فهرست کتاب
لیست کتابها
■ کلمتنا
■ کلمة توجیهیة إلی الطلاب والمبلغین -سماحة آیة الله السید عادل العلوي
■ من الذي قبض روح الحسين علیه السلام - حوارمع آیة الله الشیخ محمد السند
■ علی أعتاب شهر محرم الحرام - حوار مع آیة الله الشیخ باقر الایرواني
■ لماذا نصب الرسول|علياً خليفةً - بقلم: آیة الله السید محمد رضا الجلالي
■ المادة مستحدثة ولیست ازلیّة - بقلم: آیة الله المرحوم السید علي العلوي
■ الأسوة في حياة الإنسان - بقلم: نبیهة علی حسن مدن - بحرین
■ الشريف الرضي رحمة الله علیه(٤٠٦هـ)
■ ادعوني أستجب لكم! - بقلم: السید محمد علي العلوي
■ الأسئلة والأجوبة - المجیب: سماحة آیة الله السید عادل العلوي
■ أكبر فضيلة لعلي علیه السلام:
■ التخطيط المالي:
■ خدام الحسین علیه السلام:
■ آخر الزمان:
■ وهنّ ینادین وا محمداه - الشاعر: المرحوم السید علي العلوي
■ الارجوزة الولائية في مدح الـعـتـرة الـمـحـمـديـة - الشاعر: ب.ج
■ زینب والعباس علیهم السلام - الشاعر: کرارحسین الکربلائی
■ یحسین انته شافعنه - الشاعر: عبداله النعماني
■ قصة وعبرة ١
■ قصة وعبرة ٢
■ کلمة توجیهیة إلی الطلاب والمبلغین -سماحة آیة الله السید عادل العلوي
■ من الذي قبض روح الحسين علیه السلام - حوارمع آیة الله الشیخ محمد السند
■ علی أعتاب شهر محرم الحرام - حوار مع آیة الله الشیخ باقر الایرواني
■ لماذا نصب الرسول|علياً خليفةً - بقلم: آیة الله السید محمد رضا الجلالي
■ المادة مستحدثة ولیست ازلیّة - بقلم: آیة الله المرحوم السید علي العلوي
■ الأسوة في حياة الإنسان - بقلم: نبیهة علی حسن مدن - بحرین
■ الشريف الرضي رحمة الله علیه(٤٠٦هـ)
■ ادعوني أستجب لكم! - بقلم: السید محمد علي العلوي
■ الأسئلة والأجوبة - المجیب: سماحة آیة الله السید عادل العلوي
■ أكبر فضيلة لعلي علیه السلام:
■ التخطيط المالي:
■ خدام الحسین علیه السلام:
■ آخر الزمان:
■ وهنّ ینادین وا محمداه - الشاعر: المرحوم السید علي العلوي
■ الارجوزة الولائية في مدح الـعـتـرة الـمـحـمـديـة - الشاعر: ب.ج
■ زینب والعباس علیهم السلام - الشاعر: کرارحسین الکربلائی
■ یحسین انته شافعنه - الشاعر: عبداله النعماني
■ قصة وعبرة ١
■ قصة وعبرة ٢
- صوت الكاظمين _ العدد: 260 - 259. ربيع الأول و ربيع الثاني 1442 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 258 - 257. محرم الحرام و صفر 1442 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 256 - 255. ذي القعدة و ذي الحجة 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 254 - 253. رمضان الکريم وشوال 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 252 - 251. رجب المرجب و شعبان 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 250 - 249. جمادي الأولی و الثانية 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 248 - 247. ربيع الأول و ربيع الثاني 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 246 - 245. محرم الحرام و صفر 1441 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 243 - 242. ذي القعدة وذي الحجة 1440 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد: 242 - 241. رمضان الکريم وشوال 1440 هـ
- صوت الكاظمين _ العدد :239_240
- صوت الكاظمين _ العدد :237_238
- صوت الكاظمين _ العدد :235_236
- صوت الكاظمين _ العدد :233_234
- صوت الكاظمين _ العدد :231_232
- صوت الكاظمين _ العدد :53 _ 12 شوّال 1417 هجرية
- صوت الكاظمين _ العدد :43 _ 12 ذوالحجة 1416 هجرية
- صوت الكاظمين _ العدد :37 _ 12 جمادی الثانی 1416 ه.ق
- صوت الكاظمين _ العدد :الحادي عشر _ربيع الثاني 1414 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :العاشر _ربيع الاول 1414 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :التاسع _صفر 1414 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الثامن _محرم 1414 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :السابع _ذوالحجة 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :السادس _ذوالقعدة 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الخامس _شوال 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الرابع _شهر الرمضان 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الثالث _شعبان 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الثاني _رجب 1413 ه
- صوت الكاظمين _ العدد :الاول _جمادي الثاني 1413 ه
- صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 230-229. رمضان و شوال 1439 هـ
- صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 228- 227. رجب المرجب و شعبان 1439 هـ
- صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 226-225. جمادی الأولی والثانية 1439 هـ
- صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 223-224 ربیع الأول والثاني 1439 هـ
- الكوثر العدد الرابع والعشرون - رجب 1432هـ
- الكوثر العدد الثالث والعشرون - رجب 1426
- الكوثر العدد العشرون محرّم 1425
- الكوثر العدد التاسع عشر رجب 1424
- الكوثر العدد الثامن عشر محرّم 1424
- الكوثر العدد السابع عشر رجب 1423
- الكوثر العدد السادس عشر محرّم 1423
- الكوثر العدد الخامس عشر رجب 1422
- الكوثر العدد الرابع عشر محرّم 1422
- الكوثر العدد الثالث عشر رجب 1421
- الكوثر العدد الثاني عشر محرم الحرام 1421
- صحیفة صوت الکاظمین 222-221 أشهر محرم الحرام و صفر 1439 هـ
- صحیفة صوت الکاظمین 219-220 أشهر ذي القعدة وذي الحجة 1438هـ . 2017م
- مجلة الکوثر - العدد السادس والثلاثون والسابع وثلاثون 36 - 37 - شهر رجب 1438هـ -2017م
- صحیفة صوت الکاظمین 216-218 أشهر رجب - شعبان - رمضان 1438هـ . نيسان / ايّار / حزيران 2017م
- مجلة الكوثر - العدد العاشر - محرم الحرام - سنة 1420 هـ
- مجلة الكوثر - العدد التاسع - رجب - سنة 1419 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الثامن - محرم الحرام - سنة 1419 هـ
- مجلة الكوثر - العدد السابع - 20 جمادي الثاني - سنة 1418 هـ
- مجلة الكوثر - العدد السادس - محرم الحرام - سنة 1418 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الخامس - 20 جمادي الثاني - سنة 1417 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الرابع - محرم الحرام - سنة 1417 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الثالث - 20 جمادي الثاني - سنة 1416 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الثاني - محرم الحرام - سنة 1416 هـ
- مجلة الكوثر - العدد الاول - 20 جمادي الثاني يوم ولادة سيدة فاطمة الزهراء - سنة 1415 هـ
- مجلة عشاق اهل بیت 7
- مجلة عشاق اهل بیت 6
- مجلة عشاق اهل بیت 5
- مجلة عشاق اهل بیت 4
- مجلة عشاق اهل بیت 3
- مجلة عشاق اهل بیت 2
- مجلة عشاق اهل بیت 1
- صحیفة صوت الکاظمین 215-212 شهور ربیعین وجمادیین 1438هـ . دیسمبر / مارس2017م
- صحیفة صوت الکاظمین 210 -211 شهر محرم وصفر 1438هـ . أکتوبر/ نوفمبر 2016م
- صحیفة صوت الکاظمین 208 -209 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1437هـ .أغسطس/سبتمبر 2016م
- مجلہ عشاق اہل بیت 14و 15 ۔ ربیع الثانی 1437 ھ
- مجلہ عشاق اہل بیت 12و 13 ۔ ربیع الثانی 1436 ھ
- صحیفة صوت الکاظمین 206 -207 شهر رمضان وشوال 1437هـ .نیسان/أیار2016م
- مجلة الکوثر الرابع والثلاثون والخامس وثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م
- صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ .نیسان/ أیار 2016م
- صحیفة صوت الکاظمین 203-202 شهر جمادي الاول والثاني 1437هـ .فبرایر/مارس 2016م
- مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 201-200 شهر ربیع الاول والثاني 1437هـ .دیسمبر/کانون الاول 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 198-199 شهر محرم الحرام وصفر 1436هـ .اکتبر/نوفمبر 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 196-197 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1436هـ . اغسطس/سبتمبر 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 194-195 شهر رمضان وشوال 1436هـ . حزیران/تموز 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 193 شهر شعبان 1436هـ . مایو/آیار 2015م
- صحیفة صوت الکاظمین 192 شهر رجب المرجب 1436هـ . ابریل /نیسان 2015م
- مجلة الکوثر الثاني والثلاثون - شهر رجب المرجب 1436هـ -2015م
- مجلة الکوثر الواحد والثلاثون - شهر محرم الحرام 1436هـ -2014م
- صحیفة صوت الکاظمین 190 -191 شهر جمادي الاول والثاني 1436هـ. فبرایر/شباط 2015مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 189 شهر ربیع الثاني 1436هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 188 شهر ربیع الاول 1436هـ. کانون الاول/ کانون الثاني 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 187 شهر صفر المظفر 1436هـ. دیسمبر/ کانون الاول 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 186 شهر محرم الحرام 1436هـ. اکتوبر/ تشرین الاول 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 185 شهر ذي الحجة 1435هـ. سبتمبر/ أیلول 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 184 شهر ذي القعدة 1435هـ. اغسطس/ اب 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 183 شهر شوال المکرم 1435هـ. یولیو/تموز 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 182 شهر رمضان 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
- مجلة الکوثر الثلاثون - شهر رجب المرجب 1435هـ -2014م
- صحیفة صوت الکاظمین 181 شهر شعبان المعظم 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 180 شهر رجب المرجب 1435هـ. مایو/أیار 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 179 شهر جمادي الثاني 1435هـ. ابریل/نیسان 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 178 شهر جمادي الأول 1435هـ. مارس/آذار 2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 177 شهر ربیع الثاني 1435هـ.فبرایر/شباط2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 176 شهر ربیع الأول 1435هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
- صحیفة صوت الکاظمین 175 شهرصفر 1435هـ. دیسمبر/کانون2013مـ.
- مجلة عشاق اهل بیت 11
- مجلة الکوثر التاسع والعشرون -شهر محرم الحرام 1435ه -2013م
- صحیفة صوت الکاظمین 174 شهر محرم الحرام1435
- صحیفة صوت الکاظمین 173 شهر ذي الحجة 1434
- صحیفة صوت الکاظمین 172 شهر ذي القعده
- مجلة عشاق اهل بیت شماره 10شوال 1434هـ
- صحیفة صوت الکاظمین 171 شهر شوال
- مجلة عشاق اهل بیت 8 - شوال 1333هـ
- مجلة عشاق اهل بیت 9 - ربیع الثانی 1334
- مجله الکوثر 28-رجب المرجب1434 هـ 2012 م
- مجله الکوثر 27-محرم الحرام1434 هـ 2012 م
- صوت الكاظمین-العدد 170-رمضان 1434 هـ -یولیو/تموز2013 م .
- مجلة صوت الکاظمین العدد166
- صوت الكاظمین-العدد 169-شعبان المعظم 1434 هـ - یونیو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 168-رجب المرجب 1434 هـ - مایو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 167 -جمادی الثانی 1434 هـ - أبریل 2013 م .
- صوت الكاظمین-العدد 165-ربیع الثانی 1434 هـ - فیرایر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 164-ربيع الاول 1434 هـ - يناير 2013 م .
- صوت الكاظمین-العدد 149-ذی الحجة 1432هـ - أکتوبر 2011 م .
- صوت الكاظمین-العدد 150-محرم الحرام 1433 هـ - نوفمبر 2011 م .
- صوت الكاظمین-العدد 151-صفر المظفر 1433 هـ - ینایر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 152-ربع الأول الخیر 1433 هـ - فبرایر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 153-ربیع الثانی1433 هـ - مارس 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 154-جمادی الأولی 1433هـ - مایو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 155-جمادی الثانی 1433 هـ - یونیو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 157-شعبان المعظم 1433 هـ - اغسطس 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 156-رجب المجرب 1433 هـ - یولیو 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 158-رمضان الکریم 1433هـ - اغسطس 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 159-شوال 1433هـ - سبتمبر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 160-ذی القعدیة 1433 هـ - سبتمبر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 161-ذی الحجة 1433 هـ - آکتوبر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 162-محرم الحرام 1434 هـ - نوفمبر 2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 164-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
- صوت الكاظمین-العدد 163-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
- مجله الکوثر 26-العدد السادس والعشرون رجب المرجب 1433هـ 2012م
- مجلة الکوثر 25
لماذا نصب الرسول| علياً خليفةً له و هو يعلم بمخالفة الناس له؟!
بسم الله الرحمن الرحیم
لماذا نصب الرسول| أمير المؤمنين خليفةً بعده، وهو يعلم أنّ الناس ـ في ذلك الوقت ـ لا يحبّونه، وسوف يقتلونه، ويذهب الإسلام؟ ألم يكن من الأفضل أن ينصب| مَن هو أقلّ علماً أو منزلة من عليّ×، ومَن كان مرغوباً فيه عند الناس ومقبولاً من الاُمّة للحكومة، ويبقى الإمام علي× وزيراً للدولة ومرشداً روحيّاً ترجع إليه الاُمّة في مسائل الدين، مع إعطائه الصلاحية في تنصيب وعزل الرئيس.
الجواب عن السؤال الأوّل حول الإمامة: وهو سؤال عن أمرين: الأمر الأوّل: عن السبب في تعيين الإمامة في علي×

المفروض في هذا الأمر: أوّلاً: أنّ الرسول| هو الذي عيّن عليّاً× للإمامة والخلافة من بعده.
وثانياً: أنّ الرسول| إنّما فعل ذلك مراعاةً لمصلحة الأعلميّة والأفضليّة التي كانت محرزةً في عليّ×.وثالثاً: أنّ المتراءى من الأحداث، والمتوقّع ممّا كان معلوماً للنبيّ| أنّ الناس لم يرغبوا في عليّ× بل كانوا يرغبون في غيره فلهذا الواقع، لم يكن من المصلحة بل لم يكن صحيحاً أن يُنصب عليّ× لهذا المنصب، بل الواجب أن يكون وليّاً مرشداً. والإجابة على هذا السؤال، يبتني على المناقشة في هذه الفروض، فنقول: أما المفروض الأوّل: إنّ الإمامة ـ في المنظار الإمامي ـ ليس إلّا مسؤولية إلهية يضعها الله تعالى حيث يشاء، تماماً كما هي النبوّة، واختلافهما إنّما هو في أمر الوحي، فالنبي هو الذي يوحى إليه والإمام لم يوح إليه مباشرةً. وهذه الدعوى مشروحة في بحث الإمامة من علم الكلام، وليس للرسول في أمر الإمامة ـ أصلها ولا تحديد الإمام ـ إلّا وظيفة التبليغ والإعلام والإشارة والإشادة، وإذا كانت الإمامة أصلاً، ولم تكن حكماً فرعيّاً، فالمصلحة التي تلحظ فيها لابدّ أن تكون عامّة وكلّية، ولا ينظر فيها إلى المناسبات والأحداث الخاصّة زمانياً أو مكانياً، أو لاُناسٍ محدّدين، ذوي أهداف خاصّة ومزايا معيّنة، وإنّما تلاحظ فيها المصالح السارية في كلّ عصر ومصر وفي كلّ مجتمع واُمّة. ومن الواضح عقليّاً أنّ الأصلح للإمامة هو الأعلم بالدين، والأتقى للَّه، والأخشى في الله، والأفضل من جميع الجهات الخيّرة، وإذا لم يخضع الناس لأحكام العقل هذه، واختاروا من ليس فيه هذه الصفات كلّها أو بعضها، فليس النقص في جهة الإمام ولا في جهة الله المشرّع والمقرّر. وبهذا ظهر أنّ المصلحة التي نسبت إلى النبيّ| في المفروض الثاني، إنّما هي مصلحة مفروضة في أصل الإمامة حيث أنّ تولّي المفضول على الفاضل قبيح عقلاً، وعرفاً وظلمٌ، ونقضٌ للغرض الذي من أجله شرّعت الإمامة. وليس مجرّد رغبة من الرسول، حتّى يكون بيده تبديله وتغييره مراعاةً للمصلحة الوقتيّة ورغبة عامّة الناس.
وأمّا المفروض الثالث: ففيه أمران: الأوّل: أنّ فرض كون الناس ـ في ذلك العهد ـ لم يرغبوا في عليّ× ورغبوا في غيره. ليس صحيحاً، إطلاقاً. بل الأحداث دلّت على أنّ « شرذمة » قد تآمرت وأظهرت أمراً عمّموه بالإرهاب والتظليل، وعميت على الناس الاُمور، ولم يتبيّنوا إلّا بعد سيطرة المتآمرين، وتهديدهم. وإلّا، فأكثر الناس لم يكونوا يتوقّعون للخلافة غير عليّ× وخاصّة من الفضلاء وأصحاب السوابق من الصحابة والأعيان من المسلمين، سواء أهل المدينة أو خارجها، لكن السلطة المتآمرة إستخدمت القوّة في مواجهتهم، كما فعلوا بمالك بن نويرة. فلم يجد الإمام عليّ× إلّا المحافظة على الكيان والسكوت عن الحقّ، فلم يحاولوا الإثارة، سوى بالكلام لتثبيت الحقّ والمحافظة على أعيان رجاله. ويدلّ على بطلان الفرض المذكور: أنّ عليّاً× كان موضع تجليل الناس عامّة، وباباً لمراجعاتهم إلى الرسول| كما هو مسجّل في السيرة، وكما أنّ الرسول قد بيّن للناس في كلّ موضع ومطلع ومرجع، ومن خلال الأحاديث والخطب، مؤكّداً على مرجعية عليّ× إلى جانب القرآن الذي لا بديل له، فكذلك دلّت على أنّ عليّاً× لا بديل عنه في الخلافة، كحديث الثقلين وحديث « عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ » و « عليّ مع القرآن » و « حديث الثقلين » وغير ذلك.
الثاني: أنّ الفصل بين الحكم ومنصب المرجعية الدينية، أمر غير وارد في الإسلام، والدليل على ذلك هو إدارة الرسولّ| للحكم في عصره، حيث كان هو الحاكم الولي للأمر، وكان الآخرون يصدرون من رأيه وحكمه في الولاية والقضاء وسائر المناصب. فلم يعرف الناس حاكماً إلّا وهو الولي للأمر والقائم بما يلزم لإدارة البلد، ولم يتصوّروا حاكماً غير ذلك، ولذلك كان الخلفاء يدّعون لأنفسهم العلم، ويسعون في إبداء أنفسهم عالمين بكلّ شيء، ويقومون بالتشريع والتدخّل حتّى في ما لا يعرفون، ويمنعون غيرهم من الإفتاء بما يخالفهم، كما فعلوا ـ كلّهم ـ في مسألة ( تدوين السنّة الشريفة ) وكما فعل عمر وعثمان ومعاوية في موارد كثيرة في الفقه. ولو جرى الأمر على هذا لم يبق للإسلام رسم ولا اسم، ولأنقلبت إلى الجاهلية الاُولى، لأنّ بني اُميّة سعوا في التدخّل في العقائد أيضاً، فهم أشاعوا فكرة الجبر، والتجسيم، وغير ذلك ممّا هو مخالف للإسلام لكنّ الإمام أمير المؤمنين× هو الذي تمكّن بحنكته السياسية، وبقدرته الإيمانية، أن يقف أمام ذلك المدّ، ويخفّف من سرعته، ويقلب ظهر المجنّ على اُولئك المعتدين الغاصبين المتغلّبين، فيمنعهم من الوصول إلى أهدافهم التي هي إبادة الإسلام وتحريفه بشكل عميق، فكان أن فرض نفسه على الخلفاء الاُول حتّى أصبحوا لا يستغنون عن الرجوع إليه، إلى أن أصدروا تصريحات كبيرة ينّوهون به مثل قول عمر: « لولا علي لهلك عمر » و « لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو حسن » وأمثال ذلك. وكذلك إستخدم الإمام اُسلوب الوجود في الساحة ولو على الهوامش، والتبعية، لنفسه أو لأقربائه مثل ابن عبّاس، كي لا تخلو الساحة للأعداء بكلّها، ومن خلال المراقبة للتصرّفات والمعارضة لها أو تصحيحها أو إظهار بطلانها، وبيان الحقّ الإسلامي فيها، ؟؟؟ يؤدّي واجبهم الرسالي والإمامي بالشكل الممكن. حتّى أدّى بالناس إلى معرفة الإمام ووجوب نصبه بالتعيين ولو بعد حين، كما حصل بعد عثمان. وهكذا قام الأئمّة المعصومون من بعده في مواجهة الخلافة والخلفاء المتتالين، وفي مقابل الحكّام والأحكام وكذلك أصحابهم وأتباعهم على طول الزمان إلى يومنا هذا. فاستمرار الحقّ وظهوره والإعلان عنه، إنّما هو كان على أثر الحنكة السياسية التي إستعملها الإمام عليّ× ونفّذها أولاده وشيعته على طول التاريخ، وكذلك تضحياتهم وشيعتهم. فلم يكن الناس ليصلوا إلى معرفة الحقّ لولا تلك السياسة الحكيمة ولا تلك التضحيات الكبيرة. ولأنقلبوا كلّهم إلى اُمّة بعيدة عن الحقّ، كما هو الحال في العامّة اليوم، ولكان حكّامهم وأئمّتهم وعلماؤهم، كما هم اليوم، من دون أن يكون للحقّ ممثّل ينطق عنه، ولا تراث سجّل فيه، ولا من يتبعه، ولا تقوم على اُولئك العامّة ولا على جميع الخلق « حجّة للَّه » قائمة. فالأمر الثاني من المفروض الثالث باطلٌ ؛ لأنّ منصب الإرشاد لم ينفصل عن الولاية المطلقة التي هي الإمامة، ولو كان المقصود أن يُعطى عليّ× ولاية الدين، وتترك ولاية الدنيا للخلفاء. وفي هذا:
1 ـ مخالفة لإجماع المسلمين الذين عرّفوا الإمامة: بالولاية العامّة على اُمور الدين والدنيا. ولم يفصل أحد من المسلمين بين اُمور الدين، واُمور الدنيا، في كونها بيد الإمام الوالي على الناس، وهكذا كانت السيرة للخلفاء والحكّام والأئمّة. فطرح هكذا فرض خروج عن مصطلح الإسلام وقوانينه.
2 ـ إنّ هذه المقولة هي من محدثات العلمانية الغربية التي تسرّبت إلى أفكار المنتمين إليهم، وهدفهم فصل الدين عن السياسة، وعزل العلماء عن الحياة العملية لتكون الساحة مفسوحة لأصحاب السلطات والحكّام يمرحون ويسرحون بلا معارضة قويّه كالتي يقودها رجال الدين الذين لهم نفوذٌ في الناس. ولذلك نجدهم لا يعطون لرجل الدين حقّاً في أن يكون مثل أي شخص آخر من الاُمّة في تولّي أي منصب سياسي أو يتصدّى لعمل حكومي، إلّا ويكيلون عليه التّهم والإفتراءات لإخراجه من الساحة. وليس هذا لكونه غير لائق، بل خوفاً من التزامه الديني الذي يضيّق عليهم خناق التفلّت والإباحية. إنّ الحكّام على الخلافة في فترة ما بعد النبي، كانوا يعلمون بعدم إمكان الحكم على الاُمّة مع الفصل بين الدين والدنيا ولا يرون لأحد حقّاً عليهم حتّى بعنوان المرشد الديني، وإذا كان لا يقبلون عليّاً× حاكماً فهم لا يقبلونه مرشداً أيضاً.
وإذا كان يقبلونه مرشداً، فلماذا لا يكون إماماً وحاكماً مطلقاً. إنّ هذا الفرض، لا يمكن الإلتزام به في المنطق الإسلامي للحكم والدولة حتّى في عصرنا الحاضر، فضلاً عن ذلك العصر.