ارسال السریع للأسئلة
تحدیث: ١٤٤٦/٨/٣ من نحن منشورات مقالات الصور صوتيات فيديو أسئلة أخبار التواصل معنا
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
■ کلمتنا
■ واحة الثقافة
■ واحة الملف - الانحراف
■ واحة الشعراء
■ واحة الأسئلة
■ واحة الصور
  1. صوت الكاظمين _ العدد: 260 - 259. ربيع الأول و ربيع الثاني 1442 هـ
  2. صوت الكاظمين _ العدد: 258 - 257. محرم الحرام و صفر 1442 هـ
  3. صوت الكاظمين _ العدد: 256 - 255. ذي القعدة و ذي الحجة 1441 هـ
  4. صوت الكاظمين _ العدد: 254 - 253. رمضان الکريم وشوال 1441 هـ
  5. صوت الكاظمين _ العدد: 252 - 251. رجب المرجب و شعبان 1441 هـ
  6. صوت الكاظمين _ العدد: 250 - 249. جمادي الأولی و الثانية 1441 هـ
  7. صوت الكاظمين _ العدد: 248 - 247. ربيع الأول و ربيع الثاني 1441 هـ
  8. صوت الكاظمين _ العدد: 246 - 245. محرم الحرام و صفر 1441 هـ
  9. صوت الكاظمين _ العدد: 243 - 242. ذي القعدة وذي الحجة 1440 هـ
  10. صوت الكاظمين _ العدد: 242 - 241. رمضان الکريم وشوال 1440 هـ
  11. صوت الكاظمين _ العدد :239_240
  12. صوت الكاظمين _ العدد :237_238
  13. صوت الكاظمين _ العدد :235_236
  14. صوت الكاظمين _ العدد :233_234
  15. صوت الكاظمين _ العدد :231_232
  16. صوت الكاظمين _ العدد :53 _ 12 شوّال 1417 هجرية
  17. صوت الكاظمين _ العدد :43 _ 12 ذوالحجة 1416 هجرية
  18. صوت الكاظمين _ العدد :37 _ 12 جمادی الثانی 1416 ه.ق
  19. صوت الكاظمين _ العدد :الحادي عشر _ربيع الثاني 1414 ه
  20. صوت الكاظمين _ العدد :العاشر _ربيع الاول 1414 ه
  21. صوت الكاظمين _ العدد :التاسع _صفر 1414 ه
  22. صوت الكاظمين _ العدد :الثامن _محرم 1414 ه
  23. صوت الكاظمين _ العدد :السابع _ذوالحجة 1413 ه
  24. صوت الكاظمين _ العدد :السادس _ذوالقعدة 1413 ه
  25. صوت الكاظمين _ العدد :الخامس _شوال 1413 ه
  26. صوت الكاظمين _ العدد :الرابع _شهر الرمضان 1413 ه
  27. صوت الكاظمين _ العدد :الثالث _شعبان 1413 ه
  28. صوت الكاظمين _ العدد :الثاني _رجب 1413 ه
  29. صوت الكاظمين _ العدد :الاول _جمادي الثاني 1413 ه
  30. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 230-229. رمضان و شوال 1439 هـ
  31. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 228- 227. رجب المرجب و شعبان 1439 هـ
  32. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 226-225. جمادی الأولی والثانية 1439 هـ
  33. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 223-224 ربیع الأول والثاني 1439 هـ
  34. الكوثر العدد الرابع والعشرون - رجب 1432هـ
  35. الكوثر العدد الثالث والعشرون - رجب 1426
  36. الكوثر العدد العشرون محرّم 1425
  37. الكوثر العدد التاسع عشر رجب 1424
  38. الكوثر العدد الثامن عشر محرّم 1424
  39. الكوثر العدد السابع عشر رجب 1423
  40. الكوثر العدد السادس عشر محرّم 1423
  41. الكوثر العدد الخامس عشر رجب 1422
  42. الكوثر العدد الرابع عشر محرّم 1422
  43. الكوثر العدد الثالث عشر رجب 1421
  44. الكوثر العدد الثاني عشر محرم الحرام 1421
  45. صحیفة صوت الکاظمین 222-221 أشهر محرم الحرام و صفر 1439 هـ
  46. صحیفة صوت الکاظمین 219-220 أشهر ذي القعدة وذي الحجة 1438هـ . 2017م
  47. مجلة الکوثر - العدد السادس والثلاثون والسابع وثلاثون 36 - 37 - شهر رجب 1438هـ -2017م
  48. صحیفة صوت الکاظمین 216-218 أشهر رجب - شعبان - رمضان 1438هـ . نيسان / ايّار / حزيران 2017م
  49. مجلة الكوثر - العدد العاشر - محرم الحرام - سنة 1420 هـ
  50. مجلة الكوثر - العدد التاسع - رجب - سنة 1419 هـ
  51. مجلة الكوثر - العدد الثامن - محرم الحرام - سنة 1419 هـ
  52. مجلة الكوثر - العدد السابع - 20 جمادي الثاني - سنة 1418 هـ
  53. مجلة الكوثر - العدد السادس - محرم الحرام - سنة 1418 هـ
  54. مجلة الكوثر - العدد الخامس - 20 جمادي الثاني - سنة 1417 هـ
  55. مجلة الكوثر - العدد الرابع - محرم الحرام - سنة 1417 هـ
  56. مجلة الكوثر - العدد الثالث - 20 جمادي الثاني - سنة 1416 هـ
  57. مجلة الكوثر - العدد الثاني - محرم الحرام - سنة 1416 هـ
  58. مجلة الكوثر - العدد الاول - 20 جمادي الثاني يوم ولادة سيدة فاطمة الزهراء - سنة 1415 هـ
  59. مجلة عشاق اهل بیت 7
  60. مجلة عشاق اهل بیت 6
  61. مجلة عشاق اهل بیت 5
  62. مجلة عشاق اهل بیت 4
  63. مجلة عشاق اهل بیت 3
  64. مجلة عشاق اهل بیت 2
  65. مجلة عشاق اهل بیت 1
  66. صحیفة صوت الکاظمین 215-212 شهور ربیعین وجمادیین 1438هـ . دیسمبر / مارس2017م
  67. صحیفة صوت الکاظمین 210 -211 شهر محرم وصفر 1438هـ . أکتوبر/ نوفمبر 2016م
  68. صحیفة صوت الکاظمین 208 -209 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1437هـ .أغسطس/سبتمبر 2016م
  69. مجلہ عشاق اہل بیت 14و 15 ۔ ربیع الثانی 1437 ھ
  70. مجلہ عشاق اہل بیت 12و 13 ۔ ربیع الثانی 1436 ھ
  71. صحیفة صوت الکاظمین 206 -207 شهر رمضان وشوال 1437هـ .نیسان/أیار2016م
  72. مجلة الکوثر الرابع والثلاثون والخامس وثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م
  73. صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ .نیسان/ أیار 2016م
  74. صحیفة صوت الکاظمین 203-202 شهر جمادي الاول والثاني 1437هـ .فبرایر/مارس 2016م
  75. مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م
  76. صحیفة صوت الکاظمین 201-200 شهر ربیع الاول والثاني 1437هـ .دیسمبر/کانون الاول 2015م
  77. صحیفة صوت الکاظمین 198-199 شهر محرم الحرام وصفر 1436هـ .اکتبر/نوفمبر 2015م
  78. صحیفة صوت الکاظمین 196-197 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1436هـ . اغسطس/سبتمبر 2015م
  79. صحیفة صوت الکاظمین 194-195 شهر رمضان وشوال 1436هـ . حزیران/تموز 2015م
  80. صحیفة صوت الکاظمین 193 شهر شعبان 1436هـ . مایو/آیار 2015م
  81. صحیفة صوت الکاظمین 192 شهر رجب المرجب 1436هـ . ابریل /نیسان 2015م
  82. مجلة الکوثر الثاني والثلاثون - شهر رجب المرجب 1436هـ -2015م
  83. مجلة الکوثر الواحد والثلاثون - شهر محرم الحرام 1436هـ -2014م
  84. صحیفة صوت الکاظمین 190 -191 شهر جمادي الاول والثاني 1436هـ. فبرایر/شباط 2015مـ.
  85. صحیفة صوت الکاظمین 189 شهر ربیع الثاني 1436هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
  86. صحیفة صوت الکاظمین 188 شهر ربیع الاول 1436هـ. کانون الاول/ کانون الثاني 2014مـ.
  87. صحیفة صوت الکاظمین 187 شهر صفر المظفر 1436هـ. دیسمبر/ کانون الاول 2014مـ.
  88. صحیفة صوت الکاظمین 186 شهر محرم الحرام 1436هـ. اکتوبر/ تشرین الاول 2014مـ.
  89. صحیفة صوت الکاظمین 185 شهر ذي الحجة 1435هـ. سبتمبر/ أیلول 2014مـ.
  90. صحیفة صوت الکاظمین 184 شهر ذي القعدة 1435هـ. اغسطس/ اب 2014مـ.
  91. صحیفة صوت الکاظمین 183 شهر شوال المکرم 1435هـ. یولیو/تموز 2014مـ.
  92. صحیفة صوت الکاظمین 182 شهر رمضان 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
  93. مجلة الکوثر الثلاثون - شهر رجب المرجب 1435هـ -2014م
  94. صحیفة صوت الکاظمین 181 شهر شعبان المعظم 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
  95. صحیفة صوت الکاظمین 180 شهر رجب المرجب 1435هـ. مایو/أیار 2014مـ.
  96. صحیفة صوت الکاظمین 179 شهر جمادي الثاني 1435هـ. ابریل/نیسان 2014مـ.
  97. صحیفة صوت الکاظمین 178 شهر جمادي الأول 1435هـ. مارس/آذار 2014مـ.
  98. صحیفة صوت الکاظمین 177 شهر ربیع الثاني 1435هـ.فبرایر/شباط2014مـ.
  99. صحیفة صوت الکاظمین 176 شهر ربیع الأول 1435هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
  100. صحیفة صوت الکاظمین 175 شهرصفر 1435هـ. دیسمبر/کانون2013مـ.
  101. مجلة عشاق اهل بیت 11
  102. مجلة الکوثر التاسع والعشرون -شهر محرم الحرام 1435ه -2013م
  103. صحیفة صوت الکاظمین 174 شهر محرم الحرام1435
  104. صحیفة صوت الکاظمین 173 شهر ذي الحجة 1434
  105. صحیفة صوت الکاظمین 172 شهر ذي القعده
  106. مجلة عشاق اهل بیت شماره 10شوال 1434هـ
  107. صحیفة صوت الکاظمین 171 شهر شوال
  108. مجلة عشاق اهل بیت 8 - شوال 1333هـ
  109. مجلة عشاق اهل بیت 9 - ربیع الثانی 1334
  110. مجله الکوثر 28-رجب المرجب1434 هـ 2012 م
  111. مجله الکوثر 27-محرم الحرام1434 هـ 2012 م
  112. صوت الكاظمین-العدد 170-رمضان 1434 هـ -یولیو/تموز2013 م .
  113. مجلة صوت الکاظمین العدد166
  114. صوت الكاظمین-العدد 169-شعبان المعظم 1434 هـ - یونیو 2012 م .
  115. صوت الكاظمین-العدد 168-رجب المرجب 1434 هـ - مایو 2012 م .
  116. صوت الكاظمین-العدد 167 -جمادی الثانی 1434 هـ - أبریل 2013 م .
  117. صوت الكاظمین-العدد 165-ربیع الثانی 1434 هـ - فیرایر 2012 م .
  118. صوت الكاظمین-العدد 164-ربيع الاول 1434 هـ - يناير 2013 م .
  119. صوت الكاظمین-العدد 149-ذی الحجة 1432هـ - أکتوبر 2011 م .
  120. صوت الكاظمین-العدد 150-محرم الحرام 1433 هـ - نوفمبر 2011 م .
  121. صوت الكاظمین-العدد 151-صفر المظفر 1433 هـ - ینایر 2012 م .
  122. صوت الكاظمین-العدد 152-ربع الأول الخیر 1433 هـ - فبرایر 2012 م .
  123. صوت الكاظمین-العدد 153-ربیع الثانی1433 هـ - مارس 2012 م .
  124. صوت الكاظمین-العدد 154-جمادی الأولی 1433هـ - مایو 2012 م .
  125. صوت الكاظمین-العدد 155-جمادی الثانی 1433 هـ - یونیو 2012 م .
  126. صوت الكاظمین-العدد 157-شعبان المعظم 1433 هـ - اغسطس 2012 م .
  127. صوت الكاظمین-العدد 156-رجب المجرب 1433 هـ - یولیو 2012 م .
  128. صوت الكاظمین-العدد 158-رمضان الکریم 1433هـ - اغسطس 2012 م .
  129. صوت الكاظمین-العدد 159-شوال 1433هـ - سبتمبر 2012 م .
  130. صوت الكاظمین-العدد 160-ذی القعدیة 1433 هـ - سبتمبر 2012 م .
  131. صوت الكاظمین-العدد 161-ذی الحجة 1433 هـ - آکتوبر 2012 م .
  132. صوت الكاظمین-العدد 162-محرم الحرام 1434 هـ - نوفمبر 2012 م .
  133. صوت الكاظمین-العدد 164-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
  134. صوت الكاظمین-العدد 163-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
  135. مجله الکوثر 26-العدد السادس والعشرون رجب المرجب 1433هـ 2012م
  136. مجلة الکوثر 25

بعض صفات النبي في القرآن - رحیم امید

 
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض صفات النبي العظیم| في القرآن الکریم
المقدّمة
الحمد لله ربّ العالمین بارئ الخلائق أجمعین، وأفضل الصلاة وأتمّ التسلیم علی حبیبه المصطفی الصادق الأمین وعلی آله الطیبین الطاهرین المعصومین، أئمة الهدی وأعلام الوری والعروة الوثقی، الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا.
إنّ الله تعالی اصطفى رسوله محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) على كل الرسل، وختم به الرسالات الإلهیة، وفضّله على جميع الأنبياء والمرسلین، وخصّه بالشفاعة العظمى يوم القيامة، ونحن حین نقرأ القرآن الكريم نجد فیه آيات كثيرة في سور متعددة تتحدث عن أوصاف النبي الأکرم (صلى الله عليه وآله وسلم)تأكيدا لفضله وصفاته الأخلاقية، وعلو منزلته عند ربه، ولتأكيد وجوب الاقتداء به، وسنتعرض هنا في هذه الأسطر القلیلة لأهمیة القران ومکانته، وبعض أسماء الحبیب المصطفی الواردة في القرآن الکریم، وبعض أوصاف الرسول العظیم كما وردت في القرآن الکریم، وذکر بعض الآیات الشریفة التي تبیّن عالمیة الرسالة النبویة وأخیرا الآیات الشریفة التي تبین إنه مبعوث للناس کافة لا لأمة العرب فقط.
ومن کل ما سنطرحه في هذا البحث المتواضعسیتبیّن لنا مدى تعظيم المولى سبحانه وتبجیله واحترامه لمن اختاره مبعوثاً للبشر کافة وخاتم لسلسلة الأنبیاء والرسل المبعوثون لهدایة العباد وإخراجهم من الظلمات إلی النور، وفي نفس الوقت نرى مدى معرفتنا به (صلی الله علیه وآله) ویتبیّن لنا مدی تقصيرنا في حقه، وهل نحن سائرون علی سیرته ومتخذیه اسوة وقدوة کما أمرنا القرآن الکریم؟ أم أننا-نعوذ بالله- ابتعدنا عنه وبذلك ابتعدنا عن الله تعالی وعن مراده؟.
أولاً: القرآن الکریم: أهمیّته ومکانته
القرآن الكريم هو كلام الله الذي حفظه سبحانه وتعالی من كل تحریف أو تبديل فقال عزّ من قائل: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر:9).
وقال: ﴿لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصلت:42) وقال: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾ (البروج:21-22)
ولاشك أنه هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي ولهذا كان لزاماً علينا أن نأخذ عقائدنا وأحكامنا ومفاهيمنا أولاً من القرآن الكريم، ثم اللجوء إلى العِدْل الثاني من الثقلين اللذین لایفترقا عن بعضهما، فالثقل الأصغر مفسّر ومبیّن للثقل الأکبر الذي هو حمّال أوجه وفیه ظاهر وباطن ومحکم ومتشابه وناسخ ومنسوخ و..،  فلابدّ من رده إلیهم في معرفة تفسیره وتأویله ومراده، وأي مفهوم من المفاهيم أو حكم من الأحكام أو أي عقيدة تتناقض مع القرآن الكريم فهي لیست منهم ولا من بیانهم لأنّ الحبیب المصطفی -بأمر الله تعالی- قرنهم بالقران الکریم وبیّن عصمتهم وحتمیة الأخذ منهم وعنهم في أحادیث کثیرة سواء کان المخاطب بها أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب× أو أبنائه الهداة المعصومین× کحدیث الثقلین والغدیر والمنزلة والسفینة بالإضافة إلی الآیات الشریفة کآیة التطهیر والمباهلة والولایة وغیرها.
من المعلوم أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله القدوة لكل الأمة بل للبشرية جمعاء، فحينئذ يجب علينا أن ندرس حياته ونتعرّف على سيرته المعطاء من المصدر الأول من كلام الله قبل كلام البشر.
ثانیاً:من أسمائه| التي سمّاه الله تعالی بها
إنّ القرآن الکریم يتفنّن في توصيف النبي|عند ذكره، بل في تسميته والايماء إليه.-- فتارة يشير إليه بإحدى الصفات العامة الشاملة لكل انسان كما في قوله: ﴿فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ﴾(النجم ـ ١٠ )،غير أنّ في إضافة العبد إلى نفسه إعلاماً وتأکیدا إلى تكريمه وتقربّه منه سبحانه.
- ** واُخرى يخاطبه بالألقاب الخاصة بأنبيائه ورسله فيقول:عزّ من قائل:﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ﴾) الأنفال ـ ٦٥)، ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ﴾( المائدة ـ ٦٧).
- ** وثالثة يخصّه باسميه الشریفین اللذين كان يدعى بهما في الإسلام وهما: محمد وأحمد والتي سنبیّنها من خلال الآیات التالیة:
محمد: وقد ذكر هذا الإسم الشریف في القرآن الكريم أربع مرات وهي کالتالي:
﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ (آل عمران:144).
﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ﴾ (الأحزاب:40).
﴿وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ (محمد:2).
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ﴾ (الفتح: 29).
أحمد: وذكر مرة واحدة في القرآن الكريم حكاية عن نبي الله عيسى عليه السلام:
﴿وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ (الصف:6).
وعَدَّ بعضهم من أسمائه:
طه: ﴿طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾ (طه:1-2).
يس: ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ (يس:2).
ثالثاً: بعض صفاته| المذکورة في القرآن الکریم
أما صفاته صلى الله عليه وآله فقد ذكرت بكثرة وفي آيات عديدة، نذكر بعضاً منها، فمن تلك الصفات:
1- حرصه على هداية الناس(الهادي):
كان| شديد الحرص على هداية كل الناس بدون تمييز وإخراجهم من الظلمات إلى النور حتى أشفق عليه المولى سبحانه وهدَّأ روعه من الحالة التي هو عليها فخاطبه بقوله تعالى: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (الشعراء: 3).
وقال تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً﴾ (الكهف:6).
البخع: قتل النفس غماً. فيخاطبه المولى: هل تريد أن تتلف نفسك وتميتها حسرة وندامة لعدم إيمانهم، وتبلغ من التأسف إلى هذا الحد؟ ولما وصل إلى هذا المقام حثه المولى على ترك التأسف في آيات عديدة، نحو قوله تعالى: ﴿فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ (فاطر:8 )
2- نبي الرحمة:
من أبرز صفاته أنه نبي الرحمة ليس لأمته فحسب بل لجميع العالم ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء:107)
3- لينه مع الناس.
4- العفو عمن ظلمه.
5- خلوه من الفظاظة والخشونة.
أشار القرآن الكريم إلى صفات القائد التي اتصف بها رسول الله صلى الله عليه وآله من لينه مع الناس وعفوه عمن ظلمه وخلوه من الفظاظة والخشونة، وأشار إلى حسن معاشرته مع كل من صحبه وإلى رأفته وعطفه عليهم ورحمته بهم وعلى أعدائه، وتنزهه عن فظاظة الخلق وغلظة القلب. بقوله تعالى ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ (آل عمران: 159)
الفظ: الغليظ الجافي الخشن الكلام. وهذه غلظة في الجانب الكلامي.
غليظ القلب: قاسي الفؤاد الذي لا يوجد في قلبه رحمة ولا يحس منه لين.وهذا في الجانب العملي والسلوكي.
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ: وهنا المولى يأمره أن يعفو عن الذين أساؤوا إليه عندما فروا من القتال في واقعة أحد وتسببوا بهزيمة المسلمين وحصلت قتلى كثيرة بسبب فرارهم، ومع هذا أمر نبيه أن يعفو عنهم وأن يستغفر لهم.
6- يصغي لمن حدّثه:
قال تعالى ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ﴾ (التوبة: 61).
7- أسفه من المواقف التي تصدر من المتعنتين والمعاندين:
قال تعالى ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة:128).
يوجد أكثر من معنى لقوله (مِنْ أَنْفُسِكُمْ) قال الشريف الرضي:
أ- هذه استعارة والمراد بأنفسكم ههنا - والله أعلم - أي من جنس أنفسكم وخَلْقِكم، لتكونوا إليه أسكن، والقبول منه أقرب.
ب- ويجوز من أنفسكم أي من قبيلكم وعشيرتكم، كما يقول القائل: فلان من أنفس بني فلان. أي من صميم أنسابهم، وليس من أواسطهم وملاصقهم.
ت- وقد يجوز أن يكون المراد برسول من أنفسكم أي من أشقائكم وأعزائكم، كما يقول القائل: لذي ودِّه والقريب من قلبه: أنت من نفسي، وأنت من قلبي. أي أنت شقيق النفس، وقسيم القلب.
ومما يقوي ذلك قوله سبحانه: ﴿عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ أي بحبه لكم، وميله إليكم، يعز عليه أن تعنتوا وتعاندوا فتحرموا الثواب وتستحقوا العقاب، فهو حريص على إيمانكم رأفة بكم وإشفاقاً عليكم[2].
8- صاحب الخلق العظيم:
وقد وصل إلى الذروة العالية من الخلق الحسن مع كل طبقات المجتمع من المشركين والكافرين والمنافقين والمؤمنين، قال تعالى ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم:4) فمدحه بأعظم مدح ولو كان هناك مدح أعظم من ذلك لمدحه به.
9- القدوة الكاملة: 
لقد بلغ من الكمال ما جعله إماماً لكل من يريد الخير والهداية والصلاح، أن يقتدي به ويحتذي على شاكلته، قال تعالى ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾ (الأحزاب:21)
10- يهدي إلى الصراط المستقيم:
قال تعالى ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (الشورى: 52)
11- صابر على مکر الناس:
قال تعالى ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾ (النحل:127)
12- صبور حيي:
كان من عظم خلق النبي صلى الله عليه وآله أنه يتحمل المشاق والصعاب في سبيل تطبيق الجانب الأخلاقي مع الناس خصوصاً فيما يرجع إليه شخصياً فكان يستحي أن يقف أمام أحد في عمل أو يقطع على أحد كلاماً.
قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ (الأحزاب: 53).
 فالآية الشریفة تدعو إلى عدة أمور:
أ- أن دخول أي بيت من البيوت منهي عنه إلا بعد الإذن من صاحبه فمن باب أولى بيت النبي وهذا هو الاستثناء الأول.
ب- الاستثناء الثاني من النهي قوله ﴿غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ﴾ أي غير ناظرين وقت الطعام وساعة أكله فلا تدخلوا إلا وقت حلول الطعام ونضجه وتهيئته وليس لكم أن تدخلوا قبل ذلك.
إناه: وقته وحلول وقت الشيء. أي أن يكون دخولكم في الوقت المحدد للدعوة والطعام مهيأ للأكل[3].
ت- استحباب إجابة الدعوة وأن لا تتأخر بعد الأكل.
ث- أن لا تجلسوا حلقاً مستأنسين يحدث بعضكم بعضاً بعد الأكل إلا إذا كان صاحب الدعوة يريدها.
ج- أن النبي لم يكن يتردد في تبيان الحق لحظة واحدة ولكن بعض الأمور قد تتعلق به شخصياً فمن الأدب أن لا يدافع عن نفسه لذلك كان المولى سبحانه هو الذي يدافع عنه.
13- ما ينطق عن الهوى:
المصدر لحديثه هو الوحي الإلهي فهو مأمون من الانحراف والضلال ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ (النجم:3-5 )
14- الشدة على الكفار:
فيما يرجع إلى العقيدة ودعوتهم إلى الإيمان وهذه الشدة لا تتنافى مع الأخلاق في المعاشرة معهم.
15- الرحمة بين المؤمنین:
فال تعالى ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً﴾ (الفتح:29)
16- النبي الأمي:
قال تعالى ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ﴾ (الأعراف: 157)
وقال تعالى ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (الأعراف:158)
17- يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر:
قال تعالى ﴿يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ (الأعراف: 157)
18- يحل الطيبات ويحرم الخبائث :
قال تعالى ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ (الأعراف: 157)
19- التغيير للعادات الجاهلية:
قال تعالى ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الأعراف: 157)
الأصر: عقد الشيء وحبسه بقهره. فيضع عنهم الأشياء التي تثبطهم وتمنعهم  من فعل الخيرات وعن الوصول إلى الثوابت.
الأغلال: القيود التي كانت عليهم.
20- صاحب العلم الغزیر:
قال تعالى ﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾ (النساء: 113)
21- يشدد على نفسه بالعبادة:
قال تعالى ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ﴾ (المزمل: 20)
وقال تعالى ﴿طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾ (طـه:1-2) أي لتتعب هذا التعب. والشقاء: يجيء بمعنى التعب.
22- أن وجوده أمان للأمة من العذاب:
قال تعالى ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (الأنفال:33)
23- استغفاره للأمة مستجاب:
قال تعالى ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً﴾ (النساء: 64)
24- معصوم هو وأهل بيته أصحاب الكساء:
قال تعالى ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ (الأحزاب: 33)
الإرادة هنا إرادة تكوينية لا يمكن تخلفها وهذا الخطاب مختص بهذه الفئة وهم أصحاب الكساء وليس معنى ذلك أنهم مجبرون عليها بل الاختيار لا يزال إليهم، ولو كانت هذه الإرادة تشريعية لكانت عامة لكل الناس ولما كان لهؤلاء فضل على سائر الناس، وفي قبال ذلك الإرادة التشريعية التي يريد المولى أن يطهر جميع الناس كما في قوله تعالى ﴿وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (المائدة:6) وفي قوله ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ (الأنفال: 11) فهذه الإرادة إرادة تشريعية يمكن أن تتحقق ويمكن أن تتخلف.
الرجس: الشيء القذر سواء كان من حيث الطبع أو العقل أو الشرع ومن الجميع.
والتطهير: الذي يعني إزالة النجس.وهو تأكيد على مسألة إذهاب الرجس ونفي السيئات.
25- الله وملائكته يصلون علی النبي:
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ (الأحزاب:56)  تكريما وتعظيما لجلال النبي الكريم أن الله وملائكته يصلون عليه وأنتم أيضاً ضموا صوتكم بالصلاة عليه.
الصلاة من الله: إرسال الرحمة عليه وما يفعله به من إعلاء درجاته، ورفع منازله وتعظيم شأنه وغير ذلك من أنواع كراماته.
الصلاة من الملائكة: مسألتهم الله سبحانه أن يصلي عليه وطلب الرحمة وإعلاء درجته.
والصلاة من الله ومن الملائكة مستمرة على رسوله.
الصلاة من الناس على رسول الله: هو الدعاء له بإنزال الرحمة عليه كما ورد: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم.
ومعنى السلام عليه: التسليم لأوامره قال تعالى ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ (النساء:65)
26- أنه أشجع الناس:
قال تعالى ﴿إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ﴾ (آل عمران: 153)
الإصعاد: الذهاب في الأرض والإبعاد فيه، تقول: صعِد في الجبل وأصْعَدَ في الأرض.
والمعنى: ولقد عفا عنكم وقت إصعادكم أي ذهابكم في وادي أحد للانهزام  ثم جازاكم الله غمّاً حين ابتلاكم بسبب غم أذقتموه رسول الله صلى الله عليه وآله بعصيانكم إياه.
27-صاحب الكوثر:
قال تعالى ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ (الكوثر:1-3 )
28- أول العابدين:
قال تعالى ﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ (الزخرف:81)
29- أولى بالمؤمنين من أنفسهم:
قال تعالى ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ (الأحزاب: 6)
30- أزواجه أمهاتهم:
قال تعالى ﴿وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ (الأحزاب: 6)
31-أنه بشر يوحى إليه: قال تعالى ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ (الكهف: 110)
وقال تعالى ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ﴾ (فصلت:6)
32- الشهيد على الشهداء:
قال تعالى ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً﴾ (النساء:41)
33- عبد الله:
قال تعالى ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً﴾ (الجن:19)
34- رسول مبين:
قال تعالى ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ﴾ (الدخان:13)
35- السراج المنیر:
قال تعالى ﴿وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً﴾ (الأحزاب:46)
36- برهان من الله تعالی:
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً﴾ (النساء:174)
37- المؤدب من قبل الله تعالی:
أ‌- العفو عن الآخرين.
ب‌- الأمر بالمعروف.
ت‌- الإعراض عن الجاهلين.
قال تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ (الأعراف:199)
خُذِ الْعَفْوَ: أي خذ ما عافاك من أفعال الناس وأخلاقهم وما يأتي منهم من غير كلفة، ولا تداقهم، واطلب الميسور منهم ونحوه قوله عليه السلام ( يسروا ولا تعسروا ) أمر – سبحانه – بالتسامح وترك الاستقصاء في القضاء والاقتضاء.
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ: بالمعروف والجميل من الأفعال والحميد من الخصال.
وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ: ولا تكافئ السفهاء بمثل سفههم، وأعرض عمّا يسوءك منهم.
وقيل: إنه لما نزلت الآية سأل جبرائيل، فقال: لا أدري حتى أسأل، ثم أتاه فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تَصِلَ من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): ( أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق، وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها )[4]
38- طاعته طاعة الله:
قرن الله تعالی طاعة رسوله الکریم بطاعته هو سبحانه، وبيّن منزلة ومکانة من يطع الله ورسوله، قال الله تعالى:﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا﴾(النساء: 69)
39- رسول كريم: قال الله تعالى:﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ (الحاقة: 40)
40- الفضل والتأیید الإلهیین للنبي الأکرم:
قال الله تعالى:﴿وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ (النساء: 113)
رابعاً: الآیات التي تبیّن عالمية رسالة النبي محمد| في القرآن
قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً﴾ (الأعراف: 158)
وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (سـبأ:28)
وقال تعالى ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً﴾ (الفرقان:1)
وقال تعالى ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ﴾ (الأنعام:19)
وقال تعالى ﴿وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً﴾ (النساء: 79)
وقال تعالى ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (آل عمران:138)
وقال تعالى ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (التوبة:33) و (الصف:9)
وقال تعالى ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً﴾ (الفتح:28)

خامساً: آیات الخطابات العامة لکافةالناس
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة:21)
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً﴾ (البقرة: 168)
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ..﴾ ( النساء:1)
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً﴾ (النساء:174)
وقال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة: 185)
وقال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ (إبراهيم:1)
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ﴾ (الروم: 58)
الخاتمة
تعرّفنا في هذه الوریقات القلیلة عن بعض صفات الحبیب المصطفی -وأتممناها بأربعین صفة بفضله ومنّه تعالی- الذي اختاره الله تعالی العزیز الحکیم لیکون بشیراً ونذیراً لکافة البشر والخاتم للنبوات والرسالات الإلهیة التي جاءت من السماء لهدایة العباد والأخذ بیدهم إلی أعلی درجات الکمال والقرب الإلهي، وقد جعله الله تعالی قدوة واسوة لجمیع البشر وأمر بطاعته والأخذ بأوامره ونواهیه لیعیش الناس جمیعا سعداء في هذه الدنیا الفانیة وینعمون ویخلدون في تلك الحیاة الأبدیة. فصلی الله علیه وعلی آل بیته الطیبین المطهرین، ووفقنا لمعرفتهم واتباعهم، والسیر علی نهجهم، وامتثال أوامرهم والانتهاء بنهیهم، ورزقنا الثبات علی الدین والتمسك به وبهم ونیل شفاعتهم إنه سمیع مجیب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطیبین الطاهرين المعصومین.