ارسال السریع للأسئلة
تحدیث: ١٤٤٥/٨/١٥ من نحن منشورات مقالات الصور صوتيات فيديو أسئلة أخبار التواصل معنا
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
  1. صوت الكاظمين _ العدد: 260 - 259. ربيع الأول و ربيع الثاني 1442 هـ
  2. صوت الكاظمين _ العدد: 258 - 257. محرم الحرام و صفر 1442 هـ
  3. صوت الكاظمين _ العدد: 256 - 255. ذي القعدة و ذي الحجة 1441 هـ
  4. صوت الكاظمين _ العدد: 254 - 253. رمضان الکريم وشوال 1441 هـ
  5. صوت الكاظمين _ العدد: 252 - 251. رجب المرجب و شعبان 1441 هـ
  6. صوت الكاظمين _ العدد: 250 - 249. جمادي الأولی و الثانية 1441 هـ
  7. صوت الكاظمين _ العدد: 248 - 247. ربيع الأول و ربيع الثاني 1441 هـ
  8. صوت الكاظمين _ العدد: 246 - 245. محرم الحرام و صفر 1441 هـ
  9. صوت الكاظمين _ العدد: 243 - 242. ذي القعدة وذي الحجة 1440 هـ
  10. صوت الكاظمين _ العدد: 242 - 241. رمضان الکريم وشوال 1440 هـ
  11. صوت الكاظمين _ العدد :239_240
  12. صوت الكاظمين _ العدد :237_238
  13. صوت الكاظمين _ العدد :235_236
  14. صوت الكاظمين _ العدد :233_234
  15. صوت الكاظمين _ العدد :231_232
  16. صوت الكاظمين _ العدد :53 _ 12 شوّال 1417 هجرية
  17. صوت الكاظمين _ العدد :43 _ 12 ذوالحجة 1416 هجرية
  18. صوت الكاظمين _ العدد :37 _ 12 جمادی الثانی 1416 ه.ق
  19. صوت الكاظمين _ العدد :الحادي عشر _ربيع الثاني 1414 ه
  20. صوت الكاظمين _ العدد :العاشر _ربيع الاول 1414 ه
  21. صوت الكاظمين _ العدد :التاسع _صفر 1414 ه
  22. صوت الكاظمين _ العدد :الثامن _محرم 1414 ه
  23. صوت الكاظمين _ العدد :السابع _ذوالحجة 1413 ه
  24. صوت الكاظمين _ العدد :السادس _ذوالقعدة 1413 ه
  25. صوت الكاظمين _ العدد :الخامس _شوال 1413 ه
  26. صوت الكاظمين _ العدد :الرابع _شهر الرمضان 1413 ه
  27. صوت الكاظمين _ العدد :الثالث _شعبان 1413 ه
  28. صوت الكاظمين _ العدد :الثاني _رجب 1413 ه
  29. صوت الكاظمين _ العدد :الاول _جمادي الثاني 1413 ه
  30. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 230-229. رمضان و شوال 1439 هـ
  31. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 228- 227. رجب المرجب و شعبان 1439 هـ
  32. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 226-225. جمادی الأولی والثانية 1439 هـ
  33. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 223-224 ربیع الأول والثاني 1439 هـ
  34. الكوثر العدد الرابع والعشرون - رجب 1432هـ
  35. الكوثر العدد الثالث والعشرون - رجب 1426
  36. الكوثر العدد العشرون محرّم 1425
  37. الكوثر العدد التاسع عشر رجب 1424
  38. الكوثر العدد الثامن عشر محرّم 1424
  39. الكوثر العدد السابع عشر رجب 1423
  40. الكوثر العدد السادس عشر محرّم 1423
  41. الكوثر العدد الخامس عشر رجب 1422
  42. الكوثر العدد الرابع عشر محرّم 1422
  43. الكوثر العدد الثالث عشر رجب 1421
  44. الكوثر العدد الثاني عشر محرم الحرام 1421
  45. صحیفة صوت الکاظمین 222-221 أشهر محرم الحرام و صفر 1439 هـ
  46. صحیفة صوت الکاظمین 219-220 أشهر ذي القعدة وذي الحجة 1438هـ . 2017م
  47. مجلة الکوثر - العدد السادس والثلاثون والسابع وثلاثون 36 - 37 - شهر رجب 1438هـ -2017م
  48. صحیفة صوت الکاظمین 216-218 أشهر رجب - شعبان - رمضان 1438هـ . نيسان / ايّار / حزيران 2017م
  49. مجلة الكوثر - العدد العاشر - محرم الحرام - سنة 1420 هـ
  50. مجلة الكوثر - العدد التاسع - رجب - سنة 1419 هـ
  51. مجلة الكوثر - العدد الثامن - محرم الحرام - سنة 1419 هـ
  52. مجلة الكوثر - العدد السابع - 20 جمادي الثاني - سنة 1418 هـ
  53. مجلة الكوثر - العدد السادس - محرم الحرام - سنة 1418 هـ
  54. مجلة الكوثر - العدد الخامس - 20 جمادي الثاني - سنة 1417 هـ
  55. مجلة الكوثر - العدد الرابع - محرم الحرام - سنة 1417 هـ
  56. مجلة الكوثر - العدد الثالث - 20 جمادي الثاني - سنة 1416 هـ
  57. مجلة الكوثر - العدد الثاني - محرم الحرام - سنة 1416 هـ
  58. مجلة الكوثر - العدد الاول - 20 جمادي الثاني يوم ولادة سيدة فاطمة الزهراء - سنة 1415 هـ
  59. مجلة عشاق اهل بیت 7
  60. مجلة عشاق اهل بیت 6
  61. مجلة عشاق اهل بیت 5
  62. مجلة عشاق اهل بیت 4
  63. مجلة عشاق اهل بیت 3
  64. مجلة عشاق اهل بیت 2
  65. مجلة عشاق اهل بیت 1
  66. صحیفة صوت الکاظمین 215-212 شهور ربیعین وجمادیین 1438هـ . دیسمبر / مارس2017م
  67. صحیفة صوت الکاظمین 210 -211 شهر محرم وصفر 1438هـ . أکتوبر/ نوفمبر 2016م
  68. صحیفة صوت الکاظمین 208 -209 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1437هـ .أغسطس/سبتمبر 2016م
  69. مجلہ عشاق اہل بیت 14و 15 ۔ ربیع الثانی 1437 ھ
  70. مجلہ عشاق اہل بیت 12و 13 ۔ ربیع الثانی 1436 ھ
  71. صحیفة صوت الکاظمین 206 -207 شهر رمضان وشوال 1437هـ .نیسان/أیار2016م
  72. مجلة الکوثر الرابع والثلاثون والخامس وثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م
  73. صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ .نیسان/ أیار 2016م
  74. صحیفة صوت الکاظمین 203-202 شهر جمادي الاول والثاني 1437هـ .فبرایر/مارس 2016م
  75. مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م
  76. صحیفة صوت الکاظمین 201-200 شهر ربیع الاول والثاني 1437هـ .دیسمبر/کانون الاول 2015م
  77. صحیفة صوت الکاظمین 198-199 شهر محرم الحرام وصفر 1436هـ .اکتبر/نوفمبر 2015م
  78. صحیفة صوت الکاظمین 196-197 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1436هـ . اغسطس/سبتمبر 2015م
  79. صحیفة صوت الکاظمین 194-195 شهر رمضان وشوال 1436هـ . حزیران/تموز 2015م
  80. صحیفة صوت الکاظمین 193 شهر شعبان 1436هـ . مایو/آیار 2015م
  81. صحیفة صوت الکاظمین 192 شهر رجب المرجب 1436هـ . ابریل /نیسان 2015م
  82. مجلة الکوثر الثاني والثلاثون - شهر رجب المرجب 1436هـ -2015م
  83. مجلة الکوثر الواحد والثلاثون - شهر محرم الحرام 1436هـ -2014م
  84. صحیفة صوت الکاظمین 190 -191 شهر جمادي الاول والثاني 1436هـ. فبرایر/شباط 2015مـ.
  85. صحیفة صوت الکاظمین 189 شهر ربیع الثاني 1436هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
  86. صحیفة صوت الکاظمین 188 شهر ربیع الاول 1436هـ. کانون الاول/ کانون الثاني 2014مـ.
  87. صحیفة صوت الکاظمین 187 شهر صفر المظفر 1436هـ. دیسمبر/ کانون الاول 2014مـ.
  88. صحیفة صوت الکاظمین 186 شهر محرم الحرام 1436هـ. اکتوبر/ تشرین الاول 2014مـ.
  89. صحیفة صوت الکاظمین 185 شهر ذي الحجة 1435هـ. سبتمبر/ أیلول 2014مـ.
  90. صحیفة صوت الکاظمین 184 شهر ذي القعدة 1435هـ. اغسطس/ اب 2014مـ.
  91. صحیفة صوت الکاظمین 183 شهر شوال المکرم 1435هـ. یولیو/تموز 2014مـ.
  92. صحیفة صوت الکاظمین 182 شهر رمضان 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
  93. مجلة الکوثر الثلاثون - شهر رجب المرجب 1435هـ -2014م
  94. صحیفة صوت الکاظمین 181 شهر شعبان المعظم 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
  95. صحیفة صوت الکاظمین 180 شهر رجب المرجب 1435هـ. مایو/أیار 2014مـ.
  96. صحیفة صوت الکاظمین 179 شهر جمادي الثاني 1435هـ. ابریل/نیسان 2014مـ.
  97. صحیفة صوت الکاظمین 178 شهر جمادي الأول 1435هـ. مارس/آذار 2014مـ.
  98. صحیفة صوت الکاظمین 177 شهر ربیع الثاني 1435هـ.فبرایر/شباط2014مـ.
  99. صحیفة صوت الکاظمین 176 شهر ربیع الأول 1435هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
  100. صحیفة صوت الکاظمین 175 شهرصفر 1435هـ. دیسمبر/کانون2013مـ.
  101. مجلة عشاق اهل بیت 11
  102. مجلة الکوثر التاسع والعشرون -شهر محرم الحرام 1435ه -2013م
  103. صحیفة صوت الکاظمین 174 شهر محرم الحرام1435
  104. صحیفة صوت الکاظمین 173 شهر ذي الحجة 1434
  105. صحیفة صوت الکاظمین 172 شهر ذي القعده
  106. مجلة عشاق اهل بیت شماره 10شوال 1434هـ
  107. صحیفة صوت الکاظمین 171 شهر شوال
  108. مجلة عشاق اهل بیت 8 - شوال 1333هـ
  109. مجلة عشاق اهل بیت 9 - ربیع الثانی 1334
  110. مجله الکوثر 28-رجب المرجب1434 هـ 2012 م
  111. مجله الکوثر 27-محرم الحرام1434 هـ 2012 م
  112. صوت الكاظمین-العدد 170-رمضان 1434 هـ -یولیو/تموز2013 م .
  113. مجلة صوت الکاظمین العدد166
  114. صوت الكاظمین-العدد 169-شعبان المعظم 1434 هـ - یونیو 2012 م .
  115. صوت الكاظمین-العدد 168-رجب المرجب 1434 هـ - مایو 2012 م .
  116. صوت الكاظمین-العدد 167 -جمادی الثانی 1434 هـ - أبریل 2013 م .
  117. صوت الكاظمین-العدد 165-ربیع الثانی 1434 هـ - فیرایر 2012 م .
  118. صوت الكاظمین-العدد 164-ربيع الاول 1434 هـ - يناير 2013 م .
  119. صوت الكاظمین-العدد 149-ذی الحجة 1432هـ - أکتوبر 2011 م .
  120. صوت الكاظمین-العدد 150-محرم الحرام 1433 هـ - نوفمبر 2011 م .
  121. صوت الكاظمین-العدد 151-صفر المظفر 1433 هـ - ینایر 2012 م .
  122. صوت الكاظمین-العدد 152-ربع الأول الخیر 1433 هـ - فبرایر 2012 م .
  123. صوت الكاظمین-العدد 153-ربیع الثانی1433 هـ - مارس 2012 م .
  124. صوت الكاظمین-العدد 154-جمادی الأولی 1433هـ - مایو 2012 م .
  125. صوت الكاظمین-العدد 155-جمادی الثانی 1433 هـ - یونیو 2012 م .
  126. صوت الكاظمین-العدد 157-شعبان المعظم 1433 هـ - اغسطس 2012 م .
  127. صوت الكاظمین-العدد 156-رجب المجرب 1433 هـ - یولیو 2012 م .
  128. صوت الكاظمین-العدد 158-رمضان الکریم 1433هـ - اغسطس 2012 م .
  129. صوت الكاظمین-العدد 159-شوال 1433هـ - سبتمبر 2012 م .
  130. صوت الكاظمین-العدد 160-ذی القعدیة 1433 هـ - سبتمبر 2012 م .
  131. صوت الكاظمین-العدد 161-ذی الحجة 1433 هـ - آکتوبر 2012 م .
  132. صوت الكاظمین-العدد 162-محرم الحرام 1434 هـ - نوفمبر 2012 م .
  133. صوت الكاظمین-العدد 164-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
  134. صوت الكاظمین-العدد 163-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
  135. مجله الکوثر 26-العدد السادس والعشرون رجب المرجب 1433هـ 2012م
  136. مجلة الکوثر 25

أنوار فاطمية وإشراقات نورانيّة - حامدة جاودان

انوارفاطمیّة وإشراقات نورانیّة
 
«الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ، والشفاء بما قدّم من عمومِ
نعمٍ أبداها وسبوغِ آلاءٍ أجلاها، وتمامِ مننٍ والاها، جمَّ عن الإحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الإدراک لُبُدها، والصلاة والسلام على تمامِ عدّة المرسلين وخاتم النبيّين المصطفى الأمجد أبي القاسم محمّد وعلى آله الأطيبين الأطهرين الذين فرضت طاعتهم وولايتهم ووجبت حقوقهم ومودّتهم ، سيّما سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلّين ».
وبعد؛ كنّا ولا زلنا في رحاب (فاطمة ) صلوات الله عليها، كان الحديث عنها في العدد السابق تحت عنوان (شذراتٌ عذراء)، وأمّا الآن فيكون الحديث عنها تحت عنوان (أنوار فاطميّة ) وقبل أن أبدأ بهذه الأنوار اُريد أن أذكر مقدّمتين كما ذكرت سابقآ حيث ذكرت في البحث السابق ثلاثة معانٍ للدعاء مع سببين لعدم استجابة الدعاء وهنا أحببتُ أن أذكر سببين كذلک مع صورةٍ إجماليّة عن العبادة .
أقول  :
إنّ الدعاء يمكن القول عنه أنّه تعبير طبيعي عن إحساس نفسي وشعوري لدى الإنسان الذي يدرک وجود حقيقتين في حياته (حقيقة الله سبحانه وتعالى ) و(حقيقة الإنسان ).
ويدرک كذلک النسبة الحقيقيّة الواقعيّة المعلومة بين الوجودين وجود (الله جلّ جلاله )، الذي هو مصدر الغنى والكمال والإفاضة في هذا العالم ، ووجود (الإنسان ) الذي هو وعاء الفقر والحاجة والمسكنة ، المتقدّم بالإفاضة والعطاء المستمرّ.
فهذا التصوّر للعلاقة الحقيقيّة بين الوجودين : وجود (إلهي ) هو المبدأ والمصدر في إيجاد الإنسان ، وإفاضة الخير والرحمة والبقاء كلّية ، ووجود (إنساني ) صادر عن ذلک المبدأ، ومتعلّق به ومتوقّف عليه ومتوجّه نحوه فقره وحاجته في كلّ شيء في استمرار بقائه في استقامة حياته في رُقيّه وتكامله ، في إصلاح نفسه ومدّه بحاجاته ، في إعانته على مشاكله ومصاعبه في إنقاذه وخلاصه ، وإلى آخره .
فإنّ هذا التصوّر هو الذي يفرض هذه العلاقة وينتج هذا الشعور الذي يقود إلى توجّه النفس البشريّة إلى مبدئها الذي يهبها ويمنحها ما يوفي لها كمالها ويحفظ وجودها ويسدّ فقرها.
ثمّ لا يتوقّف الإحساس بالحاجة والشعور بالحيرة والرغبة في التوجّه إلى قوّة تساعد الإنسان على الإنقاذ والخلاص .
بل يجب على المؤمن وحده ، بل هو إحساس بشري عام ، يستوي فيه المؤمن بالله جلّ جلاله والكافر به .
إلّا أنّ الناس ليسوا سواء في تفسير هذا الإحساس ، وتوجيه الشعور وجهته الفطريّة ، رغم إحساس الجميع به ، وشعورهم بضغطه ، فما من إنسان إلّا وينتابه العجز والحيرة ، ويشعر بالضيق ويحسّ بالحاجة إلى قوّة تسعفه وتنقذه من محنته وحيرته وتقطع يأسه وشعوره بالعجز والضياع في هذا العالم .
وعند هذا الحدّ من الإحساس المشترک بين أفراد النوع الإنساني يبدأ الافتراق بين المؤمن بالله والكافر به .
فالمؤمن يعرف مصدر توجّهه ومبدأ حياته وهو (الله سبحانه وتعالى ) فيتوجّه إليه بروح مؤمنة مملوءة بالأمل والثقة والرجاء، في حين يظلّ نقيضه الكافر بالله جلّ جلاله يعيش حالة من الحيرة والضياع والبحث غير المجدي ، وهو يعيش الإحساس ذاته ، ولكن لا يدري إلى أين توجّه ولا يعرف الجهة التي تبثّ هذا الإحساس والألم ، ولا يستطيع اكتشاف الرحمة والحنان ، لذلک فهو يحمل هذا الإحساس بين جنبيه واُمور تباعد بينه وبين الاستقرار والطمأنينة ، ويأسآ يسدّ أمامه منافذ الرجاء والخلاص ، رغم القدرات الماديّة المتوفّرة لديه ورغم ظنّه أنّه مستغنٍ عن الله مكتفٍ بما عنده هو، فيظلّ يعيش حاجة التوجّه واللجوء إلى الله (جلّ جلاله ) رغم جهله به واستكباره وغروره الذي قاده إلى جحيم اليأس والمعاناة . ثمّ هناک قانون طبيعي لحركة النفس وكيفيّة تصرّفها في لحظات الضيق والشدّة ، وهو (ثغرة الإحساس بالحاجة وتوجّه النفس الفطري نحو جهة الغنى والإفاضة ).
ولو أخذ الدعاء «العبادة التي تصل الإنسان (بالله سبحانه وتعالى ) ودُرِسَ دراسة تحليلية واعية لاستقصاء أغراضه ، واستكشاف مردوداته النفسية والاجتماعية والوقوف على آثاره التغييرية والتكاملية في النفس البشريّة لما ترک الدعاء مؤمن (بالله عزّ وجلّ ) ولما أورد ملحد شبهةً عليه ».
وهنا يوجد شرطان لاستجابة الدعاء متوقّفة عليهما :
 الشرط الأوّل (الربّاني ) :
«ويقصد به عدم مخالفة الدعاء للحكمة الإلهيّة أو معاكسة قضاء المشيئة الربّانية ، التي قدّرت سير العالم ، ورتّبت تتابع الأسباب والنتائج والمصالح فيه ، فالرغبة الإنسانية ليست هي التي تقرّر سير الحوادث أو تُحدث ما تشاء بعيدة عن تقديرات الحكمة والتوجيه الإلهي . فلكي يكون الدعاء مؤهّلا للإجابة يجب أن لا يخرج على حدود المصلحة المقدّرة في علم (الله سبحانه وتعالى )».
 الشرط الثاني (الذاتي ) :
«ويقصد به الكيفية الروحية والنفسية التي يتوجّه بها الإنسان إلى (الله سبحانه وتعالى )» من صدق التوجّه ، والإخلاص في الدعاء، والثقة بالله عزّ وجلّ ، واستشعار الحاجة والفقر إليه ، واشتداد الضيق والاضطراب ، وارتفاع موانع الذنوب والمعاصي التي تحول بين المؤمن وربّه ... إلى آخره .
ففي هذه الحالة تكون الذات الإنسانية على درجة من العلاقة والارتباط (بالله سبحانه وتعالى ) تؤهّلها لتكون طرفآ في رفع الدعاء والتعامل مع فيوضات الرحمة الربّانية ، واستقبالها بدرجة تجعل من الداعي مستحقّآ للإجابة ، متوفّرآ في شرط القبول والقرب من (الله سبحانه وتعالى )، وهنالک أسباب اُخرى لعدم استجابة الدعاء سوف نتطرّق إليها في مقالٍ قادم إن شاء الله الذي هو تحت عنوان (مقامات قدسية ).
أمّا الآن فاُريد أن أتطرّق إلى العبادة في الإسلام .
أقول  :
العبادة في الإسلام ، اسمٌ يطلق على كلّ ما يصدر عن الإنسان المسلم من أقوال وأفعال وأحاسيس استجابةً لأمر الله تعالى ، وتطابقآ مع إرادته ومشيئته.
فلا حصر ولا تحديد لنوع الأعمال أو الأفكار أو الأقوال أو المشاعر والأحاسيس التي يُعبد بها (الله عزّ وجلّ ).
فالصلاة ، والصدقة ، والجهاد، والتفكّر في خلق الله جلّ جلاله ، ومساعدة الضعيف ، وإصلاح الفاسد، وأداء الأمانة ، والعدل بين الناس ، ورفض الظلم ، وعدم شرب الخمر، ومقاطعة الربا والاحتكار... إلخ .
فكلّ تلک الأعمال هي عبادة ما دام الداعي إلى فعلها أو تركها هو الاستجابة لأمر الله تعالى .
 رسم الإسلام منهاجآ تعبّديآ كاملا للعقل والنفس والبدن ، وجعل لكلّ جانب من هذه الجوانب الإنسانية معراجه التعبّدي وطريقه التكاملي الذي يوصله صلة دائمة بالله سبحانه وتعالى .
إنّ منهاج الإسلام منهاج تعبّدي كامل ، تشترک فيه كافّة قوى الإنسان وعناصر وجوده وجوارحه وإمكاناته ، إذ ربط هذا المنهج كلّ قوى الإنسان وعناصر كيانه بالله سبحانه وتعالى ، لئلّا ينفصل عن مصدر وجوده وجهة سيره في الحياة ، فيتخلّف بعض كيان الإنسان عن مواصلة السير على طريق الخير والامتداد نحو تكامل لا يعرف الحدود، ولا يقف عند تصوّره المحدود، لذا كانت عبادة الإسلام على عدّة أقسام ، منها :
 القسم الأوّل ـ العبادة العقليّة  :
وهو أرقى الممارسات العبادية في الإسلام ، وأكثرها قدرةً على ربط الإنسان بخالقه وشدّه إليه ، والإنسان يمارس هذه العبادة عن طريق التفكير والمعرفة ، فيتّجه العقل إلى الله سبحانه وتعالى .
فقد عدّ الإسلام التفكّر في خلق الله سبحانه وتعالى ، وتدبّر عظمته أفضل صنوف العبادة ، وأرقى وسائل التصعيد والتكامل الذاتي للإنسان ؛ لأنّ التفكير العلمي الرصين هو الطريق إلى معرفة الله سبحانه وتعالى وانكشاف عظمته ، وهو الذي يفتح أمام الإنسان أبواب التكامل ويمنحه القدرة على النظر إلى الأشياء من خلال منظار العلم ، وعلى أساس وعيه وريادته تتجلّى للإنسان مظاهر عظمة الله جلّ جلاله وجليل قدرته فيذعن العقل لهذه العظمة ، ويتخلّى عن كبريائه وغروره الفكري والعلمي واعتداده بنفسه وقدرته ، ليسلّم بعبوديّته لله تعالى وتصاغره أمام عظمته . ولذلک جاء حديث القرآن مادحآ التفكّر وموجّهآ الأنظار إلى المفكّرين وذوي العقول ، الذين يتعاملون مع الفكرة والكلمة بوعي وتمعّن ، بحثآ عن الهدى ، وتحرّيآ للصواب ، ليكونوا قدوة الإنسان ومثال المؤمنين .
قال تعالى : (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ اُوْلَئِکَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَاُوْلَئِکَ هُمْ اُوْلُوا الألْبَابِ ) .
وقال تعالى : (إنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ) .
وجاء في الحديث الشريف عن الرسول الأكرم  9: «تفكّر ساعة خيرٌ من عبادة سنة ».
وروي عن مولى الموحّدين أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلّين قوله : «ما عُبد الله بشيء أفضل من العقل ».
وروي عنه كذلک صلوات الله عليه : «إنّ التفكّر يدعو إلى البرّ والعمل به». وروي كذلک عن لسان الله الناطق جعفر بن محمّد الصادق صلوات الله عليه قال  : «أفضل العبادة التفكّر في الله عزّ وجلّ وفي قدرته ».
وروي كذلک عن سلطان آل محمّد الإمام الرضا صلوات الله عليه وعلى آبائه قال : «ليست العبادة كثرة الصلاة والصيام ، وإنّما التفكّر في أمر الله عزّ وجلّ ».
 القسم الثاني ـ العبادة النفسيّة  :
وينتج عن الخضوع والتسليم الإيماني والتصديق بالرسل والشرائع والالتزام بمبادئ الدين ونظامه ، والاهتداء بمنهجه وقيادته ، فتؤثّر كلّ هذه الحقائق تأثيرآ إيجابيآ على اتّجاه النفس إلى الله سبحانه وتعالى وإذعانها لأمره بتفويض الأمر إليه ، والتوكّل عليه ، والرضى بقضائه وقدره والشكر على نعمه وإخلاص الحبّ له .
إنّ هذه المواقف النفسيّة التي تظهر على سلوک المؤمن هي من أجلّ مظاهر العبادة وأصدقها، فهي تمثّل انعكاس الإيمان في أعماق الإنسان وتفاعله مع الذات ، وتنمية شعور النفس الحقيقي بالعبوديّة لله تعالى ورغبتها في التسليم والتوافق مع إرادته ومشيئته جلّ جلاله ، ففي تفويض الأمر إلى الله عزّ وجلّ قال تعالى  : (وَاُفَوِّضُ أمْرِي إلَى اللهِ إنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ) .
وقال تعالى : (ألا لَهُ الخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَکَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ ) .
وقال تعالى : (يَقُولُونَ هَلْ لَـنَا مِنَ الأمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إنَّ الأمْرَ كُلَّهُ للهِ).
وقال تعالى : (وَمَا تَشَاؤُونَ إلاَّ أنْ يَشَاءَ اللهُ إنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمآ حَكِيمآ) .
وفي الحديث القدسي عن سلطان آل محمّد صلوات الله عليه وعلى آبائه عن أشرف مخلوقات الله الرسول الأكرم صلّى الله عليه وعلى آله الطيّبين الطاهرين ، قال : «يا ابن آدم ، بمشيئتي كنت أنت تشاء لنفسک ما تشاء، وبقوّتي أدّيت فرائضي ، وبنعمتي قويت على معصيتي ، جعلتک سميعآ بصيرآ قويّآ، ما أصابک من سيّئةٍ فمن نفسک ، وذاک أنّي أولى بحسناتک منک ، وأنت أولى بسيّئاتک منّي ، وذلک أنّني لا اُسأل عمّا أفعل وهم يُسئلون ».
 القسم الثالث ـ العبادة البدنيّة  :
وهي كلّ فعل يقتضي توجيه القوى البدنية لأداء الأفعال المشعرة بالخضوع لله والاستجابة لأمره ، أو إشباع حاجات البدن ، والتعبير عن نوازعه ، وفق شريعة الله (عزّ وجلّ ) وسنّته في الحياة .
كما في أداء الواجبات التعبّدية البدنية المختلفة (كالصلاة والصوم والجهاد والحجّ ... إلخ ) أو في الامتناع عن المحرّمات والممارسات الشاذّة (كالخمر والزنا وأكل المال الحرام ... إلخ ) بغية ترويض البدن وتربيته على الطاعة وتعويده على الالتزام والانصياع لإرادة الله (سبحانه وتعالى ).
والإسلام جريآ على عادته فإنّه لم يفصل بين العبادة وبين تحقيق المصالح الاجتماعية للإنسان في أيّ موقع من مواقع تشريعه ، لذا كان لهذه العبادات البدنية فوائد اجتماعية وإصلاحيّة لا تُحصى .
فهي تساهم في حفظ النظام وصيانة قيم الحياة ، وكبح النزعة العدوانية لقلع جذور الشرّ والانحراف من دنيا الإنسان ، تمهيدآ لبناء مجتمع إنساني مستقرّ يعيش
في ظلال العدل والسلام .
قال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنسَ إلاَّ لِـيَعْبُدُونِ ) .
قال تعالى : (يَا أيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) .
قال تعالى : (ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إلَهَ إلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) .
قال أشرف الخلق الرسول الأكرم صلّى الله عليه وعلى آله الأطيبين الأطهرين : «العبادة سبعة أجزاء أفضلها طلب الحلال » .
وقال كذلک صلّى الله عليه وآله الطيّبين الطاهرين : «نظر الولد إلى والديه حبّآ لهما عبادة » .
وجاء عن زين العابدين وخير الساجدين الإمام عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما، قال : «نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن للمودّة والمحبّة له عبادة » .
وجاء عن باقر علوم الأوّلين والآخرين الإمام الباقر صلوات الله عليه ، قال  : «أفضل العبادة عفّة البطن والفرج » .
 القسم الرابع ـ العبادة الماليّة  :
كما خطّط الإسلام منهج التعبّد ووضّح طريق العبادة للعقل والنفس والبدن حدّد كذلک طريق العبادة في مجال المال والثروة والملكية . وحدّد مسؤوليات الإنسان المالية وطريقة تعبّده المالي ففرض الزكاة والخمس والحجّ ، وحثّ على الإنفاق والتضحية بالمال في سبيل الله سبحانه وتعالى إكمالا لخطّة العبادة وإتقانآ لمنهجها.
ولم يكتفِ الإسلام ببيان أساليب ووجوه الإنفاق المالي ، بل حدّد الوسائل السليمة والخيّرة للموارد المالية واكتساب الثروة ، وأوضح كذلک الأعيان التي لا تصلح ملكيّتها، ومنع الطرق الشرّيرة لجمع المال الحرام ، زكاةً للمال وإصلاحآ للحياة .
قال تعالى : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ ألِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) .
وقال تعالى : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرآ لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَللهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) .
قال أشرف الخلق الرسول الأكرم صلّى الله عليه وعلى آله الأطيبين الأطهرين : «داووا مرضاكم بالصدقة ، وادفعوا أبواب البلايا بالدعاء، وحصّنوا أموالكم بالزكاة » . وقال كذلک صلّى الله عليه وعلى آله الطيّبين الطاهرين  :
«والذي نفس محمّدٍ بيده ما خان الله أحد شيئآ من زكاة ماله إلّا مشرک بالله» . 
وقال كذلک صلّى الله عليه وعلى آله اُمناء الأرضين : «يا عليّ، كفر بالله العظيم من هذه الاُمّة عشرة : القتّات ، والساحر، والديّوث ، وناكح المرأة حرامآ في دبرها، وناكح البهيمة ، ومن نكح ذات محرم منه ، والساعي في الفتنة ، وبائع السلاح من أهل الحرب ، ومانع الزكاة ، ومن وجد سعة فمات ولم يحجّ » .
وورد عن أمير المؤمنين ومولى الموحّدين عليه أفضل صلوات المصلّين ، قال : «إذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلّها» .
 وورد عن لسان الله الناطق الإمام جعفر بن محمّد الصادق صلوات الله عليهما، قال : «من منع قيراطآ من الزكاة فليمت إن شاء يهوديآ وإن شاء نصرانيآ» . وورد عنه كذلک صلوات الله عليه ، قال : «ما ضاعَ مالٌ في برٍّ ولا بحرٍ إلّا بمنع الزكاة ، وإذا قام القائم أخذ مانع الزكاة فضرب عنقه » .
الآن وبعد الانتهاء من هاتين المقدّمتين ندخل في (رحاب فاطمة ) صلوات الله عليها لنذكر جملة لا بأس بها من الإشراقات التي تعتبر جزءآ من أنوارها ومقاماتها وطهارتها ومنزلتها صلوات الله عليها.
الإشراقة الاُولى  :
«روي عن حارثة بن قدامة قال : حدّثني سلمان قال : حدّثني عمّار وقال  : اُخبرک عجبآ؟ قلت : يا عمّار حدّثني : قال ، نعم ، شهدت عليّ بن أبي طالب  7 وقد ولج على فاطمة  3 فلمّا أبصرته (به )» نادت : اُدنُ لاُحدّثک بما كان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حتّى تقوم الساعة . قال عمّار: فرأيت أمير المؤمنين  7 يرجع القهقرى ، فرجعت برجوعه إذ دخل على النبيّ  9 فقال له  : اُدنُ يا أبا الحسن . فدنا فلمّا اطمئنّ به المجلس قال له : تحدّثني أم اُحدّثک ؟ قال  : الحديث منک أحسن يا رسول الله. فقال : كأنّي بک وقد دخلت على فاطمة وقالت لک : (كيت وكيت ) فرجعت . فقال عليّ  7: «نور فاطمة من نورنا». فقال له : أوَ لا تعلم . فسجد عليّ شكرآ لله تعالى . فقال عمّار: فخرج أمير المؤمنين  7 وخرجت بخروجه فولج على فاطمة  3 وولجتُ معه . فقالت : كأنّک رجعت إلى أبي  6 فأخبرته بما قلته لک ؟ قال : كان كذلک يا فاطمة . فقالت : اعلم يا أبا الحسن إنّ الله تعالى خلق نوري وكان يسبّح الله جلّ جلاله ثمّ أودعه شجرة من شجر الجنّة أوحى الله تعالى إليه  إلهامآ أن اقتطف الثمرة من تلک الشجرة وأدِرها في لهواتک ، ففعل فأودعني الله سبحانه صُلبَ أبي  6 ثمّ أودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني وأنا من ذلک النور. أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن . يا أبا الحسن ، المؤمن ينظر بنور الله تعالى » .
 أقول وأنا الحقيرة إلى الله: وهل أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان
يجهل ما هي فاطمة صلوات الله عليها وهو كفوها الوحيد.
هل إنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا يعلم ذلک ، وهو الذي لا يعرفه إلّا الله جلّ جلاله ورسوله الكريم  9.
هل إنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا يعرف ذلک ، وهو الذي علّمه رسول الله  9 ألف باب من العلم وفي كلّ باب يفتح له ألف باب .
لكن هناک أسباب ودواعي وأسرار، والتي منها نشر هذا النور عن طريق عمّار وسلمان حتّى يعلم العالم ما هي ومن هي فاطمة صلوات الله عليها. نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لبيان وإيضاح وشرح وتفصيل هذا النور الإلهي الذي منحه الله جلّ جلاله لفاطمة صلوات الله عليها.
 الإشراقة الثانية  :
نطقت  3 وهي في بطن اُمّها.
«فلمّا سأله الكفّار أن يريهم انشقاق القمر وقد بان لخديجة حملها بفاطمة وظهر. قالت خديجة : وا خيبة من كذّب محمّدآ وهو خير رسول ونبي ، فنادت فاطمة من بطنها: يا اُمّا لا تحزني ولا ترهبي فإنّ الله مع أبي ، فلمّا تمّ حملها وانقضى وضعت فاطمة فأشرق بنور وجهها الفضاء» .
الإشراقة الثالثة  :
«عند ولادتها (نطقت ) فاطمة الزهراء بالشهادتين » وقالت  :«أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّ أبي رسول الله، وأنّ بعلي سيّد الأوصياء، وولدي سادات الأسباط» .
 الإشراقة الرابعة  :
«روى أبو داود والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص حديثآ طويلا فيه  :إنّ النبيّ  9 قال لفاطمة رضي الله عنها: ما أخرجکِ يا فاطمة من بيتکِ . قالت : أتيت أهل هذا البيت فترحمّت إليهم ميّتهم أو عزّيتهم به » .
الإشراقة الخامسة  :
«عن الشيخ الصدوق ، قال حدّثنا أبي  2 قال : حدّثنا سعد بن عبد الله، قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد الله اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله  7، قال  : حدّثني أبي عن جدّي عن آبائي  : أنّ أمير المؤمنين علّم أصحابه في مجلس واحد أربع مائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه ودنياه ونذكر منها: مروا أهليكم بالقول الحسن عند موتاكم فإنّ فاطمة بنت محمّد  6 لمّا قُبض أبوها ساعدتها جميع بنات هاشم فقالت : «دعوا التعداد وعليكم بالدعاء» .
  وفي التحف : أشعرها بنات هاشم فقالت : «اتركوا الحداد وعليكم
بالدعاء» . 
الإشراقة السادسة  :
«عن فاطمة بنت رسول الله  9 أنّها قالت : ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه » .
أقول وأنا الحقيرة إلى الله تعالى : تأكيد على أنّ الشعائر الإسلامية ليست صورية ولكنّها حقيقيّة وجودية ، تشمل جميع مناحي الإنسان لأنّ الغرض من أدائها هو الوصول إلى الله تعالى ، وليس الانقطاع فقط عن الأكل والشرب ، قال تعالى : (إنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ اُوْلَئِکَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا) ، وفي عدم الانتباه وهنا تكون الخيانة لله جلّ جلاله ولأماناته وخيانةً لرسول الله  9 ورسالته وخيانة للأئمة الأطهار صلوات الله عليهم الذين بيّنوا لنا التكاليف الشرعيّة من الواجبات والمحرّمات وتكون خيانة للناس أجمع . فهنا الله سبحانه وتعالى جعل هذه الأعضاء أمانة عندنا وهنا العمل بها يكون وفق العقل . الحاكم في جميع الحالات فكلّ عمل نعمله وكلّ كلام نتكلّمه وكلّ بصر نبصره ، يجب أن يكون بأمر العقل وإذنه ، وبهذا يكون المرء أمينآ بالنسبة للتكاليف الشرعيّة الإلهيّة ومحافظآ عليها من استخدامها في غير محلّها، فلا ينفع الصوم بدون صوم اللسان عن الكذب والغيبة وصوم البصر عن ما حرّم الله جلّ جلاله ، وصوم جميع الجوارح التي هي من نعم الله عزّ وجلّ .
 الإشراقة السابعة  :
«حضرت امرأة ضعيفة عند فاطمة الصدّيقة  3 فقالت : إنّ لي والدة ضعيفة وقد لبست عليها في أمر صلاتها شيء وقد بعثتني إليک أسألکِ : فأجابتها عن ذلک ، فثنّت ، فأجابت ثمّ ثلّثت ، فأجابت . إلى أن عشّرت ، فأجابت . ثمّ خجلت من الكثرة ....
وقال : لا أشقّ عليکِ يا بنت رسول الله.
قالت فاطمة  3: هاتي سلي عمّا بدا لکِ ، أرأيتِ من اكترى يومآ يصعد إلى سطح بحملٍ ثقيل وكراه (مائة ألف دينار) أيثقل عليه ذلک ؟
فقالت : لا.
فقالت : اُكريتُ أنا لكلّ مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤآ، فأحرى ألّا يثقل عليَّ، إنّي سمعت (أبي  9) يقول : إنّ علماء شيعتنا يُحشرون فيُخلع على الواحد منهم ألف ألف حلّة من نور ثمّ ينادي منادٍ في السماء من ربّنا عزّ وجلّ : أيّها الكافلون لأيتام آل محمّد الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم
الذين هم أئمّتهم هؤلاء تلامذتكم والأيتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا، فيخلعون على كلّ واحد من اُولئک الأيتام على قدر علمه ما أخذوا عنهم من العلوم حتّى أنّ فيهم (يعني في الأيتام ) لمن يخلع عليه (مائة ألف ) حلّة ، وكذلک يخلع على هؤلاء الأيتام على من تعلّم منهم ثمّ إنّ الله تعالى يقول : أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتّى تتمّوا لهم خلعهم وتضعّفوها فيتمّ لهم . ما كان لهم من قبل أن يخلعوا عليهم ويضاعف لهم ، وكذلک بمن بمرتبتهم ممّن خلع عليهم على مرتبتهم ».
قالت فاطمة : يا أمة الله، إنّ سلكآ من تلک الخلع لأفضل ممّا طلعت عليه الشمس ألف ألف مرّة وما فضل ما طلعت عليه الشمس فإنّه مشوب بالتنغيص والكدر .
  الإشراقة الثامنة  :
«روي عن (عائشة ) أنّها قالت : كنّا نخيط ونغزل وننظم الإبرة في الليل البهيم على ضوء وجه فاطمة ».
 الإشراقة التاسعة  :
«قالت فاطمة  3: البِشْر في وجه المؤمن يوجب لصاحبه الجنّة ، والبِشر في وجه المعاند المعادي يقي صاحبه عذاب النار» .
 الإشراقة العاشرة  :
«عن مستدرک وسائل الشيعة (:1 171، باب تحريم الاستخفاف بالصلاة والتهاون بها، الحديث 1) عن سيّدة النساء فاطمة ابنة سيّد الأنبياء صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ]الأوصياء[ أنّها سألت أباها محمّد  6 فقالت  : يا أبتاه ما لمن تهاون بصلاته من الرجال والنساء؟ قال : يا فاطمة من تهاون بصلاته من الرجال والنساء ابتلاه الله بخمس عشر ]ة [ خصلة ستّة ]ستٌّ [ منها في دار الدنيا وثلاث عند موته ، وثلاث في قبره ، وثلاث في القيامة إذا خرج من قبره .
أمّا التي تصيبه في دار الدنيا :
فالاُولى : يرفع الله البركة من عمره . والثانية : يرفع ]الله[ البركة من رزقه . والثالثة : يمحو الله عزّ وجلّ سيماء الصالحين من وجهه . والرابعة : ]و[ كلّ عمل يعمله لا يؤجر عليه . والخامسة : ]و[ لا يرفع دعاؤه إلى السماء. والسادسة : ليس له حظّ في دعاء الصالحين .
وأمّا اللواتي تصيبه عند موته  :
فاُولاهنّ : إنّه يموت ذليلا. والثانية : يموت جائعآ. والثالثة : يموت عطشانآ، فلو سُقي من أنهار الدنيا لم يُروَ عطشه .
وأمّا اللواتي تصيبه في قبره  :
فاُولاهن : يوكّل له ملكآ يزعجه في قبره . والثانية : يضيّق عليه قبره . والثالثة : تكون الظلمة في قبره .
وأمّا اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره  :
فاُولاهن : أن يوكّل الله به ملكآ يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون إليه . والثانية : يحاسب حسابآ شديدآ. والثالثة : لا ينظر الله إليه ولا يزكّيه وله عذابٌ عظيم » .
  الإشراقة الحادية عشر :
«عن الحسن بن يزيد بن عبد الملک عن أبيه عن جدّه عن فاطمة  3 قالت : قال أبي وهو ذا حيّ: من سلّم عليَّ وعليکِ ثلاثة أيام فله الجنّة .
قلت لها: ذا في حياته وحياتکِ ، أو بعد موته وموتکِ ؟
قالت : في حياتنا وبعد وفاتنا» . 
الإشراقة الثانية عشر :
«عن مصباح الأنوار عن أمير المؤمنين عن فاطمة سلام الله عليها قالت : قال لي رسول الله  9: من صلّى عليکِ  غفر الله تعالى له وألحقه بي حيث كنت في
الجنّة » .
 الإشراقة الثالثة عشر :
«في مسند حديث فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليهما وآلهما: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي عن موسى بن أيوب النصيبي عن محمّد بن شعيب عن صدقة مولى عبد الرحمن بن الوليد عن محمّد بن علي بن الحسين ، قال : خرجت أمشي مع جدّي (حسين بن علي ) إلى أرض له ، فأدركنا (النعمان بن بشير) على بغلة له ، فنزل عنها وقال (لحسين ): إركب (أبا عبد الله) فأبى ، فلم يزل يقسم عليه حتّى قال : أما إنّک قد كلّفتني ما أكره ولكن اُحدّثک حديثآ حدّثتنيه اُمّي (فاطمة ) أنّ رسول الله  6 قال : الرجل أحقّ بصدر دابّته وفراشه والصلاة في بيته إلّا إمامآ يجمع الناس ، فاركب أنت على صدر الدابّة وأردفني خلفک .
فقال النعمان : صدقت فاطمة ، حدّثني أبي ـوها هو ذا حيٌّ بالمدينة ـ عن النبيّ  9، قال : إلّا أن يأذن .
فلمّا حدّثه النعمان بهذا الحديث ركب حسين السرج وركب النعمان خلفه» .
الإشراقة الرابعة عشر :
«عن عليٌّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إسحاق بن عبد العزيز، عن زرارة عن أبي عبد الله  7، قال : جاءت (فاطمة ) تشكو إلى رسول الله  6 بعض أمرها فأعطاها رسول الله 6 كربة .
وقال : تعلّمي ما فيها، فإذا فيها: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرآ أو ليسكت » . 
الإشراقة الخامسة عشر :
«روى الطبري الإمامي عن جعفر بن محمّد عن آبائه  : عن فاطمة  3، قالت : قال رسول الله  6: يا حبيبة أبيها، كلّ مسكر حرام وكلّ مسكر خمر» .
 الإشراقة السادسة عشر :
«في كتاب دلائل الأئمة للطبري (الصفحة 4) عن الحكم بن أبي نعيم ، قال  : سمعت فاطمة بنت محمّد  3 تحدّث عن أبيها  9 قالت : قال رسول الله  9 : من أعتق رقبة مؤمنة كان له بكلّ عضوٍ منها فكاک عضوٍ منه من النار» .
الإشراقة السابعة عشر :
«في كتاب دلائل الأئمة للطبري (الصفحة 7) قال : حدّثنا إبراهيم بن حمّاد القاضي ، قال : حدّثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدّثنا عمر بن عبد الرحمن أبو جعفر الإيادي ، عن ليث بن أبي سليم ، عن عبد الله بن الحسن ، عن اُمّه فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها، عن اُمّه فاطمة بنت رسول الله، قال : خياركم ألينكم مناكبة وأكرمهم لنسائهم » .
  الإشراقة الثامنة عشر :
«قالت فاطمة  3: قال رسول الله  6: شرار اُمّتي الذين غُذّوا بالنعيم ، يأكلون ألوان الطعام ، ويلبسون ألوان الثياب ، ويتشدّقون في الكلام » .
 الإشراقة التاسعة عشر :
]عن كتاب الذرّية الطاهرة (الصفحة 149) وكذلک عن كتاب كشف الغمّة (:1 553)، حدّثنا أحمد ابن يحيى الصوفي عن عبد الرحمن ابن دبيس عن بشير ابن زياد عن عبد الله بن حسن عن اُمّه  عن فاطمة الكبرى ، قالت : قال رسول الله   6: «ما التقى جندان ظالمان إلّا تخلّى الله منهما فلم يبالِ أيّهما غلب ، وما التقى جندان ظالمان إلّا كانت الدائرة على أعتاهما»[ .
الإشراقة العشرون  :
]«عن الشيخ في أماليه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله حمويه بن علي بن حمويه البصري ، قال : أخبرنا أبو الحسن (الحسين ) محمّد بن بكر الفراتي قال : حدّثنا أبو الخليفة الفضل بن الحباب الجمعي قال : حدّثنا مسدّد قال : حدّثني عبد الوارث عن ليث ابن أبي سليم عن عبد الله بن الحسن عن اُمّه فاطمة عن جدّته فاطمة  3 قالت : كان رسول الله  9 إذا دخل المسجد يصلّي على النبيّ  6 وقال : اللهمّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتک ، فإذا خرج صلّ على النبيّ  6 اللهمّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلک »[.
    الإشراقة الحادية والعشرون  :
]«عن فاطمة  3 قالت : قال رسول الله  9: من تختّم بالعقيق لم يزل يرى خيرآ»[ .
الإشراقة الثانية والعشرون  :
]عن أبي الفرج الإسحاق عن إسحاق بن محمّد عن أحمد بن الحسن عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عمّه زيد بن علي ، قال : حدّثتني فاطمة بنت رسول الله  6، قالت : قال لي رسول الله  6: «ألا اُبشّرکِ ؟ إذا أراد الله أن يتحف زوجة وليّه في الجنّة بعث إليکِ تبعثين إليها من حُليّکِ »[ .
الإشراقة الثالثة والعشرون  :
]في كتاب الأنوار النعمانية (:1 16) أنّها صلوات الله عليها كانت ترى الملائكة وتكلّمهم ، قالت لجبرائيل : يا عم [.
الإشراقة الرابعة والعشرون  :
]في كتاب الذرّية الطاهرة للرازي الدولابي (الصفحة 148) حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي عن عبد الرحمن بن دبيس الملائي عن بشير بن زياد الجزري عن عبد الله بن حسن عن اذمّه فاطمة بن الحسين عن فاطمة الكبرى ، قالت : «قال النبيّ  6: إذا مرض العبد أوحى الله إلى ملائكته أن ارفعوا عن عبدي القلم ما دام في وثاقي ، فإنّي أنا حبسته حتّى أقبضه واُخلي سبيله ».
قال : فذكرت لبعض ولده فقال : «كان أبي يقول : أوحى الله إلى ملائكته : اكتبوا لعبدي أجر ما كان يعمل في صحّته »[ .
 الإشراقة الخامسة والعشرون  :
]في ناسخ التواريخ (الصفحة 341)، وفي البحار :103 238، نقلا عن مصباح الأنوار، قال النبيّ  9 لها (لفاطمة ): «أيّ شيء خيرٌ للمرأة (للنساء)؟ قالت : أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل . (أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال ) فضمّها إليه وقال : ذرّيةٌ بعضها من بعض (إنّ فاطمة بضعةٌ منّي )»[ .
الإشراقة السادسة والعشرون  :
]في كتاب بحار الأنوار (:14 206) حدّثنا محمّد بن حسن القطّان قال  : حدّثنا الحسن بن علي العسكري عن محمّد بن زكريا الجوهري قال : حدّثنا شعيب
ابن واقد قال : حدّثني إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عيسى بن زيد بن علي قال  : سمعت أبا عبد الله  7 قال : «إنّما سمّيت فاطمة محدّثة لأنّ الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة إنّ الله اصطفاکِ وطهّرکِ واصطفاکِ على نساء العالمين ، يا فاطمة اقنتي لربّکِ واسجدي واركعي مع الراكعين ، فتحدّثهم ويحدّثونها. فقالت لهم ذات ليلة : أليست المفضّلة على نساء العالمين مريم بنت عمران ؟ فقالوا: إنّ مريم كانت سيّدة نساء عالمها، وإنّ الله عزّ وجلّ جعلکِ سيّدة نساء عالمکِ وعالمها وسيّدة نساء الأوّلين والآخرين »[ .
  الإشراقة السابعة والعشرون  :
]روى عمران بن حصين وجابر بن سمرة أنّ النبيّ  6 دخل على فاطمة فقال : كيف تجدينکِ يا بنيّة ؟ قالت : إنّي لوجعةٌ وإنّه ليزيدني أنّه ما لي طعام آكله . قال : يا بنيّة ، أما ترضين أنّکِ سيّدة نساء العالمين ؟ قالت : يا أبه ، فأين مريم بنت عمران ؟ قال : تلک سيّدة نساء عالمها، وأنتِ سيّدة نساء عالمکِ ، أمَ والله زوّجتکِ سيّدآ في الدنيا والآخرة [ .
 الإشراقة الثامنة والعشرون  :
]عن فاطمة  3 قالت في حديث : كان رسول الله  9 يقول : «المرء يُحفظ في وُلده »[ .
الإشراقة التاسعة والعشرون  :
]عن الحسين  7 عن اُمّه فاطمة سلام الله عليها قالت : قال لي أبي رسول الله  9: إيّاکِ والبُخل ، فإنّه عاهة لا تكون في كريم ، إيّاکِ والبُخل فإنّه شجرة في النار، وأغصانها في الدنيا، فمن تعلّق بغصنٍ من أغصانها أدخله النار، والسخاء شجرةٌ في الجنّة وأغصانها في الدنيا، فمن تعلّق بَعضدٍ من أغصانها أدخله الجنّة [ .
 الإشراقة الثلاثون  :
]عن أسماء بنت عميس قالت : حدّثتني فاطمة  3 قالت : قال رسول الله  9: ستّة من المروءة ، ثلاثة منها في الحضر، وثلاثة منها في السفر.
فأمّا التي في الحضر :
فتلاوة كتاب الله عزّ وجلّ ، وعمارة مساجد الله، واتّخاذ الإخوان في الله.
وأمّا التي في السفر :
فبذل الزاد، وحسن الخُلق ، والمزاح في غير المعاصي [ .
وأخيرآ أقول  :
أخي المؤمن المجاهد لنفسه ، اُختي المؤمنة المجاهدة لنفسها، إخوتي في الإسلام والإيمان والعقيدة وحبّ الله جلّ جلاله ورسوله الأكرم  9 وأهل بيته (كلمات الله التامّات ) صلوات الله عليهم أجمعين ، أرجو ـوالرجاء للكرماءـ عندما تلقوا نظرة على هذه الإشراقات تكون النظرة بتمعّن وتمحّص وتركيز لأنّ فيها نور من أنوار فاطمة صلوات الله عليها.
اللهمّ برحمتک في الصالحين فأدخلنا. اللهمّ اغفر ذنوبنا ويسّر اُمورنا وشافي مرضانا واقضِ حوائجنا، وعجّل ظهور إمام زماننا بحرمة محمّد وآله الأطيبين الأطهرين صلواتک وسلامک وبركاتک عليهم أجمعين .
والحمد لله ربّ العالمين .