ارسال السریع للأسئلة
تحدیث: ١٤٤٦/٨/٣ من نحن منشورات مقالات الصور صوتيات فيديو أسئلة أخبار التواصل معنا
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
■ کلمتنا
■ واحة الثقافة
■ واحة الملف - الانحراف
■ واحة الشعراء
■ واحة الأسئلة
■ واحة الصور
  1. صوت الكاظمين _ العدد: 260 - 259. ربيع الأول و ربيع الثاني 1442 هـ
  2. صوت الكاظمين _ العدد: 258 - 257. محرم الحرام و صفر 1442 هـ
  3. صوت الكاظمين _ العدد: 256 - 255. ذي القعدة و ذي الحجة 1441 هـ
  4. صوت الكاظمين _ العدد: 254 - 253. رمضان الکريم وشوال 1441 هـ
  5. صوت الكاظمين _ العدد: 252 - 251. رجب المرجب و شعبان 1441 هـ
  6. صوت الكاظمين _ العدد: 250 - 249. جمادي الأولی و الثانية 1441 هـ
  7. صوت الكاظمين _ العدد: 248 - 247. ربيع الأول و ربيع الثاني 1441 هـ
  8. صوت الكاظمين _ العدد: 246 - 245. محرم الحرام و صفر 1441 هـ
  9. صوت الكاظمين _ العدد: 243 - 242. ذي القعدة وذي الحجة 1440 هـ
  10. صوت الكاظمين _ العدد: 242 - 241. رمضان الکريم وشوال 1440 هـ
  11. صوت الكاظمين _ العدد :239_240
  12. صوت الكاظمين _ العدد :237_238
  13. صوت الكاظمين _ العدد :235_236
  14. صوت الكاظمين _ العدد :233_234
  15. صوت الكاظمين _ العدد :231_232
  16. صوت الكاظمين _ العدد :53 _ 12 شوّال 1417 هجرية
  17. صوت الكاظمين _ العدد :43 _ 12 ذوالحجة 1416 هجرية
  18. صوت الكاظمين _ العدد :37 _ 12 جمادی الثانی 1416 ه.ق
  19. صوت الكاظمين _ العدد :الحادي عشر _ربيع الثاني 1414 ه
  20. صوت الكاظمين _ العدد :العاشر _ربيع الاول 1414 ه
  21. صوت الكاظمين _ العدد :التاسع _صفر 1414 ه
  22. صوت الكاظمين _ العدد :الثامن _محرم 1414 ه
  23. صوت الكاظمين _ العدد :السابع _ذوالحجة 1413 ه
  24. صوت الكاظمين _ العدد :السادس _ذوالقعدة 1413 ه
  25. صوت الكاظمين _ العدد :الخامس _شوال 1413 ه
  26. صوت الكاظمين _ العدد :الرابع _شهر الرمضان 1413 ه
  27. صوت الكاظمين _ العدد :الثالث _شعبان 1413 ه
  28. صوت الكاظمين _ العدد :الثاني _رجب 1413 ه
  29. صوت الكاظمين _ العدد :الاول _جمادي الثاني 1413 ه
  30. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 230-229. رمضان و شوال 1439 هـ
  31. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 228- 227. رجب المرجب و شعبان 1439 هـ
  32. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 226-225. جمادی الأولی والثانية 1439 هـ
  33. صحيفة صوت الکاظمين - العدد: 223-224 ربیع الأول والثاني 1439 هـ
  34. الكوثر العدد الرابع والعشرون - رجب 1432هـ
  35. الكوثر العدد الثالث والعشرون - رجب 1426
  36. الكوثر العدد العشرون محرّم 1425
  37. الكوثر العدد التاسع عشر رجب 1424
  38. الكوثر العدد الثامن عشر محرّم 1424
  39. الكوثر العدد السابع عشر رجب 1423
  40. الكوثر العدد السادس عشر محرّم 1423
  41. الكوثر العدد الخامس عشر رجب 1422
  42. الكوثر العدد الرابع عشر محرّم 1422
  43. الكوثر العدد الثالث عشر رجب 1421
  44. الكوثر العدد الثاني عشر محرم الحرام 1421
  45. صحیفة صوت الکاظمین 222-221 أشهر محرم الحرام و صفر 1439 هـ
  46. صحیفة صوت الکاظمین 219-220 أشهر ذي القعدة وذي الحجة 1438هـ . 2017م
  47. مجلة الکوثر - العدد السادس والثلاثون والسابع وثلاثون 36 - 37 - شهر رجب 1438هـ -2017م
  48. صحیفة صوت الکاظمین 216-218 أشهر رجب - شعبان - رمضان 1438هـ . نيسان / ايّار / حزيران 2017م
  49. مجلة الكوثر - العدد العاشر - محرم الحرام - سنة 1420 هـ
  50. مجلة الكوثر - العدد التاسع - رجب - سنة 1419 هـ
  51. مجلة الكوثر - العدد الثامن - محرم الحرام - سنة 1419 هـ
  52. مجلة الكوثر - العدد السابع - 20 جمادي الثاني - سنة 1418 هـ
  53. مجلة الكوثر - العدد السادس - محرم الحرام - سنة 1418 هـ
  54. مجلة الكوثر - العدد الخامس - 20 جمادي الثاني - سنة 1417 هـ
  55. مجلة الكوثر - العدد الرابع - محرم الحرام - سنة 1417 هـ
  56. مجلة الكوثر - العدد الثالث - 20 جمادي الثاني - سنة 1416 هـ
  57. مجلة الكوثر - العدد الثاني - محرم الحرام - سنة 1416 هـ
  58. مجلة الكوثر - العدد الاول - 20 جمادي الثاني يوم ولادة سيدة فاطمة الزهراء - سنة 1415 هـ
  59. مجلة عشاق اهل بیت 7
  60. مجلة عشاق اهل بیت 6
  61. مجلة عشاق اهل بیت 5
  62. مجلة عشاق اهل بیت 4
  63. مجلة عشاق اهل بیت 3
  64. مجلة عشاق اهل بیت 2
  65. مجلة عشاق اهل بیت 1
  66. صحیفة صوت الکاظمین 215-212 شهور ربیعین وجمادیین 1438هـ . دیسمبر / مارس2017م
  67. صحیفة صوت الکاظمین 210 -211 شهر محرم وصفر 1438هـ . أکتوبر/ نوفمبر 2016م
  68. صحیفة صوت الکاظمین 208 -209 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1437هـ .أغسطس/سبتمبر 2016م
  69. مجلہ عشاق اہل بیت 14و 15 ۔ ربیع الثانی 1437 ھ
  70. مجلہ عشاق اہل بیت 12و 13 ۔ ربیع الثانی 1436 ھ
  71. صحیفة صوت الکاظمین 206 -207 شهر رمضان وشوال 1437هـ .نیسان/أیار2016م
  72. مجلة الکوثر الرابع والثلاثون والخامس وثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م
  73. صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ .نیسان/ أیار 2016م
  74. صحیفة صوت الکاظمین 203-202 شهر جمادي الاول والثاني 1437هـ .فبرایر/مارس 2016م
  75. مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م
  76. صحیفة صوت الکاظمین 201-200 شهر ربیع الاول والثاني 1437هـ .دیسمبر/کانون الاول 2015م
  77. صحیفة صوت الکاظمین 198-199 شهر محرم الحرام وصفر 1436هـ .اکتبر/نوفمبر 2015م
  78. صحیفة صوت الکاظمین 196-197 شهر ذي القعدة وذي الحجة 1436هـ . اغسطس/سبتمبر 2015م
  79. صحیفة صوت الکاظمین 194-195 شهر رمضان وشوال 1436هـ . حزیران/تموز 2015م
  80. صحیفة صوت الکاظمین 193 شهر شعبان 1436هـ . مایو/آیار 2015م
  81. صحیفة صوت الکاظمین 192 شهر رجب المرجب 1436هـ . ابریل /نیسان 2015م
  82. مجلة الکوثر الثاني والثلاثون - شهر رجب المرجب 1436هـ -2015م
  83. مجلة الکوثر الواحد والثلاثون - شهر محرم الحرام 1436هـ -2014م
  84. صحیفة صوت الکاظمین 190 -191 شهر جمادي الاول والثاني 1436هـ. فبرایر/شباط 2015مـ.
  85. صحیفة صوت الکاظمین 189 شهر ربیع الثاني 1436هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
  86. صحیفة صوت الکاظمین 188 شهر ربیع الاول 1436هـ. کانون الاول/ کانون الثاني 2014مـ.
  87. صحیفة صوت الکاظمین 187 شهر صفر المظفر 1436هـ. دیسمبر/ کانون الاول 2014مـ.
  88. صحیفة صوت الکاظمین 186 شهر محرم الحرام 1436هـ. اکتوبر/ تشرین الاول 2014مـ.
  89. صحیفة صوت الکاظمین 185 شهر ذي الحجة 1435هـ. سبتمبر/ أیلول 2014مـ.
  90. صحیفة صوت الکاظمین 184 شهر ذي القعدة 1435هـ. اغسطس/ اب 2014مـ.
  91. صحیفة صوت الکاظمین 183 شهر شوال المکرم 1435هـ. یولیو/تموز 2014مـ.
  92. صحیفة صوت الکاظمین 182 شهر رمضان 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
  93. مجلة الکوثر الثلاثون - شهر رجب المرجب 1435هـ -2014م
  94. صحیفة صوت الکاظمین 181 شهر شعبان المعظم 1435هـ. یونیو/حزیران 2014مـ.
  95. صحیفة صوت الکاظمین 180 شهر رجب المرجب 1435هـ. مایو/أیار 2014مـ.
  96. صحیفة صوت الکاظمین 179 شهر جمادي الثاني 1435هـ. ابریل/نیسان 2014مـ.
  97. صحیفة صوت الکاظمین 178 شهر جمادي الأول 1435هـ. مارس/آذار 2014مـ.
  98. صحیفة صوت الکاظمین 177 شهر ربیع الثاني 1435هـ.فبرایر/شباط2014مـ.
  99. صحیفة صوت الکاظمین 176 شهر ربیع الأول 1435هـ. ینایر/کانون الثاني2014مـ.
  100. صحیفة صوت الکاظمین 175 شهرصفر 1435هـ. دیسمبر/کانون2013مـ.
  101. مجلة عشاق اهل بیت 11
  102. مجلة الکوثر التاسع والعشرون -شهر محرم الحرام 1435ه -2013م
  103. صحیفة صوت الکاظمین 174 شهر محرم الحرام1435
  104. صحیفة صوت الکاظمین 173 شهر ذي الحجة 1434
  105. صحیفة صوت الکاظمین 172 شهر ذي القعده
  106. مجلة عشاق اهل بیت شماره 10شوال 1434هـ
  107. صحیفة صوت الکاظمین 171 شهر شوال
  108. مجلة عشاق اهل بیت 8 - شوال 1333هـ
  109. مجلة عشاق اهل بیت 9 - ربیع الثانی 1334
  110. مجله الکوثر 28-رجب المرجب1434 هـ 2012 م
  111. مجله الکوثر 27-محرم الحرام1434 هـ 2012 م
  112. صوت الكاظمین-العدد 170-رمضان 1434 هـ -یولیو/تموز2013 م .
  113. مجلة صوت الکاظمین العدد166
  114. صوت الكاظمین-العدد 169-شعبان المعظم 1434 هـ - یونیو 2012 م .
  115. صوت الكاظمین-العدد 168-رجب المرجب 1434 هـ - مایو 2012 م .
  116. صوت الكاظمین-العدد 167 -جمادی الثانی 1434 هـ - أبریل 2013 م .
  117. صوت الكاظمین-العدد 165-ربیع الثانی 1434 هـ - فیرایر 2012 م .
  118. صوت الكاظمین-العدد 164-ربيع الاول 1434 هـ - يناير 2013 م .
  119. صوت الكاظمین-العدد 149-ذی الحجة 1432هـ - أکتوبر 2011 م .
  120. صوت الكاظمین-العدد 150-محرم الحرام 1433 هـ - نوفمبر 2011 م .
  121. صوت الكاظمین-العدد 151-صفر المظفر 1433 هـ - ینایر 2012 م .
  122. صوت الكاظمین-العدد 152-ربع الأول الخیر 1433 هـ - فبرایر 2012 م .
  123. صوت الكاظمین-العدد 153-ربیع الثانی1433 هـ - مارس 2012 م .
  124. صوت الكاظمین-العدد 154-جمادی الأولی 1433هـ - مایو 2012 م .
  125. صوت الكاظمین-العدد 155-جمادی الثانی 1433 هـ - یونیو 2012 م .
  126. صوت الكاظمین-العدد 157-شعبان المعظم 1433 هـ - اغسطس 2012 م .
  127. صوت الكاظمین-العدد 156-رجب المجرب 1433 هـ - یولیو 2012 م .
  128. صوت الكاظمین-العدد 158-رمضان الکریم 1433هـ - اغسطس 2012 م .
  129. صوت الكاظمین-العدد 159-شوال 1433هـ - سبتمبر 2012 م .
  130. صوت الكاظمین-العدد 160-ذی القعدیة 1433 هـ - سبتمبر 2012 م .
  131. صوت الكاظمین-العدد 161-ذی الحجة 1433 هـ - آکتوبر 2012 م .
  132. صوت الكاظمین-العدد 162-محرم الحرام 1434 هـ - نوفمبر 2012 م .
  133. صوت الكاظمین-العدد 164-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
  134. صوت الكاظمین-العدد 163-صفر الخیر 1434 هـ - دیسمبر2012 م .
  135. مجله الکوثر 26-العدد السادس والعشرون رجب المرجب 1433هـ 2012م
  136. مجلة الکوثر 25

داعیة ولیس نبیاً - حسن بن فرحان المالکي


من هو محمد بن عبد الوهاب؟
هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن مشرف التميمي، ولد عام (1115 هـ) وتوفي عام (1206هـ)، وبدأت دعوته عام (1157هـ) بعد وفاة والده، وعاصر إبن معمر (أمير العيينة) ومحمد بن سعود أمير الدرعية ثمّ ابنه عبد العزيز.
بل نرى بعض المتعصبين للشيخ يقبل بكل سهولة تخطئة كبار الصحابة كعمر وعلي وأبي ذر رضي الله عنهم وأمثالهم ولا يقبل مجرد تخطئة الشيخ، وهذا من الغلو في الصالحين الذي ننكره بحق قولاً وفعلاً، وإن وجدنا في هذا الإنكار الأذى من هؤلاء الذين يقولون إنهم يحاربون الغلو في الصالحين! كما أن في المتعصبين ضدّه من يقبل من غيره ممن يعظمونهم أخطاء مماثلة أو قريبة من أخطائه... وهذا أيضاً لا يجوز، فالميزان يجب أن يكون واحداً، تخطئة بأدب مع حفظ للحق الذي قال به، وهذا المنهج يجب أن يتبع مع الجميع، من سائر الفرق والمذاهب.
محمد بن عبد الوهاب رغم ما قيل من الكلام الكثير فيه مدحاً وقدحاً، إلّا أنّه من الواضح أنّه إجتهد، وسبب دعوته وحماسه الكبير أنّه أُصيب بردة فعل حادة نتيجة إنتشار بعض البدع والخرافات في عهده، فأثر هذا كثيراً على شخصيته الحدية فدفعه هذا إلى الإستعجال في رؤية النتيجة السريعة، فاندفع للدعوة بحماس ومجازفات وإصرار، مع قلّة علم.

ومن خلال قراءة كتب محمد وجدته ليس بذاك العالم المحقّق المدقّق، مع ضعف ظاهر في الحديث والتاريخ (ومنهما يتشكل الوعي عند العالم المسلم)، فلذلك أخذ يقمش كل التشددات في الحكم على الأُمور بشرك أو بدعة، فيستشهد بمطلقات النصوص الصحيحة وصريحات النصوص الضعيفة، وأكثر من بناء الأحكام التكفيرية الصريحة على حديث ضعيف أو أثر موضوع أو قياس فاسد وكثيراً ما تجد منه مبالغة وتعسفاً في تحميل الصحيح من النصوص الشرعية ما لم تحتمله من تكفير أو تبديع، وهو يركز على كلمة الشرك أكثر، ولا يراعي ضوابط التكفير، ويستشهد لآرائه بما شذ من الأقوال وعسر من الإستنباط وأفرزته اللحظة، ثمّ يجمع بينها للعوام التابعين أو العلماء الخاضعين، فيخيل للقارئ البسيط منهم ـ وهم أغلبية أتباعه ـ أن هذا علم عظيم وأن العلماء في وقتهم خانوا أمانتهم ولم يحذروهم من الشرك، وأن الناس قد عادوا لجاهليتهم الأُولى، وأنّ÷ لا فرق يومئذٍ بين المصلين الصائمين وبين من يعبد اللات والعزى، فانطلقوا معه لا يتلفتون إلى غيره، لأنّه قد حذرهم من العلماء والعوام على حد سواء، فزعم أن العلماء كعلماء بني إسرائيل (أصبحوا أحباراً ورهباناً اتخذهم الناس أرباباً)، فتبعه البدو وأعملوا سيوفهم في الدماء مع طمع، وألسنتهم في التكفير مع لكنة! وساعتدتهم الظروف واتجه لهم الزمان، من ضعف الدولة العثمانية وتفرّق الأُمراء بنجد، واستخفاف المجاور القوي، إذ ظنوهم سحابة صيف تقشع عن قريب، وثورة أعراب محصورة، وفي وسط نجد القاحلة إلى أن تمكنوا من الإستيلاء على نجد كلّها، وصاغوا الناس بعقيدتهم في كل بلدة تتبعهم، ثمّ إنتشروا فاتحين البلاد شرقاً وغرباً، وكان من المفترض أنّه بعد أن هدأت الأُمور وتشكل الكيان السياسي أن تتم مراجعة الماضي والتخلي عن الغلو وتصر الإعتدال، فالهدف قد تحقّق والحجة قد بلغت، لكن الغلو استمر، وانصرفت الهمة إلى نشر هذا الفكر والتخندق حوله، ومواصلة ذم ما يخالفه من قراءات وإجتهادات، بل تمّ تدعيم التباهي به والتزهيد في غيره، وفتح مراكز في شرق الأرض وغربها، تدندن حول تقسيم المسلمين لمشرك وموحد، إلى أن بدأ الإنقسام بين السلطة والدعوة، إذ وجد الوهابية (الأصليون = المطردون من الثورة والتكفير الوهابي والسلفي) أن ما يكفرون به المسلمين من دقائق الأُمور موجود بأضعاف بين أظهرم، داخل السلطة التي يعتبرونها سلفية، فكفروها، ويظهر لي أنّ الدولة كانت مطمئنة لنظرية سلفية أُخرى (وهي الطاعة وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك) ! ولم تنتبه الدولة إلى أن السلفية (سلفيات) والوهابية (وهابيات)، والخير كل الخير في العدل والإعتدال، فلا تحكم فئة على جميع الفئات والمذاهب، كان من المفترض أن يتم الإعتراف بالمذاهب والطوائف والتيارات السليمة، وعدم إرضاء الأقلية على حساب هضم الأغلبية.
إذن فهناك سلفية طاعة ووهابية ثورة، والطاعة تغلب في السلفية، كما أنّ الثورة تغلب في الوهابية، ويلتقيان في التكفير والإقصاء وعدم الإعتراف بالآخر، ومع الأيام خرج من تحت عباءة الوهابية (الإخوان) أصحاب الدويش، ثمّ خرج من عباءة السلفية (جماعة جهيمان) ثمّ خرج من الفئتين (أصحاب العنف والتكفير الحاليين) فظهر للدولة أن الأُمور معقدة ومتشابكة وليست كما يشرحه (وهابيو البلاط) من أن الخير كل الخير في (السلفية والوهابية)، فكان هذا التطمين غير صحيح، لأن من راجع التكفير السلفي وضخامته وتشعبه وتفرعه عرف بيقين أنّه متى ما احتاج السلفي للتكفير ـ في أي زمان ومان ـ كان هذا أسهل عليه من بلع ريقه وأقرب إليه من حبل وريده! والوهابي أبلغ.
وهؤلاء المكفرون رغم خطئهم الفادح لكنهم مطردون مع التكفير السلفي للمسلمين ومع الثورة الوهابية ضد المشركين والكفار في جزيرة العرب!
لكن رأى بعض الوهابين ـ بعلم أو بجهل ـ أن المصلحة تقتضي التخلي عن أكثر ما قرره الشيخ محمد (من تكفير وثورة) والتمشي مع الشق المسالم للسلطان من النظرية السلفية السلبية التي بدأت من منهج إبن عمر (نحن مع من غلب)، فاصطدم الشقان (المسالم والتكفيري) عند أبواب السلطة، هذه تريد الخروج بلا عودة، وهذه تريد الدخول بلا رجعة، هذا (سلفي) يقلد السلفية المدمرة تكفيراً وقتالاً، وهذا (سلفي) اختار سلفية الطاعة العمياء، وكلا المنهجين بين تكفير وسلبية.
عقيدة الوهابيين في محمد عبد الوهاب؟
بالغوا في التقليد ومنعوا من تقييم منهج الشيخ وحاربوا كل من له قراءة أُخرى تدين بعض ما كتبه ونشره وقرره، فقد اغتروا بصفاء الأيام وإقبال الزممان، فشمروا عن ساعد الجد، وأخذوا في تقسيم الدين إلى أعشار وأرباع، فهم بين بدء وإرجاع، وإستمالة وإفزاع، فربما أفنوا الأعمال والدهور، في صغائر الأُمور، فجعلوا من نزر الفروع أُصولاً في السماء، وبنوا عليها تهوين عظيمها، من التكفير واستحلال الدماء، فهنا تستحكم الفتنة، وتشتد المحنة ليأتي الجاهل بما يقول ليقول: نحن على منهج سلفنا لا نرتضي بهم بدلاً ولا نرضى عنهم حولاً، فهم سلفنا الصالح ولنا منهجنا الواضح! فيبقى الناس من الجانبين، في طخية عمياء،وخطبة عذراء، متشبثين بغلو على حافتي الصراط المستقيم، مفنين أعمارهم، بين باطل منشور وحق لا ينهزم.
فثلما غلا أتباع حسن البنا فيه، وكذا فعل مقلدو الشوكاني والمودودي وغيرهم، فقد ظهر في زمن الشيخ محمد وبعده من أتباعه من يغالي في الشيخ غلواً كبيراً، ويتعصب لكل ما كتبه في رسائله وفتاواه؛ بل وحكمه على الأحاديث، وآرائه في الأُمم والدول والأفراد وغير ذلك.
ثمّ غلا هؤلاء حتى تركوا جزءاً كبيراً من دعوة اشيخ محمد بن عبد الوهاب، التي كانت في ذم (الغلو في الصالحين)، فالغلو في الصالحين منالمحاور الرئيسة التي كان الشيخ ينقدها، فأصبحت هذه المسألة المحورية من أساسيات العقيدة عند الغلاة من أتباع الشيخ محمد.
ومن نماذج الغلو في الشيخ قول بعضهم فيه (العالم الرباني والصديق الثاني مجدد الدعوة الإسلامية.. أوحد العلماء) الدرر السنية (1/29)، وقال إبن عبيد في تذكرة أولي النهى والعرفان (1/173): (الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي إفتخرت به أُمة محمد على سائر الأُمم)ّ اه، وأطلق عليه المؤلف لقب (شيخ الوجود) ! في شعر له في التذكرة (1/33) وهي كلمة عظيمة لو أطلقها أحد في النبي’ لأنكر عليه مقلدو الشيخ وربما كفروه.
هل كان محمد عبد الوهاب عالم زمانه؟
يظن بعض أتباع الشيخ محمد عبد الوهاب أن الشيخ كان وحيد دهره في العلم، وأنّ البلاد الإسلامية مما لم يدخل في دعوته كانت بلاد شرك وكفر وأنّ علماء تلك البلاد جهلة لا يعرفون من الدين شيئاً، ونحو هذا من إعتقادات الأتباع الجائرة، في بلاد المسلمين وعلماء المسلمين أيام الشيخ محمد، وللأسف أن هذا الأصل في تكفير المسلمين واعتبار ديارهم ديار كفر، وإن علماءهم كفار قد وجدته في كلام الشيخ نفسه.
كان مع الشيخ في القرون الثلاثة الأخيرة دعاة ومصلحون وعلماء نفع الله بهم، فلا يجوز هضم حقوقهم أو تكفير المسلمين في بلادهم، ومن هؤلاء الشيخ الشاه ولي الله الدهلوي والشيخ محمد حياة السندي والشيخ التهانوي الهندي، والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، وهو أعلم من الشيخ وأكثر إعتدالاً وأعمق أثراً وأقبل عند سائر المسلمين، وإن كان الشيخ أوسع أثراً وأنشط في الدعوة، ومحمد إبن فيروز الأحساني كبير الحنابلة في الأحساء، وعلماء الحجاز، ثمّ جاء الإمام الشوكاني اليماني بعد الشيخ بقليل، ثمّ في القرن الأخير كان هناك علماء ودعاة لهم أثرهم الدعوي الكبير كما نرى في دعوة الشيخ حسن البنا في مصر والعلّامة المودودي في باكستان وشبه القارة الهندية، والشيخ جمال الدين القاسمي في الشام والمهدي السوداني في السودان، إضافة للعلماء المهتمين بالمعرفة أكثر من إهتمامهم بالجماهير كالشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وغيرهم كثير، ممن لم يكن يرى التكفير في أُمور يعدها الشيخ من الشرك الأكبر.
غلاة الوهابية؟
أتباع الشيخ محمد أصبحوا في ردودهم على خصوم الشيخ يعتبرون الرد عليه رداً على الإسلام نفسه، بينما هجوهم على علماء المسلمين وبلاد المسلمين وإتهامها بالشرك الأكبر لا يعد عندهم إعتداء، وهذا لب الغلو الذي نذر الشيخ نفسه في ذمه والتحذير منه ومحاربة أهله باللسان والسنان، والخصوم يعتبرون الدفاع عنه والإقرار بمحاسنه ومواطن صوابه إعانة على هدم الإسلام ونشر دين الخوارج.
إحتكر غلاة الوهابية الدفاع عن الوهابية مثلما هم اليوم محتكرون الدفاع عن الشيخ كما ترونه في الردود المتسرعة والمتشنجة لبعض الأخوة على هذه المذكرة، ممن يكادون يحكمون بالردة على من خطّأ الشيخ! وهذا يشبه إحتكار النواصب (ومنهم غلاة السنة) الرد على الشيعة والنطق بإسم السنة، ومن ثمّ أخذوا يلمزون علي بن أب يطالب وأهل بيته بإسم السنة! ويثنون على معاوية ويزيد وشيعتهم بإسم السنة! كما نفعل في كثير من رسائلنا الجامعية! ثمّ أصبح من ينقدهم معرضاً للإتهام بالتشيع والرفض! مثلما أصبح من ينقد غلاة الوهابية معرضاً للإتهام بمخاصمة الدعوة السلفية، وربما مخاصمة الإسلام والدعوة لعبادة القبور! فهذا كلّه يحدث لسبب بسيط؛ وهو أن الغلاة هم المتصدرون في الدفاع والبيان، فدافع عن السلفية من ليس سلفياً، ودافع عن السنة خليط من السنة والنواصب والمرجئة والجبرية، والمدافعون يكون لهم الصدارة في التحدث بإسم المذهب أو الحركة أو التيار، ويكتسبون الاعتراف مع الزمن، فهم في البداية يرتضون الجوار! ثمّ تأتي مرحلتهم الثانية بإخراج أهل المنزل الأصلي! وهذه السنة الحياتية موجودة في المذاهب والقبائل والتيارات.
عقائد إبن عبد الوهاب الفاسدة؟
العقيدة الأُولى:
يقول الشيخ في الإستهلال ص5: (اعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة وهو دين الرسل الذين أرسلهم الله إلى عباده فأولهم نوح×، أرسله الله إلى قومه لما غلوا في الصالحين وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً...).
الرد:
أقول: هذا الكلام أوله صحيح لكن آخره فيه نظر وقصور شديد وتقعيد للتفكير، فإنّ الله أرسل نوحاً إلى قومه ليدعوهم لعبادة الله وترك الشرك، فقد كانوا يعبدون هذه الأصنام؛ وليس فعلهم مجرد (غلو في الصالحين)؛ فهذه اللفظة واسعة وتحتمل ـ غالباً ـ الخطأ والبدعة عند إطلاقها، وقد يصل الغلو إلى الكفر وهو النادر، فتقبيل اليد قد يعتبر من الغلو والتبرك بالصالحين قد يعتبر غلواً... لكن هذا ونحوه يعد من الأخطاء أو البدع وليست شركاً، وإن تجوزنا في إطلاق الشرك على هذه الأفعال فهو شرك أصغر؛ وليس من الشرك الأكبر المخرج من الملة.
والشيخ محمد قال الكلام السابق ليدلل أن دعوته هي إمتداد لدعوة الرسل؛ الذين بعثوا أو كأنهم لم يبعثوا إلّا إلى قوم يغلون في الصالحين فقط! أو أن أكبر أخطئهم الغلو في الصالحين! وهذا غير صحيح فقد كانوا يشركون بالله ويعبدون الأصنام وفي هذا كفاية، لكن لأن خصوم الشيخ كانوا يردون عليه بأن هؤلاء الذين تقاتلهم وتكفرهم أُناس مسلمون.


العقيدة الثانية:
وقوله أيضاً في إستهلاله ص5 ـ 6 : (وآخر الرسل محمد’ وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين، أرسله إلىقوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله...)!
هكذا يرسم الشيخ سامحه الله صورة جميلة وغير صحيحة عن كفار قريش ليبني على ذلك تكفير مسلمين (يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله!!)، وهذا قياس مع الفارق الكبير كما سبق شرح ذلك.
الرد:
ثمّ ذكر الشيخ الصفة التي يرى أنّه من أجلها قاتل الرسول’ الكفار وقاتل الشيخ المسلمين فقال: (لكنهم ـ يعني كفار قريش ـ يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله)! يعني فجاز قتالهم ويجوز لنا نحن قتالهم للسبب نفسه!
سبحان الله، كفار قريش الذين لا يقولون (لا إله إلّا الله) ولا يرضون قولها، ولا يؤمنون بيوم القيامة ولا البعث ولا جنة ولا نار ولا يؤمنون بنبي ويعبدون الأصنام ويقتلون ويظلمون ويشربون الخمور ويزنون ويأكلون الربا ويرتكبون المحرمات مثلهم مثل المسلمين المصلين الصائمين الحاجين المزكين المتصدقين المجتنبين للمحرمات والفاعلين مكارم الأخلاق... ﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ﴾؟!
لا، ليسوا سواء، المسلمون ليسوا كالكفار حتى وإن تأول علماؤهم وجهل عوامهم فالتأويل والجهل بابان واسعان،ومعانقان كبيران من موانع التكفير، لكن على كل حال لا تجوز المساواة بين من يقوم بأركان الإسلام مع من ينكرها.
ولا يستوي من يؤمن بالنبي’ نبياً ورسولاً ومن يكذبه ويظنه ساحراً أو كاهناً.
ولا يستوي من يتوسل بالنبي’ ويتبرك بالصالحين مع من يرجم النبي’ ويقتل الصالحين.
لا يستوي من يؤمن باليوم الآخر والجنة والنار مع من يقول ﴿ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا...﴾
لا يستوي من قال: ﴿ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ﴾ مع من قال: ﴿ أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً ﴾.
لا، لا يستوي من آمن ومن كفر.
من صدق الرسل ومن كذّبهم.
واقول للأخوة المختلفين معي في هذه المسألة:
معظم علماء المسلمين في عهد الشيخ محمد وفي أيامنا هذه يقولون بجواز التبرك بالصالحين والتوسل بهم، فهل نحن اليوم نكفر جميع هؤلاء؟
إن قلتم: نحن نكفرهم ردّ عليكم العلماء المعاصرون، واتهموكم بالغلو في الدين وتكفير المسلمين!
وإن قلتم: لا، نحن لا نكفرهم رددتم على الشيخ محمد بن عبد الوهاب تكفيره لهم لأنه كان يكفر علماء وعوام مثل علماء زماننا وعوامهم تماماً.
العقيدة الثالثة:
قوله ص9: في وصف محاسن كفار قريش وغيرهم ـ : (كانوا يدعون الله سبحانه ليلاً ونهاراً! ثمّ منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم إلى الله ليستغفروا له، أو يدعو رجلاً صالحاً مثل اللات! أو نبياً مثل عيسى وعرفت أن رسول الله’ قاتلهم على هذا الشرك! ودعاهم إلى إخلاص العبادةن... فقاتلهم رسول الله’ ليكون الدعاء كلّه لله والنذر كله والذبح كله لله والإستغاثة كلها بالله وجميع العبادات لله... الخ) اه.
الرد:
أقول: الكفار لم يكونوا يدعون الله ليلاً ونهاراً! وإنما كانوا يذكرون هبل واللات والعزى ومناة، ولو كانوا يدعون الله ليلاً ونهاراً لما نهى الله نبيه عن (عبادة الذي يدعون) كما في قوله تعالى: ﴿ُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ ؟! وقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾، وقال عن الكفار: ﴿ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلاء شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ ﴾.
ولو كانوا يدعون الله ليلاً ونهاراً لغبطهم عليه زهاد الصحابة! فهذه صورة من الصور الكثيرة الجميلة التي يمدح فيها الشيخ كفار قريش، ليس حباً فيهم؛ ولكن ليقارن بينهم وبين مسلمين عصره، موهماً بتشابه هؤلاء ! ثمّ ليبني على هذه المقارنة الناقصة وذلك الإبهام تفضيلهم على المسلمين، ثمّ البناء على هذا كلّه تكفير المسلمين وإستحلال قتالهم.
العقيدة الرابعة:
ويقول ص12: (فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفرة، بل يظن (يعني المدعي للغسلام) أن ذلك (يعني تفسيرها) هو التلفظ بحروفها من غير إعتقاد القلب لشيء من المعاني)؟!
الرد:
أقول: ما ذكره الشيخ غير صحيح؛ فليس هناك مسلم واحد يقول إنّ معنى (لا إله إلّا الله) هو التلفظ بها دون إعتقاد القلب لذلك.
والمسلمون جميعهم علماؤهم وعوامهم، يمقتون في المسلم أن يقول ما لا يعتقد، بل حتى العوام يسمون هذا (نفاقاً)، وهم يذمون من يخالف قوله فعله، بل حتى الكفار يذمون من يخالف قوله فعله...
العقيدة الخامسة:
ويقول ص17: (والعامي من الموحدين يغلب ألفاً من علماء هؤلاء المشركين)!!
الرد:
أقول: هذا تكفير واضح لعدد كبير من العلماء ويستحيل في العادة أن يوجد مثل هذا العدد الكبير (ألف!) من العلماء الكفار في بلد واحد؛ فاعرف هذا فإنه مهم وهو من أدلة من يتهم الشيخ بتكفير من لم يتبعه! والشيخ وأتباعه يقولون: معاذ الله أن نكفر المسلمين، وهذا قول عام لكن المشكلة أن المسلم عندهم غير المسلم عند سائر المسلمين، فالمسلم عند الشيخ ومن يقلده له شروط طويلة عريضة متفرعة سيضطر هو ومن يتابعه أن يختلفوا في هذه الشروط مع العلماء قبل العوام.
العقيدة السادسة:
قوله ص12: (وما ذكرت لي أيها المشرك!! من القرآن أو كلام النبي’ لا أعرف معناه...)!!
الرد:
أقول: يا ترى من هذا المشرك الذي يستدل على الشيخ وأتباعه بالقرآن والسنة؟! أي مشرك لطيف هذا؟!
العقيدة السابعة:
يقول ص49 وكرر نحو هذا ص58: (ويقال أيضاً الذين حرقهم علي بن أبي طالب بالنار كلهم يدّعون الإسلام وهم من أصحاب علي وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في علي مثل الإعتقاد في يوسف وشمسان وأمثالهما؟ فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم؟!).
الرد:
أقول: الذين حرقهم علي ـ إن صحّ التحريق إبتداءً ـ هم مرتدون لا يدعون الغسلام كما ذكر الشيخ، ولم يصح ما اشتهر في كتب العقائد من أنّهم كانوا يؤلهون علياً إنما صح في البخاري أنّهم مرتدون أو زنادقة، (اللفظان وردا في البخاري)، وإن صحت الرواية التي فيها أنّهم اعتقدوا في علي الأُلوهية، فالحجة على الشيخ أعظم لأنّهم بهذا لا يدعون الإسلام ـ كما ذكر الشيخ ـ، وإنّما جعلوا علياً إلهاً وهذا كفر بإجماع المسلمين وبالنصوص الشرعية.
قصّة تحريقهم أحياء إنفرد بها عكرمة مولى إبن عباس ولم يشهد القصة وإنّما ذكر أن الخبر بلغ سيده إبن عباس بلاغاً فقال لو كنت أنا لقتلتهم لأنّ النبي’ يقول: (من بدل دينه فاقتلوه) والحديث في البخاري من طريقين عن عكرمة ولم يخرجه مسلم، وقد رواه عكرمة بلاغاً ولم يكن بالكوفة وإنما كان بالبصرة مع مولاه إبن عباس ولعل الخبر وصلهم مشوهاً، أما روايات شهود العيان فذكرت أن القوم مرتدون وأن علياً قتلهم ولم يحرقهم ثمّ بعد قتلهم خدد لهم أخاديد وألقاهم فيها ودخن عليهم زيادة في التنكيل والترهيب من عملهم لأنّهم لبثوا يأخذون عطاء المسلمين وهم مرتدون فترة من الزمن، ولعل هذا التدخين عليهم هو الذي أوهم بعض المشاهدين أنّه أحرقهم وإلّا فالإمام علي نفسه من أحرص الناس ألا يعذب بالنار خاصة وأنّه من رواة حديث (لا يعذب بالنار إلّا رب النار) ولم يصح أن صحابياً حرق أحياء إلّا ما كان من أبي بكر من تحريقه المرتد الفجاءة السلمي ـ علماً بأن الشيخ محمد يزعم أن الفجاءة هذا كان قائماً بأركان الإسلام !! ـ وكان الفجاءة قد قام بأعمال تبرأ من بعضها الرسول’ في حياته كما في قصة بني جذيمة، ولا يعد خالد من المجتهدين، إنّما هو صاحب سيف وترس وليس صاحب علم وفقه.
العقيدة الثامنة:
ثمّ يقول الشيخ ص51، 52: الذين قال الله فيهم: ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ﴾أما سمعت أن الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله’ يجاهدون معه ويصلون ويزكون ويحجون ويوحدون؟ اهـ.
الرد:
أقول: أولاً: هؤلاء منافقون.
ثانياً: لم يستحل النبي’ دماءهم ولا أموالهم ولا يقتلهم بل نهى عن ذلك؛ فهذا يخالف فعل الشيخ مع من حكم عليهم بالردة من المسلمين لا من المنافقين.
اعتراف ابن عبد الوهاب:
قوله ـ كما في الدرر السنية 10/51 ـ : (... لقد طلبت العلم واعتقد من عرفني أن لي معرفة وأنا في ذلك الوقت لا أعرف معنى لا إله إلّا الله ولا أعرف دين الإسلام! قيل هذا الخير الذي منّ الله به ! وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك! فمن زعم من علماء العارض أنّه عرف معنى لا إله إلّا الله! أو عرف معنى الإسلام قيل هذا الوقت! أو زعم من مشايخه أن أحداً عرف ذلك! فقد كذب وافترى! ولبس على الناس! ومدح نفسه بما ليس فيه)!.
ثمّ ذكر كلاماً مشابهاً (الدرر السنية 1/ 57) بأن العلماء الذين يخاطبهم ومشايخهم ومشايخ مشايخهم لا يفهمون دين الإسلام (ولم يميزوا بين دين محمد’ ودين عمرو بن لحي الذي وضعه للعرب بل دين عمرو عندهم دين صحيح)!!
تكفير إبن عبد الوهاب للحنابلة:
ومن نماذج تكفير المعينين في كلام الشيخ قوله في رسالة إلى الشيخ سليمان بن سحيم الحنبلي (كما في الدرر السنية 10/ 31):
(نذكر لك أنك أنت وأباك مصرحون بالكفر والشرك والنفاق!!... أنت وأبوك مجتهدان في عداوة هذا الدين ليلاً ونهاراً!!... أنك رجل معاند ضال على علم مختار الكفر على الإسلام!!... وهذا كتابكم فيه كفركم)!! ا هـ.
تكفير الإمامية:
تكفير الإمامية سهل إذا قسناه بتكفير الحنابلة ويذكر الشيخ أن من شك في كفرهم فهو كافر (10/369) نقل هذا عن المقدسي وأقره، مع أن إبن تيمية ـ على غلوه ونصبه ـ إلّا أن له كلاماً صريحاً بأن هؤلاء مبتدعة مسلمون وليسوا كفاراً، لكن الشيخ يجمع الشدائد.
الحرمان ديار كفر:
أما بلدان المشركين عند الشيخ رحمه الله وسامحه فهي كل البلاد التي لم تدخل تحت طاعته أو دعوته ولم يستثن منها الحرمين الشريفين! انظر على سبيل المثال (10/ 75، 64، 77، 12، 86).
التكفير بالجملة:
تكفير الشيخ لمن سب صحابياً تجده في الدرر السنية (10/ 369).
تكفير الشيخ لأهل مكة تجده في (10/ 86)، (9/291).
تكفير البدو (10/113، 114)، (8/118، 117، 119).
تكفير قبيلة عنزة في الدرر (10/113) وأنّهم لا يؤمنون بالبعث!
تكفير قبييلة الظفير في الدرر (10/113) وأنّهم لا يؤمنون بالبعث!
انظر تكفيره أهل العيينة والدرعية الذين كانوا مع إبن سحيم في الرأي والذين كانوا من معارضي الشيخ في الدرر (8/57).
راجع تكفيره السواد الأعظم في الدرر (10/8).
تكفير من يتحرج من تكفير أهل لا إله إلّا الله! كما في الدرر السنية (10/139)، وهي فتوى غريبة، المقصود منها قطع كل تعاطف مع المخالفين.
تكفير الرازي صاحب التفسير! تكفير الشيخ للرازي صاحب التفسير في الدرر (10/ 72، 273) بل زعم الشيخ سامحه الله أن الرازي هذا ألّف كتاباً يحسن فيه عبادة الكواكب.
وأهل الأحساء يعبدون الأصنام! أن أهل الأحساء في زمانه يعبدون الأصنام!! وهذا غير صحيح.
وأهل نجد يعبدون الحجر والشجر! وذكر في رسالته لإبن عبد اللطيف (الدرر 1/ 53 ـ 54).
أن عندهم عبادة الأصنام (من بشر وحجر)، وزاد على ذلك أنّه لا يعلم (أحداً من أهل العلم يخالف في ذلك)! إلّا من (يؤمن منهم بالجبت والطاغوت)! وأن أهل العلم في بلد إبن عبد اللطيف (ملتبسون بالشرك الأكبر) ! بل (ويدعون إليه)!
قوله في الأشاعرة والظاهرية: نقل الشيخ قولاً (1/ 112) يوحي بتكفير الأشعري وغيره ممن ينفي الصفات ! وإبن حزم على النقي المطلق للصفات وحجته تجدوها في كتابه الفصل، فأقرؤوها قبل أن تكفروه.
تناقضات!!!
الشيخ نفى عن نفسه أُموراً أكثرها موجودة في فتاواه فلعل نفيه لها رجوع أو ذهول أومناورة ومنها:
1 ـ إنكاره أنّه يبطل كتب المذاهب الأربعة (الدرر 1/ 34)، (10/13)، مع أنّ÷ يسميها في موضع آخر (عين الشرك)! (2/59).
2 ـ إنكاره أنّه يقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء ! (الدرر 9/34)، (10/13)، وهذه قد لا يكون قالها بالنص، لكن له عبارات في إتهام أكثر المسلمين في نجد والحجاز، من ثلاثة قرون أو أربعة، وقد يفهم من بعض العبارات إمتداد التفكير لقرن آخر أو قرنين، وعلى كل ليس شرطاً ألا يثبت الغلو في التفكير إلّا إذا قال بالعبارة السابقة، التكفير الثابت فيه الكفاية، ويكفيك من القلادة ما (أطاح) بالعنق!
3 ـ إنكاره أنه يدعي الإجتهاد والخروج عن التقليد (9/34)، (10/13)، مع أنّه لم يسبقه أحد إلى أُمور سبق ذكرها.
4 ـ أنكر أنّه يقول إختلاف العلماء نقمة (9/34)، (10/13).
5 ـ أنكر أنّه يكفر من توسل بالصالحين (9/34)، (10/13).
أنكر أنه يكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق (9/34)، (10/13) وهو يكفر من يعتقد دون ما ذكره البوصيري.
7 ـ أنكر أنه يقول لو قدر على قبة رسول الله لهدمها، ولو قدر على الكعبة لأخذ ميزابها وجعل لها ميزاباً من خشب (9/34)، (10/13)، وقصتهم في المدينة والبقيع مشهورة.
8 ـ أنكر أنه يحرم زيارة قبر النبي’ (9/34)، (10/13).
9 ـ أنكر أن يكون قد حرم زيارة قبر الوالدين (9/34)، (10/13).
10 ـ أنكر أنه يكفر من حلف بغير الله (9/34)، (10/13).
13 ـ أنكر أنه يحرق دلائل الخيرات (9/80، 34)، مع أنّهم دخلوا مكة حرقوه أيضاً! لأنّه يدخل الناس في الشرك! (1/228).
15 ـ  أنكر أنه يكفر جميع الناس إلّا من تبعه (9/80)، لم يقل هذا بنصه وإنّما بمعناه وقد سبق الإثبات.
16 ـ وأن أنكحتهم السابقة غير صحيحة (9/ 80) مع أنّهم إن كانوا على إنكار البعث ولا يفرقون بين دين محمد بن عبد الله ودين عمرو بن لحي، فهم كفار!
17 ـ وأنكر المبادأة بقتال الآخرين وأنّه لا يقاتل إلّا دفاعاً عن النفس والحرمة، من باب رد السيئة بسيئة مثلها، إضافة إلى قتال من سب دين الرسول ! (9/83)، والعبارة الأخيرة تطمس ما قبلها، فهو بعد مذهبه دين الرسول، ومذهب غيره من المسلمين أشد كفراً من مذهب عمرو بن لحي وكفار قريش.
18 ـ ذكر أنّه لا يكفرمن عبد الصنم! الذي على قبر عبد القادر ولا من عبد الصنم الذي على قبر البدوي! لجهل الذين يعبدون تلك الأصنام! (1/104)، لكنه في مواضع أُخرى كفر من يفعل دون هذا بكثير، ثمّ هو لا يعترف بمانع الجهل، ويكتب في إبطال هذا المانع (انظر: الدرر السنية 10/369، 368، 392).
19 ـ وأنّه لا يكفر من لم يهاجر إليه (1/104)، مع أنّه خالف هذا ولكن بوضع شروط تؤدي لهذا مثل: أن يكون الشخص قادراً على إظهار دينه! وهذه القدرة لها شروط أيضاً من أن يكفر أهل بلده ولا يصيبه أذى! فعاد النهر ليصب في المنبع! فالبلدة التي يتمكن فيها الشخص من هذا يعني أنّها أصبحت وهابية والسلام! لأنّنا رأينا أنّه يعتقد أن من الدين كذا وكذا وكذا... مما لا يصح شرعاً ولا يوافقه عليه إلّا مقلدوه، فإذا تمكن المقلد من إظهار هذا الدين في بلده، فيعني الحكم على الفترة السابقة بالكفر الأكبر، كما فعلوا مع علماء الحرمين، وغذا تمكن المقلد من تكفير أهل بلدته قبل هذه الدعوة ولم يتعرض لأذى فمعنى هذا أنّها مهيأة لإستقبال سرية صغيرة من عشرة أفراد فقط من وهابية القبيلة المجاورة! ليعلموا الناس العقيدة ولجباية الزكاة لبيت مال المسلمين والأمر بحلق الرؤوس( ).
20 ـ وأنّه لا يكفر من لم يكفر المخالفين ويقاتلهم (1/104)، وقد رأينا أنّه يفعل هذا، فهو يكرر أن من شك في كفر الكفار فهو منهم، والمسلمون في زمنه هم عنده أشد كفراً من كفار قريش!
21 ـ وأنّه لا يكفر تارك الصلاة(1/102)، لكن أتباعه اليوم يكفرون تارك الصلاة، وهذا أمر مختلف فيه من قديم، وكان الحنابلة ممن يشدد في هذا.
22 ـ وأنّه لا يكفر من لم يدخل في طاعته (10/128)، وقد سبق أنّه يشترط فيهم إظهار آراء الشيخ والبراءة من خصومه الذين يسميهم المشركين!
23 ـ ذكر أنّه لا يحكم بالكفر على الجاهل الذي يعمل الشرك والكفر حتى تبلغه الحجة؛ وإنّما يقول عمله عمل الكفار (10/136) ولكنه في نصوص أُخرى حكم بأن شيوخه وشيوخ شيوخهم كانوا يفضلون دين عمرو بن لحي على دين النبي’! وأن أكثر أهل نجد والحجاز على إنكار البعث! وكفر علماء حنابلة وعين أسماءهم، ونحو هذا الذي فيه التكفير صريحاً ويصعب تصديق ما ذكره في هذه المسائل.
24 ـ ذكر بأنّه إنما ينفي الإسلام الصرف! الذي لا يخالطه شرك ولا بدع، أما الإسلام الذي ضدّه الكفر فلا ينفيه! (10/16)، وقد رأيتم حكمه على أُناس بأنّهم كافرون كفراً ينقل عن الملة! وأن مشركي قريش أخف من مشركي زماننا بمسألتين!.. الخ!
25 ـ وقد صرح الشيخ عبد الرحمن بن حسن بأن أصحاب الشيخ محمد لو خرجوا من قبورهم لقاتلوهم ! فقال (لو ظهر علينا أهل الدرعية لقاتلونا) !! (16/6)، وهذه شهادة كبيرة على الغلو في التكفير والقتال، فإذا كان الناس في زمن عبد الرحمن بن حسن يستحقون التكفير والقتال ـ على منهج الشيخ محمد ـ مع أنّهم كونهم مغالين أيضاً في التكفير والقتال فكيف بالله عليكم ببقية المسلمين؟! خاصة وأنّ عبد الرحمن بن حسن كان شديداً في الحق فارق الأمير فيصل بن تركي لأنّ الأخير طالب بمعاقبة أحد جنوده في الحوش ومنع من ضربه في السوق، فقال عبد الرحمن بن حسن:  سلام عليكم وفارقه فلم يرجعه فيصل بن تركي إلّا من الحوطة! ولم يرجع حتى ضرب ذلك الجندي في السوق، فإذا كان هذا حال زمانه ويرى أنّ الشيخ محمد سيستحل قتالهم وتكفيرهم فكيف ببقية المسلمين؟ وهذا يدل على أنّ الشيخ محمد وأتباعه كانوا يكفرون ويقاتلون لأدنى سبب.