت الکاظمین 171 شهر شوال
  108. مجلة عشاق اهل بیت 8 - شوال 1333هـ
  109. مجلة عشاق اهل بیت 9 - ربیع الثانی 1334
  110. مجله الکوثر 28-رجب المرجب1434 هـ 2012 م
  111. مجله الکوثر 27-محرم الحرام1434 هـ 2012 م
  112. صوت الكاظمین-العدد 170-رمضان 1434 هـ -یولیو/تموز2013 م .
  113. مجلة صوت الکاظمین العدد166
  114. صوت الكاظمین-العدد 169-شعبان المعظم 1434 هـ - یونیو 2012 م .
  115. صوت الكاظمین-العدد 168-رجب المرجب 1434 هـ - مایو 2012 م .
  116. صوت الكاظمین-العدد 167 -جمادی الثانی 1434 هـ - أبریل 2013 م .
  117. صوت الكاظمین-العدد 165-ربیع الثانی 1434 هـ - فیرایر 2012 م .
  118. صوت الكاظمین-العدد 164-ربيع الاول 1434 هـ - يناير 2013 م .
  119. صوت الكاظمین-العدد 149-ذی الحجة 1432هـ - أکتوبر 2011 م .
  120. صوت الكاظمین-العدد 150-محرم الحرام 1433 هـ - نوفمبر 2011 م .
  121. صوت الكاظمین-العدد 151-صفر المظفر 1433 هـ - ینایر 2012 م .
  122. صوت الكاظمین-العدد 152-ربع الأول الخیر 1433 هـ - فبرایر 2012 م .
  123. صوت الكاظمین-العدد 153-ربیع الثانی1433 هـ - مارس 2012 م .
  124. صوت الكاظمین-العدد 154-جمادی الأولی 1433هـ - مایو 2012 م .
  125. صوت الكاظمین-العدد 155-جمادی الثانی 1433 هـ - یونیو 2012 م .
  126. صوت الكاظمین-العدد 157-شعبان المعظم 1433 هـ - اغسطس 2012 م .
  127. صوت الكاظمین-العدد 156-رجب المجرب 1433 هـ - یولیو 2012 م .
  128. صوت الكاظمین-العدد 158-رمضان الکریم 1433هـ - اغسطس 2012 م .
  129. صوت الكاظمین-العدد 159-شوال 1433هـ - سبتمبر 2012 م .
  130. صوت الكاظمین-العدد 160-ذی القعدیة 1433 هـ - سبتمبر 2012 م .
  131. صوت الكاظمین-العدد 161-ذی الحجة 1433 هـ - آکتوبر 2012 م .
  132. صوت الكاظمین-العدد 162-محرم الحرام 1434 هـ - نوفمبر 2012 م .
  133. صوت الكاظمین-العدد 164-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
  134. صوت الكاظمین-العدد 163-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
  135. مجله الکوثر 26-العدد السادس والعشرون رجب المرجب 1433هـ 2012م
  136. مجلة الکوثر 25

الخصائص القرآن الکریم:شیخ طالب الخزاعي

القرآن الكريم ليس كتاب تلاوة يُتلى في الصلاة، وفي المساجد، ويقرأ على أرواح الموتى، وليس كتاب يقرأ على المرضى للشفاء أو الطمأنينة، أو لطلب الرزق، فهذا وإن كان مندوباً ومرغوباً إلاّ أنّ القرآن الكريم ليس كذلك فحسب، بل هو النور الصادر من نور السماوات والأرض، ولهذا فعظمته جاءت من عظمة الله تعالى، فهو نور للإنسانية جمعاء يهديها ويرشدها وينوّر أساليبها ووسائلها؛ لتسمو وتتكامل وترتقي في سلَّم الهداية؛ لتحقّق الخلافة الحقيقية في الأرض.
وبهذا النور الخالد تتوجه الإنسانية إلى تغيير واقعها بتحويل نصوص القرآن إلى مشاعر وأحاسيس وعلاقات وارتباطات مُتجسّدة في الواقع.
ونور القرآن ينوّر العقل والقلب والضمير والإرادة، وينوّر السلوك والممارسات، وينوّر الحياة بأسرها وفي جميع مظاهرها ومجالاتها، فهو نور متحرك لا يسكن في حنايا النفس وأغوار الضمير، بل يتحرك نحو الواقع.
ونورانيته تتجلى بعصمته وإعجازه وأحقيته، لتنطلق إلى هداية عالم الضمير وعالم الواقع على حدّ سواء.
ومن مظاهر هذه النورانية، هي:
أوّلاً: حقانية القرآن الكريم
من الحقائق الثابتة للقرآن الكريم أنّه كتاب حقّ لا ريب فيه. حقّ في مصدره، وحقّ في نزوله، وحقّ في أهدافه وغاياته، وحقّ في أساليبه ووسائله، وحقّ في براهينه وأدلّته، هذه الأحقية بديهية؛ لأنّه صادر من الله تعالى وهو العليم اللامتناهي، وهو المهيمن على الكون والحياة والإنسان وهو الخالق المحيط بسكنات الإنسان وحركاته، لا تخفى عليه خافية، فيكون كلّ ما جاء به حقّ؛ لأنه لم يصدر عن إنسان محدود بجميع مظاهر المحدودية، في فكره وعاطفته وسلوكه.
فالإنسان المحدود لا يمكن أنْ يمثّل الحقّ المطلق، ولا يمكن أنْ يكون كل ما صدر منه حقّاً مطلقاً ما لم يكن مرتبطاً بالله تعالى.
وعلى ضوء هذه الحقانية يكون المخالف للقرآن الكريم في فكره وسلوكه مخالفاً للحقّ، فمن لم يكن مع القرآن لم يكن مع الحقّ؛ لأنّ القرآن الكريم فرقان وتقاس على ضوئه الأفكار والاتجاهات، والمواقف والأحداث، والأشخاص والتيارات والجماعات، فإذا كانت موافقة له ومنسجمة مع مفاهيمه وقيمه وموازينه، فهي الحقّ، وإن كانت مخالفة له وغير منسجمة مع ثوابته فهي الباطل.
قال تعالى:(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)(1).
وقال تعالى:(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرا)(2).
فقد سُمّي القرآن بالفرقان؛ لأنّه يفرّق بين الحق والباطل، أي هو الفيصل بينهما، وهو الفيصل بين الحقّ، وبين الحق الملتبس بالباطل والذي يكمن فيه الخلط بين الحقّ والباطل، أو الأخذ ببعض الحق، ولذا فمن يأخذ ببعض ما جاء في القرآن ويترك البعض الآخر لا يصح أن نقول له أنّه حق؛ لأنّ الحق واحد لا يقبل التبعيض.
والقرآن هو الميزان والمعيار في حال التباس الأُمور واختلاط المفاهيم والقيم، وهو الذي توزن به جميع الآراء والمواقف والشخصيات والكيانات، وكذلك توزن به الأحاديث الشريفة؛ لمعرفة صحّة صدورها من المعصوم.
وممّا يؤيد ذلك قول رسول الله|: (إنّ على كلِّ حقّ حقيقة، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه) (3).
وأيضاً قال حفيده الصادق×: (كلُّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف) (4).
ثانياً: عصمة القرآن الكريم
قال تعالى:(وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(5).
القرآن كتاب الله وقد تعهّد وتكفّل الخالق العظيم بحفظه وصونه من كلّ تحريف أو تزييف، حيث قال (جلّ وعلا):(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(6)، فهذا العهد الإلهي للقرآن بالحفظ والصون، يجعلنا نقطع بعدم وصول يدِ التحريف إليه، أو أنْ تطوله براثن الباطل بأي شكل من الأشكال، وهذا أمر طبيعي؛ لأنه كلام الله (عزّ وجلّ).
والمقصود من التحريف هو التحريف اللغوي والذي يتعلّق بنقصان أو زيادة في آياته وكلماته، وهذا غير حاصل على مرّ التاريخ، فالقرآن الذي نتداوله هو القرآن نفسه الذي أُنزل على رسول الله|.
وقد اتفق المسلمون على صيانته من التحريف اللغوي أو اللفظي، أمّا المعنوي فهو وإنْ كان يحصل أحياناً إلاّ أنّه لا وزن له بعد الرجوع إلى الروايات الشريفة الصادرة عن أهل البيت:، لترشدنا إلى معرفة أصوب المعاني وأقربها إلى روح القرآن. وبما أنّ القرآن محفوظ ومصون من التحريف؛ فهو باقٍ على ثوابته، ومنها الهداية للتي هي أقوم.
فهو كتاب هداية كما قال الله تعالى:(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)(7)، وأيضاً قال سبحانه وتعالى:(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)(8)، وحيث أنّه كتاب لا شكّ فيه، ولا خطأ، ولا باطل، فهو هدىً للمتقين.
فعلى مَنْ أراد الهداية والكمال والوصول إلى المطلوب وهو الحق جلّ وعلا، فعليه أن يتمسك بآيات الله وبأحكامه، التي يعتبر القرآن الكريم مصدرها التشريعي الأوّل.
وقد أشار إلى ذلك أمير المؤمنين× عند وصفه لكتاب الله العزيز قائلاً: (واعلموا أنّ هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدِّث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحدٌ إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في الهدى أو نقصان في العمى، اعلموا أنّه ليس على أحدٍ بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنىً، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوه على لاوائكم، فإنّه فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق، والغيّ والضلال) (9).
فقد أشار الإمام علي× إلى دور القرآن في علاج الأمراض الفكرية والنفسية والأخلاقية، ودوره في إصلاح النفس والمجتمع، وتحريكه نحو الاستقامة والتكامل والسمو، وهذا الدور يستشعره القارئ المتفاعل مع آيات القرآن الباهرة حين تمتزج بلسانه وعقله وقلبه وضميره فيتوجه نحو الآفاق الأرحب والاهتمامات العليا.
ثالثاً: نورانيّة القرآن الكريم
قال تبارك وتعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً)(10).
وقال سبحانه وتعالى:(قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(11).
لقد وصف الله(عزّ وجلّ) القرآن بالنورانية، وهذه من حقائقه المميّزة له عن أيّ كتاب، فنور القرآن يشرق بآياته على قلوب المؤمنين فيطهّرها من درن المعاصي وكدر الذنوب، حتى يكونوا على مستوى تقبّل الفيوضات والتجليات الإلهيّة(12)، لينطلقوا بالمجتمع برسالة النور الإلهية التي كفّلت بسعادة الإنسانية، ولينقلوا الناس من أجواء الجاهلية إلى رحاب الحقائق الإسلاميّة.
ولهذه الحقيقة القرآنية أشار سيّد الوصيّين× بقوله: (ثمّ أنزل عليه الكتاب نوراً لا تُطفأ مصابيحه، وسراجاً لا يخبو توقُّده، وبحراً لا يُدرك قعره، ومنهاجاً لا يُضلُّ لهجُهُ، وشعاعاً لا يُظلم ضوئه، وفرقاناً لا يخمدُ برهانه، وتبياناً لا تهدم أركانه) (13).
فلا يمكن لغير النور أن يضيء الظلمات فيكشفها، وبما أنّه نور فهو مخرج للذين يهتدون به من الظلمات إلى النور، كما قال الله تعالى:(الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)(14)، فالقرآن الكريم يخرج الإنسان من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة، ومن ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ومن ظلمات الظُلْم إلى نور العدل، ومن ظلمات الذنوب إلى نور التزكية والطهارة.
ومن لطافة التعبير القرآني في الآية المتقدّمة، هو الإتيان بلفظ النور مفرداً وبالظلمات جمعاً، وهذا لوجود نكتة مهمة، قد أشار إليها العلاّمة الطباطبائي& في تفسيره وهي: (للإشارة إلى أنّ الحقّ واحد لا اختلاف فيه، كما أنّ الباطل متشتت مختلف لا وحدة فيه، قال تعالى:(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ)(15)، (16).
ولو دقّقنا النظر في القرآن الكريم لوجدناه يصف المبلّغ له النبي| بقوله تعالى:)يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً((17)، فإنّه قد وصف النبي2 بأنّه نور، وهذا ممّا يكشف عن عمق العلاقة القويّة والرابطة الوثيقة بين الكتاب العزيز الذي هو نور وبين الحامل والمبلّغ له والرسول الذي نزل عليه.
رابعاً: تبيانيّة القرآن لكلِّ شيء
قال تعالى:(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)(18).
من حقائق الكتاب العزيز هو أنّه تبيان لكلّ شيء، وهذه الحقيقة لم تكن مقيّدة بشيء، بل أنّ الله (سبحانه وتعالى) جعل القرآن الكريم المبيّن لكلّ ما يطلق عليه بالشيئية.
فهو أي الكتاب العزيز الهدى والموعظة والبصيرة وغيرها، من هنا جعله الحكيم (جلّ وعلا) منبع لكل الأُمور الجارية في العالم، باعتباره الكتاب المبين الجامع لهذه الحقائق والقضايا، كما روي عن الإمام الصادق× أنّه قال: (إنّ الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كلّ شيء حتى والله ما ترك شيئاً تحتاج إليه العباد، حتى لا يستطيع عبد يقول: لو كان هذا أنزل في القرآن، إلاّ وقد أنزله الله فيه) (19).
وقد ورد أيضاً عن إمامنا باقر علوم آل محمد× أنّه قال: (إنّ الله تبارك وتعالى لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأمّة إلاّ أنزله في كتابه وبيّنه لرسوله2 وجعل لكلّ شيء حدّاً، وجعل عليه دليلاً يدلُّ عليه، وجعل على مَنْ تعدى ذلك الحدّ حدّاً) (20).
وبما أنّ القرآن التبيان والمحيط بكلّ شيء فهو مبين، أي واضح وفي غاية الوضوح والظهور كما قال الله تعالى:(إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِين)(21).
وعلى ضوء تبيانيّة القرآن لكلّ شيء، فإنّ المسلمين مكلّفون بجعله دستوراً لحياتهم السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والأخلاقية، والتخلي عن الدساتير الغربية والشرقية، بمعنى الاعتماد عليه كليّاً والاستغناء عن غيره، وهو الكفيل بإصلاح وإنقاذ مجتمعاتنا الإسلاميّة من جميع ألوان الاضطراب والتخبط والقلق، وهو الكفيل بإحلال الأمان والسعادة والعدالة إنْ روعيت مفاهيمه وقيمه في التطبيق العملي.
خامساً: إعجازية القرآن الكريم
قال تعالى:(قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)(22).
وقال سبحانه:(وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ)(23).
المعجزة تطلق على كلِّ أمر خارق للعادة، إذا قُرِنَ بالتحدي وسَلِمَ عن المعارضة، يظهره الله على يد أنبيائه؛ ليكون دليلاً على صدق رسالتهم.
قال ابن خلدون: (فاعلم أنّ أعظم المعجزات وأشرفها وأوضحها دلالة القرآن الكريم المُنْزَل على نبينا محمد|. فإنّ الخوارق في الغالب تقع مغايرة للوحي الذي يتلقاه النبي ويأتي بالمعجزة شاهدة بصدقه، والقرآن هو بنفسه الوحي المدعى، وهو الخارق المعجز، فشاهده في عينه ولا يفتقر إلى دليل مغاير له كسائر المعجزات مع الوحي، فهو أوضح دلالة لاتحاد الدليل والمدلول فيه).
وهذا معنى قوله|: (ما نبي من الأنبياء إلاّ وأُتيّ من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنّما كان الذي أُوتيته وحياً أوحي إليّ، فأنا أرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة). يشير إلى أنّ المعجزة متى كانت بهذه المثابة في الوضوح وقوة الدلالة وهو كونها نفس الوحي كان الصدق لها أكثر لوضوحها، فكثر المصدّق المؤمن وهو التابع والأُمّة (24).
إنّ من أهم الشواهد الاعجازية والتي يمكن أنْ يستفيدها من يتدبر القرآن الكريم ويتفكّر بآياته، وتدلّ على أنّه كتاب سماوي يتحدى ما سواه في الإعجاز والبيان، وإيصال المفاهيم والأحكام بجميع أشكالها إلى الناس هي:
1 عدم الاختلاف في الأسلوب
إنّ القرآن الكريم نزل تدريجاً، أو نجوماً في مدّة (ثلاثة وعشرين سنة)، في فترات مختلفة وأحوال متفاوتة، ومع ذلك لم نجد أيّ اختلاف في أُسلوب بلاغته الخارقة المعجزة خلال هذه الفترة الطويلة، بل كان بنفس أسلوبه الرائع من أول سورة العلق إلى آخر سورة وهي سورة النصر.
2 عدم الاختلاف في المضمون
إنّ القرآن الكريم استعرض جميع الشؤون المرتبطة بالإنسانية كمعرفة المبدأ، والمعاد، والفضائل الأخلاقية، والقوانين الاجتماعية والفردية، والقصص والعبر، والمواعظ والأمثال، خلال مدة تبليغ النبي| التي هي ثلاث وعشرين سنة، فلم نجد فيه اختلافاً أو تناقضاً في معارفه، أو حكمه، أو قوانينه، بل نشاهده في غاية الجودة وقوّة الترابط بين أصوله وفروعه، فهذا يوجب على كلّ محقق ومدقق وطالب للحقيقة أنْ يذعن ويعترف بأنّ الكتاب العزيز هو من عند الله (عزّ وجلّ)، كما قال الله سبحانه وتعالى:(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً)(25).
3 الإخبار عن الغيب
إنّ الإخبار عن الغيب، أو المغيبات، وعن شؤون البشر في مستقبل أدواره وأطواره، وما يلم به من ملاحم وفتن، إنْ دلّ على شيء فإنّما يدلّ على كون القرآن كتاباً سماوياً أوحاه (الله سبحانه) إلى خاتم أنبيائه الذين اصطفاهم من البشر.
ومن أمثلة إخبارات القرآن الغيبية والمستقبلية:
التنبؤ بانتصار الروم، قال (سبحانه وتعالى):)الم * غُلِبَتْ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ((26).
وقد تحقّق ما أخبر عنه الكتاب العزيز.
ومن جملة القضايا التي أخبر عنها القرآن هي كثرة ذريّة النبي2، قال سبحانه:(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ)(27).
جاءت هذه السورة ردّاً على الذين استهزأوا برسول الله| وادعوا أنّه أبتر، أي لا ذرية له، ولكنّ القرآن الكريم أخبر بخلاف مدّعاهم، فقد امتدّ رسول الله| بذريته امتداداً واقعياً ومعنوياً، امتداد النسل، وامتداد المنهج، وامتداد المسيرة التكاملية.
وعلى ضوء هذه الخصائص السامية للقرآن الكريم ينبغي أن يكون حاكماً على أفكارنا وعواطفنا وممارساتنا، وأنْ نجعله ميزاناً لتقييم وتقويم الأشخاص والقادة والكيانات الاجتماعية والسياسية، وكذلك الأحداث والمواقف، فهو الكفيل بتغيير الواقع المأساوي الذي تعيشه البشرية، ليوجهها نحو العدالة والسعادة والأمان.
الهوامش
(1) سورة البقرة: 185.
(2) سورة الفرقان: 1.
(3) الكليني، الكافي 1: 55.
(4) الكليني، الكافي 1: 55.
(5) سورة فصّلت: 41 42.
(6) سورة الحجر: 9.
(7) سورة الإسراء: 9.
(8) سورة البقرة: 2.
(9) البروجردي، جامع أحاديث الشيعة 15: 63.
(10) سورة النساء: 174 175.
(11) سورة المائدة: 15 16.
(12) روي عن الإمام الصادق× أنّه قال:(لقد تجلّى الله لخلقه بكلامه ولكن لا يبصرون). الزركشي، البرهان 1: 452.
(13) محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار 89: 21.
(14) سورة إبراهيم: 1.
(15) سورة الأنعام: 153.
(16) محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن 2: 346.
(17) سورة الأحزاب: 45 46.
(18) سورة النحل: 89.
(19) الكليني، الكافي 1: 59.
(20) الكليني، الكافي 1: 59.
(21) سورة يس: 69.
(22) سورة الإسراء: 88.
(23) سورة البقرة: 23.
(24) ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون 1: 95.
(25) سورة النساء: 82.
(26) سورة الروم: 82.
(27) سورة الكوثر: 1 3.